يواجه قطاع الصناعة في عدد من الدول الكبرى خلال السنوات المقبلة. مشكلة تقاعد 50% من العاملين في القطاع ، وفقًا لدراسة صدرت من شركة Aveva،المطورة للبرامج المعلوماتية الصناعية، حيث برزت من خلالها مشكلة نقل المعرفة ورقمتنها وبالطبع الأتمتة. في هذا الإطار يرى بعض الخبراء أن الحل هو في التحول الرقمي و بالتحديد ما يعرف بالـ Digital Twin أوالتوائم الرقمية.
وتقوم فكرته على خلق نماذج افتراضية تحاكي بدقة أنظمة وعمليات قائمة على أرض الواقع، لتجنُّب الأضرار والخسائر والتكلفة المادية والبشرية المرتفعة الناتجة عن التجارب الواقعية. و تشير تقديرات (Grand View Research) إلى أن السوق العالمية ستنمو بمعدل سنوي مركب 37.5% من 2023 وحتى 2030 لتصل إلى 155.83 مليار دولار، وتشير “فورتشن بيزنس إنسايتس” إلى وصول حجم السوق العالمي إلى 96.5 مليار دولار 2029؛ وفقاً لتقرير مركز “انترريجونال للتحليلات الاستراتيجية”
يستخدم التوأم الرقمي كأداة لتجربة سيناريوهات مختلفة وتقييم تأثير كل قرار دون أي مخاطر حقيقية.يمكن استخدام التوائم الرقمية في مجموعة واسعة من الصناعات على سبيل المثال استخدام التوائم الرقمية لتحسين الآلات لصيانة معدات توليد الطاقة مثل توربينات توليد الطاقة، وأيضا صيانة المحركات النفاثة والقاطرات.
مثال آخر على التوائم الرقمية هو استخدام النمذجة ثلاثية الأبعاد لإنشاء مُرافق رقمي للأشياء المادية. يمكن استخدامه لعرض حالة الكائن المادي الفعلي، الذي يوفر طريقة لعرض الأشياء المادية في العالم الرقمي. مثلا عندما تجمع أجهزة الاستشعار البيانات من جهاز متصل، يمكن استخدام بيانات المستشعر لتحديث نسخة “رقمية مزدوجة” من حالة الجهاز في الوقت الفعلي.
يستخدم أيضا مصطلح “جهاز الظل” لمفهوم التوأم الرقمي. من المفترض أن يكون التوأم الرقمي نسخة محدثة ودقيقة من خصائص وحالات الكائن المادي، بما في ذلك الشكل والموضع والإيماءة والحالة والحركة. و يمكن أيضًا استخدام التوأم الرقمي للمراقبة والتشخيص والتنبؤات لتحسين أداء الأصول واستخدامها. في هذا المجال، يمكن دمج البيانات الحسية مع البيانات التاريخية والخبرة البشرية و التعلم والمحاكاة لتحسين نتائج التكهنات. لذلك يمكن للتنبؤات المعقدة وأنظمة الصيانة الذكية الاستفادة من استخدام التوائم الرقمية في إيجاد السبب الجذري للمشكلات وتحسين الإنتاجية. و وأظهر مركز “انترريجونال” أن أهم التحركات العالمية في التوائم الرقمية تمثل في نماذج أبرزها سنغافورة التي ضخت 73 مليون دولار في مشروع قومي لمحاكاة جميع جوانب الحياة عبر استخدام التقنية.
وكشفت شركة التكنولوجيا الصينية (world 51)عن هدفها لإنشاء عالم افتراضي كامل 2030 وإصدار خرائط ونماذج توأمة رقمية بصورة تدريجية لنحو 100 مدينة صينية واتخذت الولايات المتحدة الأمريكية خطوات متقدمة في تطبيق التقنية ضمن مفهوم المدن الصديقة للبيئة. وكشف الاتحاد الأوروبي 2022، عن تدشينه مشروعاً للتوأمة الرقمية يستهدف خلق نموذج افتراضي يحاكي سطح كوكب الأرض.
وأشار مركز “انترريجونال”، إلى أنه ووفقاً لتقرير “ميتافيرس إنسايدر”؛ فإن 7 شركات أمريكية تسيطر على سوق التوأمة الرقمية من 10 شركات عالمية بالقطاع. وبحسب “ميتافيرس إنسايدر”، تحتل شركة “سيمنز” الألمانية قمة الترتيب العالمي في التقنية تليها “جنرال إلكتريك ومايكروسوفت وآي بي إم وبي تي سي وأنسيس وشركتي “إيه بي بي” السويسرية و”داسو سيستمس” الفرنسية بالمرتبة 7 و8 تليهما “بنتلي سيستمز” و”هانيويل” الأمريكيتين.