فقد الدولار الأمريكى حصة كبيرة من مكانته داخل الاحتياطات الأجنبية بالبنوك المركزية الكبرى، وذلك منذ إطلاق العملة الأوروبية الموحدة “اليورو” في عام 1999 وحتى نهاية عام 2022، مرورا بتنامي قوة عملات دول كبري اخري كالصين والهند وروسيا في التجارة الدولية ومعها انخفضت نسبة مساهمة الدولار في احتياطات النقد الأجنبي العالمي من 71٪ إلى 58٪.
قبل الدولار، كان الجنيه البريطاني هو العملة الاحتياطية العالمية. حيث كانت المملكة المتحدة أكبر مصدر للسلع والخدمات ولديها النظام المصرفي الأكثر تقدمًا وعروض التأمين وأسواق السلع. كما ساعدت في ذلك قوتهم العسكرية.
وقد أجبر العبء المالي على المملكة المتحدة من الحربين العالميتين الأولى والثانية على التخلي عن معيار الذهب وكادوا يفلسون. وقرب نهاية الحرب العالمية الثانية، أدرك الحلفاء أن النمو الاقتصادي المستدام بعد الحرب وإعادة البناء والسلام يتطلب عملة أكثر استقرارًا.
وفي عام 1944 في مؤتمر لزعماء العالم في بريتون وودز، نيو (NYSE:NIO) هامبشاير، تم تتويج الدولار كعملة احتياطية في العالم. ومنذ عام 1973 وصولاً إلى يومنا هذا، يتم استخدام مؤشر الدولار الأميركي (USDX) لقياس قيمة العملة الأميركية مقارنة بسلة من العملات، ويقارن المؤشر حالياً الدولار الأميركي بـ 6 عملات أجنبية هي اليورو، الين الياباني، الجنيه الإسترليني، الدولار الكندي، الكرونة السويدية، الفرنك السويسري.
وباستخدام مؤشر الدولار USDX يمكن لكل من المصدرين والمستثمرين، الاستفادة من التحركات في قيمة الدولار الأميركي مقابل سلة العملات العالمية، حيث يرتفع مؤشر الدولار إلى الأعلى عندما يكون الدولار قوياً أمام العملات الأخرى والعكس صحيح.
أظهر استطلاع عالمي أجرته مؤسسة جالوب في 64 دولة حول العالم أن غالبية مواطني تلك الدول يرجحون نهاية عصر الدولار ،
ومن المثير للاهتمام في هذا الاستطلاع أن نصف المستطلعين في روسيا 49٪ يؤمنون بانهيار الدولار الأمريكي، بينما في الولايات المتحدة نفسها، النسبة أعلى من 51٪.
وفي الهند، يعتقد 41٪ أن الدولار سيفقد مركزه عالميا. بينما في إندونيسيا يعتقد 64٪ من المواطنين أن الدولار الأمريكي سوف يفقد ريادته العالمية في السنوات الـ 25 المقبلة”.
واستعرض تقرير صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري ، المسارات المستقبلية للدولار الأمريكي، في ظل تزايد الاعتماد على “اليوان” الصيني كعملة وسيطة في المعاملات التجارية بدلاً من الدولار، وذلك استنادًا إلى تحليل نشرته مؤسسة “أوراسيا ريفيو” الأمريكية للدراسات والبحوث.
وأشار التقرير أن هناك توقعات بأن تستمر رحلة تراجع حصة الدولار في الاحتياطات الأجنبية العالمية، حال انخفاض نسبة مساهمته في حجم التجارة الدولية، والتي تبلغ حاليًا 50% إجمالي المعاملات التجارية العالمية، مشيرًا إلى أن حصة الدولار من الاحتياطات الدولية قد تنخفض إلى 40% حال انخفاض نسبة مساهمته في التجارة الدولية إلى الثلث بدلاً من النصف حاليًا، بما يشير إلى تأثير استمرار الاعتماد على اليوان الصيني والعملات غير الدولارية الأخرى على هيمنة “الورقة الخضراء” على الاقتصاد العالمي، ونفوذها الذي اكتسبته أعقاب الحرب العالمية الثانية خلفًا للجنيه الإسترليني.
الفترة الأخيرة شهدت اجراء العديد م دول العالم لصفقات تجارية كبري بدون الاعتماد على الدولار الأمريكي حيث توصلت الصين والبرازيل مؤخرًا إلى اتفاقية للتجارة بعملتيهما، وتخلتا عن الدولار الأمريكي كوسيط”.
الهند أيضا، بدأت تخطط لاستخدام الروبية في الصفقات التجارية مع ماليزيا.. ويتوقع العديد من الخبراء أن تستمر فكرة التخلي عن الدولار في جذب مؤيدين آخرين.
وشهد مؤتمر الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي المنعقد هذه الأيام في واشنطن تأكيد رئيس البنك المركزي الفلبيني، فيليبي ميدالا، ” هيمنة الدولار الأمريكي سوف تتلاشي أكثر فأكثر بمرور الوقت
وأضاف ميدالا، “أعتقد أنه بمرور الوقت سيصبح الدولار الأمريكي أقل هيمنة لافتا إلى أهمية إنشاء عالم متعدد العملات أصبح أمر ضروري
وفي وقت سابق قال الخبير الاقتصادي الشهير، روبرت كيوساكي: “الدولار الأمريكي يفقد هيمنته في العالم الآن. لذلك، سوف يطبعون المزيد والمزيد من العملة … في محاولة لمنعه من الغرق”.