جارى فتح الساعة......

دفعت العودة التدريجية للطلب على السفر، بعد رفع قيود كوفيد-19، عدة مناطق في العالم إلى رفع أسعار بطاقات السفر. لكن هذا العام، وفي وقت تسعى شركات الطيران إلى استعادة أعداد الركاب التي كانت تسجّلها قبل أزمة كوفيد-19، بلغ تقلّب الأسعار ذروته رغم الانخفاض الأخير في أسعار النفط، و من المرجح أن يستمر ارتفاع أسعار تذاكر السفر عالميا حتى نهاية عام 2024

وتعرضت شركات الطيران لخسائر هائلة قدرت بنحو 200 مليار دولار بسبب جائحة “كوفيد- 19″، وخسر هذا القطاع عشرات الملايين من الوظائف. وعندما استعادت شركات الطيران تعافيها مع عودة الطلب على السفر، واجهت هذه الشركات عقبات كبرى في التوظيف، لكون كثير من الموظفين السابقين بحثوا عن وظائف أخرى أكثر استقرارا. ولم يؤد النقص في الأيدي العاملة إلى حدوث اضطرابات في حركة الرحلات الجوية فحسب، بل أدى إلى رفع كلفة استقطاب الموارد البشرية والحفاظ عليها، وهذا يعني رفعا للرواتب وبالتالي رفعا لأسعار التذاكر.

ويُقدّر الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن أسعار الوقود المستخدم في صناعة الطيران ستتراجع هذا العام إلى 98.5 دولارًا للبرميل الواحد، مقابل 135.5 دولارًا للبرميل الواحد العام الماضي. ويمثّل الوقود ما بين 25 و30% من تكاليف شركات الطيران وعادة ما يكون له تأثير كبير على أسعار التذاكر. مع ذلك، طال انتظار تراجع الأسعار.

بالإضافة إلى الوقود، “إن تكاليف اليد العاملة والتكاليف الأخرى المرتبطة بسلسلة التوريد أصبحت أعلى أو آخذة بالارتفاع”، بحسب كبيرة الاقتصاديين في اتحاد النقل الجوي ماري أوينز تومسين. وقالت مطلع الأسبوع الحالي خلال الجمعية العامة لمؤسستها التي تضمّ 300 شركة نقل جوي حول العالم “تحتاج الشركات إلى إيجاد طريقة لتغطية هذه التكاليف وإلّا فإنها ستبدأ بخسارة الأموال مجددًا”، في حين أنها بالكاد تعود إلى منطقة الأمان ويتوجب عليها سداد ديون ضخمة من فترة أزمة كوفيد-19.

ويكمن السبب الثالث وراء استمرارية رفع أسعار تذاكر السفر في أن هناك نقصا في عدد الطائرات، إذ عملت شركات الطيران على تعطيل جزء كبير من أساطيلها لأن الطلب على السفر جوا كان ضعيفا جدا في بداية الجائحة، ولذلك لم يكن هناك حاجة إليها، ولا يمكن إعادة هذه الطائرات إلى العمل بالسرعة ذاتها، فالأمر يستغرق نحو 100 ساعة عمل لتجهيز أكبر الطائرات للخدمة مجددا بعد إيقافها.

بينما السبب الرابع يكمن في أن المستهلكين مستعدون لدفع أسعار أكبر لقاء التذاكر بعد حرمانهم من فرصة السفر، وفي بعض الأحيان وصل الأمر إلى 3 سنوات من الحرمان.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه موقع “Booking” المتخصص في الحجوزات شمل 25 ألفا من البالغين الذين يخططون للسفر خلال الأشهر 12- 24 المقبلة، أنهم يريدون السفر أكثر تعويضا عن الفرص الضائعة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version