قال وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي، إن قطاع التعدين المصري يهدف إلى إصدار 300 ترخيص سنوياً، وزيادة مساهمة التعدين في الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو 6%، كما يعمل القطاع على إطلاق ثلاث مزايدات سنوياً لزيادة المساحات المرخصة للبحث والتنقيب، خاصة في الصحراء الشرقية حيث يوجد الدرع النوبي، ويخطط لتشغيل عدد من المناجم الجديدة خلال السنوات الخمس المقبلة. جاء ذلك في كلمة الوزير، خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الدولي الرابع لمؤتمر التعدين الدولي، الذي انطلقت فعالياته اليوم في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
وعقد الاجتماع الوزاري تحت عنوان “نحو اتفاق عالمي بشأن قطاع التعدين”، وتضمّن جدول أعمال الاجتماع عدداً من الموضوعات المهمة، منها: تسهيل عقد شراكات استثمارية في الدول المنتجة، الترويج للمشروعات ومناطق التعدين المستقبلية، جذب الاستثمارات إلى قطاع التعدين، وأسس مساهمة المعادن في تطور صناعات الطاقة المتجددة. وألقى وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر بن إبراهيم الخريف، رئيس الاجتماع، كلمة افتتاحية سلط فيها الضوء على التزام المملكة بالتنمية المعدنية المستدامة، وتأكيد دورها الريادي في تعزيز مستقبل القطاع، ومناقشة فرص التعاون العالمي لمواجهة التحديات واستثمار الإمكانات الهائلة التي يوفرها قطاع المعادن.
ومن جانبه، أوضح المهندس كريم بدوي، في كلمته أمام الاجتماع الوزاري، أن صناعة التعدين تساهم بشكل كبير في انبعاثات الغازات الدفيئة. واستعرض في هذا السياق مبادرات وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، المتعلقة بالتزام شركات التعدين بإجراء تقييمات الأثر البيئي قبل بدء عمليات البحث والتنقيب عن المعادن، وتطوير برامج عمل للحد من الآثار السلبية المحتملة، إلى جانب اعتماد مبادئ الاقتصاد الدائري، وتشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة في الأنشطة التعدينية، وتحسين كفاءة العمليات باستخدام أحدث التقنيات الرقمية والمعدات الأكثر كفاءة، بما يسهم في تقليل المخلفات والانبعاثات.
وتطرّق إلى استراتيجية تطوير وتحديث قطاع التعدين المصري، التي أُطلقت في عام 2018، مشيراً إلى أن القطاع يشهد بالفعل بداية جني ثمار التحديث، ويسعى لمواصلة البناء على ما تحقق. وأشار بدوي إلى أن القطاع بصدد إطلاق “بوابة التعدين المصرية”، التي ستوفر للمستثمرين بيانات جيولوجية تفصيلية ومعلومات شاملة حول التراخيص، لتعزيز الشفافية والتواصل بين الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية والشركات والمستثمرين.
وأكد أن الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها قطاع التعدين في مصر تدعمها رؤية مصر 2030، التي تهدف إلى جذب الاستثمارات وتعزيز جاذبية القطاع. كما استعرض محاور استراتيجية القطاع لتعظيم الاستفادة من المعادن الحرجة في مجال الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، مع تسريع الاستثمارات في الاستكشاف والبنية التحتية لدعم سلاسل التوريد متعددة المراحل.
وأكد بدوي التزام مصر بممارسات التعدين المستدامة، وتوفير بيئة جاذبة للاستثمارات، وتعزيز التعاون الإقليمي لضمان مستقبل مزدهر ومسؤول بيئياً لقطاع التعدين، بما يسهم في تعظيم القيمة المضافة واستغلال الثروات التعدينية. وعلى جانب آخر، شارك وزير البترول في فعاليات افتتاح المعرض المصاحب لمنتدى التعدين الدولي، حيث تفقد السادة الوزراء الأجنحة الخاصة بوزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية وبعض الشركات السعودية والعالمية المشاركة في المعرض. كما تفقد الوزراء جناح قطاع التعدين المصري، الذي يضم الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية، شركة شلاتين للثروة المعدنية، وشركة الوادي الجديد للثروة المعدنية “واديكو”. وتم خلال الجولة استعراض إمكانات شركات التعدين المصرية، وسجلها الناجح في تنفيذ المشروعات داخل مصر وخارجها، وأهم الفرص الاستثمارية المتاحة، بالإضافة إلى فتح مجالات عمل ومشروعات للشركات المصرية خارج مصر.
