تراجعت واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال إلى أدنى مستوى لها منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بعد أن أدى انخفاض أسعار الغاز في أوروبا إلى انخفاض جاذبية القارة بالنسبة للمصدرين. وقد تراجعت شحنات الغاز الطبيعي المسال بنسبة 7 في المائة في شهر يوليو الماضي مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى 8.6 مليون طن، الأقل منذ نوفمبر 2021، وفقا لبيانات تتبع الناقلات التي رصدتها وكالة “بلومبيرغ” الإخبارية.
ويتزامن الانخفاض مع انخفاض أسعار الغاز القياسية في المنطقة، والتي تراجعت بأكثر من 80 في المائة، مما جعل مصدري الغاز الطبيعي المسال يفضلون إرسال الشحنات إلى آسيا أو انتظار ارتفاع الأسعار مرة أخرى. وكانت واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال قد ارتفعت بأكثر من 60 في المائة في عام 2022 لتعويض خسارة شحنات الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وتمتلك القارة الأوروبية حاليا مخزونات من الغاز وتواجه طلبا ضعيفا، ولكنها قد تحتاج إلى زيادة الأسعار لجذب الشحنات بعيدا عن المنافسين في آسيا استعدادا لفصل الشتاء. وكان فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، قد حذر سابقا من أنه بالرغم من التراجع في أسعار الغاز في أوروبا هذا العام، إلا أن القارة “لم تخرج من مرحلة الخطر”، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع الطلب المتوقع على الغاز الطبيعي المسال في الصين والاعتماد المتبقي على الغاز الروسي، إلى تفاقم أزمة الطاقة الأوروبية في وقت لاحق من العام الحالي.
