جارى فتح الساعة......

توفر سيارات الأجرة الطائرة أو “الطائرات العمودية ” الفرصة لتحقيق الاستدامة في النقل، بفضل أنظمة الدفع الكهربائية الخاصة بها التي لا تولد أي انبعاثات كربونية، ما يقلل تلوث الهواء مقارنة بالطائرات التقليدية، ناهيك عن تقليصها وقت السفر من ساعات إلى دقائق. كذلك توفر القدرة على الإقلاع والهبوط عموديًا إمكانية عملها في المناطق الحضرية المزدحمة وكذلك المناطق النائية ذات التضاريس الصعبة. وتولد المحركات الكهربائية ضوضاء أقل بكثير مقارنة بمحركات الاحتراق ويجعلها مثالية للمناطق الحضرية المكتظة بالسكان، وقد وضعت الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) تعريفًا للطائرات العمودية بأنها “طائرة ذات رفع عمودي تعمل بالطاقة الكهربائية وقادرة على حمل الأشخاص”. و يختلف نظام العمل عن المروحيات، التي تعتمد على محركات الاحتراق، ولا تستطيع سوى الإقلاع والهبوط عموديًا، وتحقيق الدفع الأمامي من خلال التوجيه المحدود الذي يستخدم دوار المروحية .

في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تعمل الأطر التنظيمية القوية والرؤية الحكومية والدعم المالي على تمكين هذه الطائرات بحيث تصبح قوة “تحويلية”. حيث تتجه دبي إلى تقديم النقل الجوي الحضري من خلال شبكة إقلاع وهبوط متطورة لسيارات الأجرة الجوية في الربع الأول من عام 2026، وتخطط لبدء العمليات الأولية في وقت مبكر من عام 2025، مع استخدام طائرات S4 العمودية الكهربائية من شركة Joby Aviation. وبمجرد تشغيل الخدمة، سينخفض وقت السفر من مطار دبي الدولي إلى نخلة جميرا من 45 دقيقة بالسيارة إلى 10 دقائق.

في نوفمبر 2024، أعطى ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الضوء الأخضر لبناء أول مطار عمودي لسيارات الأجرة الجوية في الإمارة بالقرب من مطار دبي الدولي.
تبلغ مساحة المطار 3100 متر مربع، ويتمتع بقدرة استيعابية تمكنه من استقبال نحو 42 ألف هبوط سنويًا. ويأتي هذا التطوير بعد توقيع اتفاقية في فبراير بين هيئة الطرق والمواصلات في دبي، وشركة Joby Aviation، وشركة Skyports التي يقع مقرها الرئيسي في لندن لتصميم وبناء وتشغيل أربعة مواقع أولية للمطار العمودي في جميع أنحاء دبي.

في يونيو 2024، أجرت المملكة العربية السعودية تجربة لخدمة مركبات الأجرة الجوية ذاتية القيادة والتي من المقرر أن تنقل الحجاج بين الأماكن المقدسة، وتسهل السفر في حالات الطوارئ، ونقل المعدات الطبية، وتقديم الخدمات اللوجستية. وقد أجريت بمساعدة شركة EHang Holdings Limited الصينية المدرجة في بورصة ناسداك بالشراكة مع شركة Front End Limited التي يقع مقرها في السعودية، باستخدام طائرة عمودية من طراز EH216-S دون طيار.

في حين تخطط المملكة المتحدة لإجراء أول رحلة طيران بطائرة أجرة يقودها طيار بحلول عام 2026، وتقديم خدماتها بانتظام بحلول عام 2028، تخصص للعروض التجريبية لطائرات أجرة ذاتية القيادة دون طيارين بحلول عام 2030، وفقًا لخطة عمل مستقبل الطيران التي أعلنتها وزارة النقل في مارس.

كذلك أنهت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA) قواعد إصدار شهادات الطيارين والتدريب التفصيلي لهذه الطائرات في أكتوبر، معترفة بها كفئة جديدة من الطائرات المدنية بخصائص كل من المروحيات والطائرات ذات الأجنحة الثابتة، ما يمهد الطريق لنشرها.

وقد أدت التطورات في الدفع الكهربائي وتكنولوجيا البطاريات إلى ظهور نوع جديد من الطائرات التي قد تحدث ثورة في النقل الحضري. حيث تعمل شركات ناشئة، مثل Joby Aviation ومقرها الولايات المتحدة، بدعم من شركة تويوتا موتور اليابانية للسيارات، وشركة Vertical Aerospace ومقرها المملكة المتحدة، حاليًا على تطوير طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية (eVTOL)، وهو نوع جديد من المركبات التي تستفيد من المحركات الكهربائية للإقلاع والهبوط عموديًا.

بلغت قيمة السوق العالمية لطائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية نحو 12.4 مليار دولار في عام 2023 ومن المقرر أن تتوسع إلى 35.1 مليار دولار بحلول عام 2032، مسجلة معدل نمو سنوي مركب (CAGR) بنسبة 11.87% في الفترة من عام 2024 إلى عام 2032، وفقًا لتقرير صادر عن مجموعة IMARC.

في المقابل، تعمل الطائرات العمودية الكهربائية، ذات التصميمات المتعددة، بالبطاريات أو خلايا وقود الهيدروجين، وتتميز بثلاث وحدات دفع كهربائية موزعة أو أكثر لديها القدرة على توفير الرفع الرأسي والدفع الأمامي . و يستخدم تصميم الطائرة متعددة المراوح دون أجنحة، والتي تشمل أمثلتها طائرة VoloCity من إنتاج شركة Volocopter الألمانية وطائرة EH216 من إنتاج شركة Ehang، وحدات دفع للرفع الرأسي، بينما يتم تحقيق الدفع الأمامي من خلال الدفع من المحور الجانبي.

تتضمن فئة طائرات الرفع الآلي powered lift ثلاثة أنواع رئيسية من الطائرات العمودية الكهربائية. ففي الطائرات ذات محركات الدفع الموجه، والتي تشمل أمثلة منها نموذج Joby’s S4 أو Lilium’s Jet، تدور جميع وحدات الدفع لتوفير الرفع الرأسي والدفع الأمامي. في حين يتكون تصميم الدفع المستقل من وحدات دفع منفصلة للرفع الرأسي والدفع الأمامي، ويتميز تصميم الدفع المشترك بمزيج من وحدات الدفع المخصصة للرفع الرأسي وأخرى توفر كلًا من الرفع الرأسي والدفع الأمامي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version