قال محمد هدية الحداد نائب رئيس شعبة الاتصالات والمحمول وعضو غرفة الجيزة التجارية إن مصر ستكون مركزا جاذبا لشركات صناعة المحمول خلال الفترة المقبلة بالتزامن مع الحوافز الكبيرة التى توفرها الدولة للشركات التكنولوجية، فضلا عن ضخامة السوق المصري والاتفاقيات التجارية بين مصر وغيرها من الدول المجاورة والتجمعات الاقتصادية.
وأشار الحداد إلى إن العديد من شركات صناعة التكنولوجيا العالمية مثل سامسونح وأوبو وغيرهما دشنا مصنعهما في بني سويف أو مدينة العاشر من رمضان، إذ تم طرح أجهزة محمول مصنوعة محليا في السوق مؤخرا، مضيفا أن الفترة المقبلة ستشهد تدفقات استثمارية كبيرة في مجال تصنيع التكنولوجية خاصة بقطاع أجهزة الاتصالات.
تبلغ الطاقة الإنتاجية الحالية لمجمع مصانع سامسونج ببني سويف نحو 6 ملايين وحدة سنويًا، من أجهزة التليفزيون، والموبايل، والتابلت، وتتخطى الاستثمارات 700 مليون دولار، وجرى ضخ 85 مليون دولار منذ عام 2022 حتى عام 2024 للاستثمار في تصنيع أجهزة الموبايل والتابلت.
وأضاف : “مصر سوق كبير وضخم ويتخطى عدد سكانه 105 ملايين نسمة، وأجهزة المحمول تعد سلعا أساسية من جانب ، ومن جانب آخر مصر ستصبح مركزا لصناعة المحول في الشرق الأوسط وأفريقيا”.
نائب رئيس شعبة الاتصالات والمحمول وعضو غرفة الجيزة التجارية قال أن تجارة المحمول منذ مارس الماضي شهدت تحركا نسبيا جراء قرارات البنك المركزي الخاصة بزيادة سعر الفائدة 600 نقطة دفعة واحدة وتحريك سعر صرف الجنيه. كما ساهم قرار رئيس مجلس الوزراء برفع أجهزة المحمول من قائمة السلع السلع الترفيهية التى يحظر استيرادها في تعافي مبيعات المحمول وانخفاض أسعارها بنسب تتراوح بين 30- 40%.
كما أشار إلى أن الصين كوريا الجنوبيا من أهم الدول المصدرة لأجهزة المحمول إلى مصر، لكن الأزمات الأخيرة من كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانيا وكذلك شح العملة أفقد واردات أجهزة المحمول إلى مصر أكثر من 80%. ويرى هداية أن صناعة المحمول في مصر ستوفر منتجا محليا بدلا من استيراده من الخارج وتخفيف الضغط عن العملة الصعبة، فضلا عن استهداف أسواق تصديرية بما يضيف منتج جديد إلى صادرات مصر السلعية.
تستهدف مصر الوصول بصادراتها السلعية لأكثر من 145 مليار دولار بحلول 2030، فيما تستهدف الوصول بصادراتها التكنولوجيا لأكثر من 12 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة.
ترى الحكومة المصرية أن توطين الصناعات التكنولوجية سيكون الحصان الرابح للاقتصاد خلال السنوات المقبلة وفق هداية مضيفا أن مصر لديها مزايا نسبية كبيرة في هذا المجال تتعلق بانخفاض سعر المنتج مقارنة بغيره من المنتجات المنافسة. وذكر أن أزمة الدولار في مصر جعلت العديد من المستوردين لأجهزة المحمول يفكرون في التحول للتصنيع أو تصنيع الاكسسورات الخاصة بهذه الأجهزة فضلا عن الشركات الأجنبية التى ترى في مصر سوقا واعدا. وبشأن زيادة أسعار المكالمات من قبل شركات المحمول قال، إن ذلك يرجع إلى ارتفاع تكلفة التشغيل من أجور وطاقة بما يجبر الشركات لزيادة مستويات الأسعار لخدماتها.
لكن هداية رغم ذلك قال ” ارتفاع التكاليف يقلص الربحية في السوق”. وأضاف ن سوق المحمول لم يصل بعد إلى مرحلة التشبع، إذ أن مصر بلد كبير، والفترة الأخيرة شهدت تدفقات من سكان الدول المجاورة بما أدى لنمو في سوق المحمول. وقال هداية، إن الشعبة تعمل على تنظيم الإجراءات التشغيلية لمراكز بيع المحمول في مصر بحيث يصبح السوق أكثر تنظيما.