سجل الطلب العالمي على الذهب مستوى قياسي جديد في 2024، وسط الشهية المرتفعة للبنوك المركزية، ونمو الطلب على الاستثمار. وبحسب بيانات مجلس الذهب العالمي، بلغ إجمالي الطلب على المعدن الأصفر 4974 طناً العام الماضي، مقارنة بـ4899 طناً في 2024، بما في ذلك التداولات خارج البورصة. هذا وقفز إجمالي الاستثمار السنوي في المعدن الأصفر بنحو 25%، مسجلاً أعلى مستوى في 4 سنوات عند 1180 طناً، بدعم من صناديق الذهب المتداولة. كما ظل الطلب على سبائك الذهب والعملات قوياً، بدعم من الطلب القوي من جانب الصين والهند.
وفي الهند، تلقى الطلب على الذهب الدعم من خفض الحكومة الرسوم على واردات الذهب من 15% إلى 6% في يوليو تموز. أما في دول أسيان، نما الطلب على استثمارات المعدن النفيس، وسط إعلان كل من سنغافورة، وإندونيسيا، وماليزيا، عن نمو مكون من رقمين على أساس سنوي. في الوقت نفسه، أظهرت بيانات المجلس أن استثمارات الذهب خارج البورصة ظلت مستقرة في 2024، كما أن الطلب كان انعكاساً لتطلع الأشخاص من أصحاب الثروات المرتفعة إلى التحوط من المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية.
على الجانب الآخر، كان الطلب في قطاع المجوهرات تحت ضغط العام الماضي، إذ تراجع الاستهلاك بنحو 11% على أساس سنوي. وقال الرئيس العالمي للبنوك المركزية في مجلس الذهب العالمي شوكان فان، إن الطلب العالمي على الذهب ارتفع إلى مستوى فصلي جديد، وإجمالي سنوي قياسي، بدعم من حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي المرتفعة.
وأضاف: شهية البنوك المركزية بالنسبة للذهب، لا تزال لا تُشبع، وحققت إنجازاً هاماً، مع الحفاظ على وتيرة قوية من شراء الذهب، بمشتريات تتجاوز 1000 طن لثالث عام على التوالي.
وقاد المركزي البولندي هذه المشتريات، ليضيف 90 طناً للاحتياطي لديه. أما المركزي التركي، فقد أضاف 75 طناً، إذ جاء بالمركز الثاني، فيما حلّ المركزي الهندي بالمرتبة الثالثة.
على الجانب الآخر، توقع محللو مجلس الذهب العالمي، أن يظل الطلب على المجوهرات من الذهب ضعيفاً هذا العام، إذ لا تزال القوة الشرائية ضعيفة بسبب ارتفاع الأسعار والنمو الاقتصادي الضعيف. فيما يتوقعون أن تظل البنوك المركزية في مركز القائد، وينضم إلى جانبها مستثمرو الصناديق المتداولة، خاصة إذا كان هناك معدلات فائدة منخفضة.
