جارى فتح الساعة......

تراجعت فرص العمل المتاحة في الولايات المتحدة في شهر يونيو الماضي إلى أدنى مستوى لها خلال أكثر من عامين، ما يشير إلى تراجع الطلب على العمال في سوق العمل المرنة.

وأوضحت وزارة العمل الأمريكية، في تقرير أصدرته اليوم، أن فرص العمل، التي تعد مقياسا للطلب على العمالة، انخفضت 34 ألفا، إلى 9.582 مليون في اليوم الأخير من شهر يونيو الماضي، وهو أدنى مستوى منذ شهر أبريل عام 2021، كما جرى تعديل بيانات شهر مايو الماضي بالخفض، لتظهر 9.616 مليون فرصة عمل بدلا من 9.824 مليون المعلن سابقا. وأضاف التقرير أن عمليات التوظيف تراجعت إلى أقل مستوياتها منذ شهر فبراير عام 2021، لكن عمليات التسريح تراجعت هي الأخرى إلى أقل مستوياتها منذ نهاية العام الماضي، ما يشير إلى تمسك أصحاب العمل بالعاملين لديهم.

حذر مسؤول مصرفي من الإفراط في تبني سياسة التشديد النقدي التي ينتهجها مجلس الاحتياطي الاتحادي البنك المركزي الأمريكي لمكافحة التضخم، مشيرا إلى الضرر الذي يمكن أن يؤثر على جانب التوظيف في الولايات المتحدة. ويعزى الانخفاض في مستوى التضخم إلى سياسة تشديد نقدي انتهجها مجلس الاحتياطي الاتحادي بهدف تقليل الطلب على النقود، وذلك من خلال رفع أسعار الفائدة حتى يصبح الوصول إلى الائتمان أكثر تكلفة (أي تشديد الظروف المالية)، ما يقلل من الاستهلاك والاستثمار، وبالتالي يقل الطلب على السلع والخدمات والعمال.

ونقلت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية للأنباء عن رافائيل بوستيك رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي في أتلانتا قوله، أمس الثلاثاء، “أعتقد أننا في مرحلة الآن حيث يوجد بعض المخاطرة بالإفراط في تشديد السياسة النقدية، ولذا علينا فقط أن نضع ذلك في الاعتبار”، مضيفا أنه “إذا استطعنا توخي الحذر بشكل مناسب، أعتقد أن لدينا الفرصة لتقليل الضرر الذي نراه فيما يتعلق بجانب التوظيف”.

وأعلن مجلس الاحتياطي الأربعاء الماضي رفع أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 25 نقطة أساس عند نطاق 5.25 بالمئة إلى 5.5 بالمئة، في إطار مساعيه لمكافحة التضخم، وهي أعلى نسبة في أسعار الفائدة خلال 22 عاما، ولم يغلق الباب أمام احتمالية زيادة أخرى في سعر الفائدة في اجتماعهم المقبل في سبتمبر من هذا العام.

وحث بوستيك البنك المركزي الأمريكي على أن يتوخى الحذر بأن لا يفرط في تشديد السياسة النقدية في الوقت الذي يوشك فيه التضخم على استمرار تراجعه. قائلا “إن هناك تقدما كبيرا في المعركة ضد التضخم، وهو منخفض عن المستويات المرتفعة التي شهدناها في العام الماضي”، مضيفا أن الأرقام الأخيرة للتضخم تشير إلى أنه ربما تشهد الولايات المتحدة انخفاضا مستمرا فيه. وتراجع التضخم في شهر يونيو الماضي، إلى أبطأ وتيرة له منذ أكثر من عامين، ليريح الأمريكيين من فترة قاسية من ارتفاع الأسعار، إلا أنه بقي قويا بما يكفي لجعل البنك المركزي الأمريكي يدرس مواصلة رفع أسعار الفائدة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version