انخفض سعر صرف الدولار الأمريكى مقابل الجنيه المصري من مستويات 50.8 نهاية الأسبوع الماضي، إلى 49.3 جنيه ليواصل الجنيه تحقيق مكاسب قوية أمام الدولار خلال الأيام القليلة الماضية، وسط توقعات بمزيد من المكاسب في ظل تحسن أداء الاقتصاد المصري بعد وقف الحرب بين إسرائيل وإيران. ودعم هدوء التوترات الجيوسياسية عالمياً، وعودة حركة الملاحة عبر قناة السويس تدريجيا والتي سبق أفقدت مصر جزءًا كبيراً من حصيلتها الدولارية.

ورجحت بحوث شركة “الأهلي فاروس” استمرار انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الجنيه إلى مستويات تصل إلى 47 جنيها. و قال رئيس وحدة البحوث بشركة الأهلي فاروس لتداول الأوراق المالية، هاني جنينة، إن مصر بدأت تشهد زخما واضحا في تدفقات النقد الأجنبي خلال النصف الثاني من 2024، مدفوعا بطفرة كبيرة في السياحة وتحسن الثقة في الاقتصاد المصري بعد قرارات تحرير سعر الصرف. وأكد جنينة أن قطاع السياحة يشهد تعافيا ملحوظا، مشيرا إلى أن عدد السياح المتوقع للعام الجاري قد يصل إلى نحو 18 مليون سائح، بإيرادات تصل إلى 16 مليار دولار، وهو ما ساعد على تعويض جزء كبير من خسائر إيرادات قناة السويس التي تأثرت بالتوترات الجيوسياسية في المنطقة. ورجّح جنينة أن يشهد سعر صرف الجنيه، تحسنا بنهاية العام الجاري، مدفوعا بتراجع الدولار عالميا، خصوصا أمام اليورو، الذي يمثل كتلة كبيرة من الشركاء التجاريين لمصر. وأضاف أن سعر الجنيه قد يصل إلى مستوى 47– 48 جنيهاً للدولار بنهاية 2025، مقابل نحو 49.5 جنيه حاليا.
و كشفت بيانات وزارة التخطيط ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي أكثر من التوقعات، ليصل إلى نحو 4.8% خلال الربع الأول مدعوماً بشكل أساسي من نمو قطاع الصناعات التحويلية (16%)، والتصدير (23%). وتفاعل المستثمرون الأجانب بقوة مع هذة الأحداث ليضخوا أكثر من 63.7 مليار جنيه في أدوات الدين المصرية خلال 4 جلسات فقط من الأسبوع الجاري تعادل 1.3 مليار دولار.
وحققت تحويلات المصريين العاملين بالخارج قفزة غير مسبوقة خلال أول عشرة أشهر من العام المالي الحالي “يوليو 2024 – أبريل 2025″، حيث ارتفعت بنسبة 77.1% لتصل إلى 29.4 مليار دولار، مقابل 16.6 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام المالي الماضي. وشهدت تحويلات الفترة من يناير إلى أبريل 2025 ارتفاعا بمعدل 72.3% على أساس سنوي لتصل إلى نحو 12.4 مليار دولار، مقابل نحو 7.2 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي. وجميعها عوامل تعزز من احتمالية تراجع قيمة الدولار امام الجنية المصري خلال النصف الثانى من العام الجاري