توفر تقنية الجيل الخامس (5G) فرصة اقتصادية بقيمة 50 مليار دولار لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2030، وفقًا لتقرير GSMA Intelligence، حيث تسهم في إحداث نقلة نوعية في قطاعات حيوية مثل التصنيع، والخدمات اللوجستية، والرعاية الصحية، والتمويل. ومن المتوقع أن تعزز هذه التقنية النمو الاقتصادي، وتدفع عجلة الابتكار، وترسم ملامح جديدة لمستقبل الأعمال والخدمات في المنطقة.
وكان الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر قد أبرم اتفاقًا في أكتوبر 2024 مع كبرى شركات الاتصالات—أورانج، وفودافون، وe&—لمنحها تراخيص تشغيل خدمات الجيل الخامس، مما يمهّد الطريق لتوفير هذه التقنية في أكبر سوق للهواتف الذكية في المنطقة، الذي يضم 128 مليون اتصال هاتفي. وجاء ذلك عقب صفقة بقيمة 150 مليون دولار مع الشركة المصرية للاتصالات في يناير 2024 للحصول على ترخيص مماثل.

تمثل شبكات الجيل الخامس (5G) قفزة نوعية في عالم الاتصالات، إذ توفر سرعات نظرية تفوق الجيل الرابع (4G) بمئة ضعف تقريبًا، مع زمن استجابة شبه معدوم. ومن المتوقع أن تساهم هذه التقنية في أكثر من 13% من الأثر الاقتصادي الإجمالي لتقنيات الاتصالات المتنقلة، والذي يُقدر أن يصل إلى 360 مليار دولار بحلول نهاية العقد، وفقًا لتقرير “اقتصاد الاتصالات المتنقلة 2024” الصادر عن GSMA.
وبينما تسهم تقنية الجيل الخامس في دفع عجلة الابتكار في المدن الذكية في كل من الكويت والإمارات، وتعزز القطاعات الصناعية في السعودية، لا تزال دول شمال أفريقيا في طور التأسيس والبناء لهذه البنية التحتية المتقدمة.
وبحلول عام 2030، يُتوقع أن تمثل شبكات الجيل الخامس 50% من إجمالي 439 مليون اشتراك متنقل مرتقب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما سيعزز كفاءة القطاعات المختلفة. ، إذ من المتوقع أن تصل تغطية الجيل الخامس إلى 95% من سكان المنطقة بحلول نهاية العقد.
تستعد شركات الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لضخ استثمارات ضخمة تصل إلى 97 مليار دولار حتى عام 2030، وفقًا لتقديرات GSMA، مستهدفة تحقيق إيرادات تبلغ 88 مليار دولار بنهاية العقد، مقارنة بـ66 مليار دولار في عام 2023.
وتستند هذه الطفرة إلى قاعدة مستخدمين قوية؛ فبحلول أواخر 2023، بلغ عدد مستخدمي خدمات الهاتف المحمول 427 مليون شخص، أي ما يعادل 64% من سكان المنطقة، ما أسهم في دعم 1.3 مليون وظيفة. كذلك، وصلت نسبة انتشار الإنترنت عبر الهواتف المحمولة إلى 49%، مع 327 مليون مستخدم، وهو ما يقارب ثلاثة أضعاف العدد المسجل قبل عقد.
ومن المتوقع أن يصل معدل تبنّي خدمات الجيل الخامس في المنطقة إلى 41% بحلول عام 2030. و يساهم انتشار خدمات الجيل الخامس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في زيادة حركة البيانات، لكنه يفرض تحديات على مشغلي الاتصالات في توسيع قدرة الشبكات ومدى انتشارها، بسبب العقبات التنظيمية، وتقلبات السوق، وارتفاع الضرائب، وفقًا لـ GSMA.