جارى فتح الساعة......

على مدى الأسابيع الماضية، أثيرت تساؤلات عما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل إرسال مساعدات عسكرية أمريكية إلى أوكرانيا، أو حتى ستبيع إليها أسلحة؟ . وانتظر الجميع الإجابات على هذه التساؤلات مساء يوم الجمعة 28 فبراير الماضي لاسيما وأن أوكرانيا تمتلك ما لا يقل عن 20 من إجمالي 50 معدناً تصنّفها الولايات المتحدة بأنها “معادن هامة”، وهذه تشمل الليثيوم، والغرافيت، والتيتانيوم، واليورانيوم ومعادن نادرة – توليفة من 17 عنصراً تعتبر ضرورية لكل شيء بدءاً من الهواتف الخلوية ووصولاً إلى الصناعات الدفاعية. وتقدّر كييف أن نحو 5 في المئة من المخزون العالمي لـ “المعادن الخام الهامة” يوجد في أوكرانيا، بما في ذلك حوالي 19 مليون طن من احتياطي الغرافيت والذي يُستخدم في صناعة بطاريات المركبات الكهربائية.

ترامب
ترامب

وفي اجتماع استثنائي بالبيت الأبيض مساء أمس الجمعة وقعت مشادة كلامية بين الرئيس دونالد ترامب ونائبه جيمس فانس من ناحية، وضيفهما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من ناحية أخرى بحضور عدد من الصحفيين. واتهم ترامب الرئيس الأوكراني بأنه “يقامر بإشعال حرب عرب عالمية ثالثة”، قائلا له إن “ما تفعله يُظهر عدم احترام للبلد الذي دعمكم بأكثر مما كان ينبغي من وجهة نظر كثيرين”. وأجاب زيلينسكي قائلا: “أُكنِّ كل احترام لبلدكم”. وارتفعت أصوات المجتمعين أمام الكاميرا، ليقول ترامب: “سيكون اتفاقا صعب التوقيع، لأن السلوكيات يجب أن تتغير”. وقال نائب الرئيس الأمريكي لزيلينسكي: “قُل كلمة شكر للولايات المتحدة وللرئيس الذي يحاول أن ينقذ بلادكم”.

وقال ترامب: “بلدك في مشكلة كبيرة”، ليجيب زيلينسكي: “أعرف، أعرف”. وأضاف ترامب: “لولا أننا أعطيناكم مُعدّات عسكرية لكانت هذه الحرب انتهت في غضون أسبوعين اثنين”. فأجاب زيلينسكي، قائلاً بل “في ثلاثة أيام. لقد سمعتُها من بوتين” ليردّ عليه ترامب قائلا: “على هذا النحو سيكون إنجاز عمل أمراً في غاية الصعوبة”. وعلى أثر هذه المشادة، غادر زيلينسكي البيت الأبيض، فيما أُلغي مؤتمر صحفي كان مقررا بين الرئيسين. وعبر منصّته الخاصة تروث سوشال، كتب ترامب: “بإمكانه العودة لاحقاً عندما يكون مستعداً للسلام”.

ووفقًا لشبكة “سي بي إس” الأمريكية، غادر الوفد الأوكراني المكتب البيضاوي بعد المشادة الكلامية إلى “غرفة منفصلة”. وهناك، طلب منهم مستشار الأمن القومي مايك والتز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، مغادرة البيت الأبيض. وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن اتفاق المعادن النادرة الذي اقترحته الولايات المتحدة لم يوقع. يأتي ذلك في زيارة كانت كييف تعْقد عليها آمالاً في الحصول على دعم أمنيّ أمريكي. وكان مراقبون يتوقعون أن يسعى زيلينسكي في هذه الزيارة إلى إعادة ضبط علاقته بنظيره الأمريكي، في الوقت الذي تضغط فيه واشنطن من أجل تسريع وتيرة المفاوضات المتعلقة بمصير أوكرانيا.

قال ترامب خلال تصريحات للصحفيين خارج البيت الأبيض، متجها إلى فلوريدا، إنه لكي تستأنف المحادثات يجب على زيلينسكي أن يقول إنه يريد السلام. وزعم ترامب أيضا أن زيلينسكي يريد العودة إلى البيت الأبيض “الآن” لكن هذا ليس مناسبا له. وأضاف الرئيس الأمريكي أن وقف إطلاق النار يمكن أن يتم “على الفور”. وقال ترامب للصحفيين: “لن نواصل القتال، سواء كنا سننهي الحرب أو نتركهم يذهبون ونرى ما سيحدث، دعوهم يقاتلون”.

قال الرئيس زيلينسكي لشبكة فوكس نيوز إن الأوكرانيين والأمريكيين “يجب أن يكونوا على نفس الجانب” ضد روسيا. وقال زيلينسكي: “آمل أن يكون الرئيس إلى جانبنا”، مضيفاً أنه “من المهم جداً إيقاف (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين”. وأكد زيلينسكي أن بوتين انتهك اتفاقيات وقف إطلاق النار مع أوكرانيا عدة مرات.

وعندما سُئل عما إذا كان مدينًا لدونالد ترامب باعتذار بعد ما حدث اليوم في المكتب البيضاوي، لم يجب زيلينسكي على السؤال بشكل مباشر. وقال: “أنا أحترم الرئيس وأحترم الشعب الأمريكي”. لكنه أضاف: “أعتقد أنه يتعين علينا أن نكون منفتحين وصادقين للغاية، ولست متأكدا من أننا فعلنا شيئا سيئا”.

ونشر وزير خارجية أوكرانيا، أندري سيبيها، منشوراً على موقع “إكس” أشاد فيه بشجاعة وقوة زيلينسكي، قائلا إن “لديه الشجاعة والقوة للدفاع عن الحق”. وأضاف: “إنه يدافع عن أوكرانيا وعن هدف السلام العادل والدائم”، مشيراً إلى أن أوكرانيا “كانت وستظل دائماً ممتنة لأمريكا على دعمها”.

فيما قال المعلق السياسي فولوديمير فيسينكو للتلفزيون الأوكراني: “ربما أعصاب الرئيس زيلينسكي خذلته. كان ينبغي له أن يكون أكثر تحفظاً ومرونة، وخاصة في الرد على جيه دي فانس. ومن الأفضل عدم الجدال مع ترامب”.

كما قال الصحفي الأوكراني إيليا بونومارينكو عبر “إكس”، “إنه لأمر مخزٍ. إنهم ينحنون بلا خجل للعثور على أي شيء، أي شيء على الإطلاق، لنقد زيلينسكي”. وأضاف أن “كل هذا يحدث أمام العالم بأسره، أمام الصحافة العالمية، على الهواء مباشرة. إنهم يحاولون جاهدين كسر زيلينسكي”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version