جارى فتح الساعة......

قلص المستثمرون رهاناتهم على حدوث خفض في أسعار الفائدة هذا العام، وفق ما أوردته صحيفة ” فايننشال تايمز” البريطانية، وذلك بعد أن قللت البيانات الاقتصادية الخاصة بسوق العمل الصادرة مؤخرا، بالإضافة إلى التحذيرات الصادرة من مسؤولي البنك المركزي في الولايات المتحدة من حماس الأسواق المالية، والتي وصفتها الصحيفة بأنها تعجلت في مثل هذه المراهنات في أواخر العام الماضي.

ووفقا لبيانات وزارة العمل الأمريكية الجمعة الماضية، فقد ارتفع معدل نمو سوق العمل في الولايات المتحدة بصورة غير متوقعة في ديسمبر 2023، حيث شهد أكبر اقتصاد في العالم 216 ألف وظيفة إضافية خلال الشهر الأخير من العام 2023، رغم توقعات بتسجيل تباطؤ في نوفمبر. واستقر معدل البطالة عند 3.7 بالمئة، ليحافظ على مستوى تاريخي منخفض ويخالف التوقعات بتسجيل ارتفاع طفيف.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن وجهة النظر الأقل تفاؤلا بشأن تخفيضات أسعار الفائدة تأتي في الوقت الذي أدت فيه بيانات الوظائف الأمريكية الأقوى من المتوقع هذا الأسبوع، إلى إضعاف الحجة أمام بنك الاحتياطي الفيدرالي لبدء خفض أسعار الفائدة قريبا بعد الارتفاع الحاد في سوق السندات. وأردفت الصحيفة أن محضر اجتماع السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي رسم كذلك صورة أكثر تشددا من تعليقات جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في المؤتمر الصحفي المصاحب له.

ونقلت فايننشال تايمز عن فلوريان إلبو، رئيس قسم الاقتصاد الكلي في شركة لومبارد أودييه إن تقرير الوظائف الأخير هو جزء من البيانات التي افتقدناها لرؤية الأسواق المالية تظهر بعض الاعتدال، مضيفا أنه بعد اجتماع السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي كان هناك تعجل بتحديد تخفيضات في أسعار الفائدة، وبصورة تتعدى ما أرد الاحتياطي الفيدرالي إيصاله.

ولفتت الصحيفة إلى أنه وفي الأسابيع الأخيرة من عام 2023، كثف المستثمرون من رهاناتهم على أن البنوك المركزية ستفي بتخفيضات سريعة في أسعار الفائدة هذا العام، مما أدى إلى أكبر ارتفاع للسندات العالمية لمدة شهرين منذ عدة سنوات.

وأوضحت الصحيفة أن ذلك جاء في أعقاب بيانات التضخم المشجعة والموقف المتساهل بصورة غير متوقعة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، والذي نشر في ديسمبر توقعات جديدة أظهرت أن مسؤوليه يشيرون إلى تخفيضات بقيمة 75 نقطة أساس في العام المقبل.

ونسبت الصحيفة لكريج إنشيز، رئيس أسعار الفائدة والنقد في شركة رويال لندن، قوله إن أسواق العمل لا تزال محدودة (عدد الوظائف أكبر من المتقدمين إليها) مما يؤدي إلى تفاوض أعلى وتكلفة انتاج أعلى، وأشار إنشيز إلى أن هناك ضغوطا تضخمية تتزايد بسبب التوترات في الشرق الأوسط، في حين تستمر الظروف المالية في التيسير، أن هذا يمثل صداعا كبيرا للبنوك المركزية.

وقال إنه ومع عدم توقع أي شخص بحدوث ركود عالمي واسع النطاق، فإنه لا يستطيع تفهم سبب وجود لخفض أسعار الفائدة بصورة سريعة جدا، معبرا عن اعتقاده أنه من غير المرجح أن تصل تخفيضات بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة لما يقارب ستة تخفيضات هذا العام.

وذكرت فايننشال تايمز أن الأسواق المالية في أوروبا، كما هو الحال في الولايات المتحدة، شهدت انخفاضا في أسعار السندات، وذلك بعد أن خفض المستثمرون من توقعاتهم بشأن خفض البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا (البنك المركزي في المملكة المتحدة) لأسعار الفائدة.

وأوضحت الصحيفة أن البيانات تظهر أن التضخم في منطقة اليورو ارتفع إلى 2.9 في المائة في ديسمبر، متراجعا عن ستة أشهر من الانخفاضات المتتالية، كما أظهرت مؤشرات اقتصادية أخرى أن الاقتصاد هناك أقوى مما كان يعتقد سابقا، وأضافت الصحيفة أن هذا يثير التساؤلات حول متى سيبدأ البنك المركزي الأوروبي في خفض أسعار الفائدة.

وقال توماس ويلاديك، كبير الاقتصاديين الأوروبيين في شركة T Rowe Price إنه في ضوء أحدث بيانات مؤشر مديري المشتريات وبيانات التضخم، أعتقد أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة في اجتماعه في يونيو القادم على أقرب تقدير.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأسواق تراهن على أن البنك المركزي الأوروبي سوف يخفض أسعار الفائدة بنسبة 1.46 نقطة مئوية هذا العام، بانخفاض من 1.64 نقطة مئوية في بداية الأسبوع، مع انخفاض احتمال التخفيض الأول في مارس إلى حوالي النصف.

كما ذكرت الصحيفة أن المستثمرين أعادوا التفكير أيضا في المسار المستقبلي لبنك إنجلترا، حيث توقعوا أن أسعار الفائدة في المملكة المتحدة ستنخفض إلى 4 في المائة بحلول نهاية العام، بدلا عن الرهان بانخفاض بنسبة 3.5 في المائة في نهاية العام الماضي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version