جارى فتح الساعة......

نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن خبراء اقتصاديين، أن المستثمرين بالغوا في تقييم إمكانية دخول الولايات المتحدة في مرحلة ركود اقتصادي، إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن سنوات النمو العالي قد ولت مع اتجاه أكبر اقتصاد في العالم نحو التباطؤ. وأدت المخاوف بشان دخول الولايات المتحدة في ركود، بعد تقرير الوظائف الأضعف من المتوقع، إلى موجة عالمية لبيع الأسهم بدأت يوم الجمعة واستمرت هذا الأسبوع.

وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، أن أسعار الأسهم هبطت، في الوقت الذي ألقى فيه المستثمرون اللوم على بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي في الولايات المتحدة) بسبب إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة للغاية، ما بين 5.25 إلى 5.5 في المائة، رغم تزايد علامات تباطؤ الاقتصاد. إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن أغلب خبراء الاقتصاد يعتقدون أن الولايات المتحدة ما زالت في طريقها لتحقق ما يسمى الهبوط الناعم، وهو خفض التضخم إلى مستوى 2 بالمئة المستهدف من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، من دون ارتفاع حاد في البطالة.

ونقلت فايننشال تايمز عن جيسون فورمان، الخبير الاقتصادي السابق في البيت الأبيض، والأستاذ في جامعة هارفارد، قوله: “باستثناء معدل البطالة، فإن كل مؤشرات الاقتصاد الحقيقي تقريبا تنمو، وبعضها ينمو بقوة”. وتضمن تقرير الوظائف الصادر يوم الجمعة الماضي، الزيادة الشهرية الرابعة على التوالي في معدل البطالة، إلى 4.3 في المائة، وأشارت الصحيفة إلى أن هذه النسبة جاءت في أعقاب نتائج باهتة لشركات أمريكية، مما يشير إلى ضعف في المستهلك الأمريكي، ودفع بعض المحللين إلى القلق من احتمال سقوط الولايات المتحدة في حالة ركود عميقة بما يكفي لإخراج الاقتصاد العالمي عن مساره.

وبدوره قال أندرو هولينهورست، الخبير الاقتصادي في سيتي غروب: “بمجرد أن تبدأ في القلق بشأن الركود، فأنت عادة في حالة ركود، وبمجرد أن ترى ارتفاع معدل البطالة، في الدورات الاقتصادية السابقة، فإن هذه هي المرحلة التي تبدأ فيها عمليات التسريح المؤقتة لتتحول إلى عمليات دائمة”. وذكرت الصحيفة، أن البيانات زادت أيضا الضغوط على مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية لخفض أسعار الفائدة في اجتماعهم المقبل في سبتمبر.

إلا أن الصحيفة ذكرت أنه وحتى الآن، ظل واضعو أسعار الفائدة هادئين، فقد قال أوستن جولسبي رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو وعضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يوم الإثنين، إن سوق الأسهم “أكثر تقلبا” من البنك المركزي الأمريكي. وأضافت الصحيفة أن الأسواق تتوقع أربعة أو خمسة تخفيضات في أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار ربع نقطة مئوية هذا العام، مقارنة بثلاثة تخفيضات قبل بيانات الوظائف الأسبوع الماضي. ونسبت الصحيفة إلى آدم بوسن، رئيس معهد بيترسون للاقتصاد الدولي قوله: “إذا كنت جالسا في لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، فإن خطر القيام بتخفيض مقابل عدم التحرك قد تحول بشكل أساسي”.

ومع ذلك، ووفقا لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، يعتقد خبراء الاقتصاد أن البيانات الأخيرة أقل إثارة للقلق مما يعتقد المتشائمون، حيث يقولون إن الأدلة تشير إلى أن الولايات المتحدة لا تزال قريبة من التشغيل الكامل للعمالة. كما نقلت الصحيفة عن إيرني تيديشي، كبير خبراء الاقتصاد السابق في مجلس المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض، قوله، إن عدد الوظائف التي أضافها الاقتصاد الأمريكي والبالغة 114 ألف وظيفة، هو بالضبط الرقم الذي تحتاجه الولايات المتحدة، والتقرير لم يكن ضعيفا، بل كان أنه عندما تكون في حالة التشغيل الكامل، فلن يكون أمامك خيار آخر سوى النزول.

وذكرت أن مسؤولين في بنك الاحتياطي الفيدرالي أكدوا أن معدل البطالة لا يزال منخفضا مقارنة بالمعايير التاريخية، ونقلت عن ماري دالي رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، قولها: إن العديد من التفاصيل في بيانات الوظائف تترك “مساحة أكبر قليلا للثقة في أننا نتباطأ ولكننا لا نسقط من على حافة الهاوية”. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك مصدر قلق آخر يتعلق بما إذا كان المستهلكون الأمريكيون قادرين على مواصلة دفع النمو إذا ارتفعت معدلات البطالة وتضاءلت المدخرات التي تم بناؤها خلال وباء جائحة كورونا.

وأشارت الصحيفة إلى أن لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية لديها عدة خيارات، حيث يمكنها خفض أسعار الفائدة في حالات الطوارئ قبل اجتماعها المقرر في سبتمبر، أو قد تنتظر حتى سبتمبر لكنها تخفض أسعار الفائدة بأكثر من 25 نقطة أساس كما أشارت سابقا. ومع ذلك من المرجح أن تواصل اللجنة مسارها ببساطة. وحول الخفض الطارئ لأسعار الفائدة، نقلت الصحيفة عن إرني تيديشي، أستاذ الاقتصاد في جامعة ييل وكبير الاقتصاديين السابق في مجلس المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض قوله: “إذا أقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي على خفض طارئ للفائدة، فإن هذا من شأنه أن ينقل حالة من الذعر. وما يحتاجون إلى توصيله الآن هو الهدوء”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version