ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن الولايات المتحدة تعول على أوروبا لمساعدتها في التعامل مع زيادة الصادرات الصينية للأسواق العالمية، مشيرة إلى محاولة واشنطن تحقيق الوحدة بين الحلفاء الأوروبيين الذين يحملون وجهات نظر مختلفة حيال كيفية الرد على القوة الاقتصادية لبكين.
وأوردت الصحيفة في تقرير لها أن جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية أشارت في خطاب ألقته في فرانكفورت أمس، إلى أن أوروبا يجب أن تلعب الدور المكمل بعد أن رفعت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي الرسوم الجمركية على ما يقرب من 18 مليار دولار من البضائع الصينية، لحماية الصناعات الأمريكية من المنافسة الصينية غير المكلفة.
وحذرت يلين من أنه إذا لم يكن هناك رد استراتيجي وبصورة موحدة، فإن مقومات بقاء الشركات في بلدانهم بل وفي جميع أنحاء العالم يمكن أن تتعرض للخطر.. موضحة الصحيفة أنه من المتوقع أن يضغط المسؤولون الأمريكيون من أجل رؤية مشتركة للتجارة مع الصين في الاجتماع المرتقب لوزراء مالية مجموعة السبع في إيطاليا اعتبارا من الخميس.
وشددت الوزيرة الأمريكية على أن المخاوف حيال الإفراط الصيني في إنتاج التكنولوجيا الرئيسية الصديقة للبيئة ستكون على رأس أولويات اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع. وأضافت أن الإنتاج الصيني في مجالات مثل المركبات الكهربائية والبطاريات والألواح الشمسية “يتجاوز بشكل كبير الطلب العالمي”.
وقالت “وول ستريت جورنال” إنه في الوقت الذي شدد فيه الاتحاد الأوروبي من موقفه تجاه بكين، لا يزال العديد من المسؤولين الأوروبيين تساورهم شكوك بخصوص نهج واشنطن تجاه الصين، مضيفة أنهم يثيرون التساؤلات حول ما إذا كانت الرسوم الجمركية المرتفعة تنتهك قواعد التجارة العالمية، كما أن الأوروبيين يسعون إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع بكين، الشريك التجاري الوثيق.
وأشارت الصحيفة نقلا عن أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية قولها في مناقشة سياسية أمس، إلى أن الاتحاد الأوروبي يشارك الولايات المتحدة بعض المخاوف بشأن الصين، مضيفة أنه ومع ذلك، فإنه بدلا من فرض رسوم جمركية واسعة النطاق، فإن لديهم نهجا مختلفا، وصفته بأنه نهج مخصص بصورة أكثر بكثير.
ولفتت إلى سعي المسؤولين الصينيين إلى إقناع الزعماء الأوروبيين باتخاذ موقف أكثر مرونة بشأن التجارة، مستشهدة بالزيارة التي قام الرئيس الصيني شي جين بينج لثلاث دول أوروبية هذا الشهر للتأكيد على العلاقات الاقتصادية الوثيقة.
وأضافت الصحيفة أنه في الوقت نفسه، ترى واشنطن أن الدعم الأوروبي وسيلة حاسمة لعزل بكين على المسرح العالمي وإضفاء المصداقية على الشكاوى الأمريكية بشأن الممارسات التجارية الصينية.
وبينت “وول ستريت جورنال” أنه قبل أن ترفع الولايات المتحدة التعريفات الجمركية الأسبوع الماضي، أمضى كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أشهرا في رفع الشكاوى حول الإفراط في الإنتاج الصيني في الصناعات الرئيسية، مضيفة أن كلا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التزما بتقليل اعتمادهما على الشركات الصينية، بيد أن الصحيفة ذكرت أن المسؤولين الأوروبيين يشعرون بالقلق من أن الزيادات في الرسوم الجمركية مثل تلك التي فرضتها الولايات المتحدة قد تنتهك القواعد العالمية التي وضعتها منظمة التجارة العالمية.
وأطلق الاتحاد الأوروبي تحقيقا لمكافحة الدعم للسيارات الكهربائية المدعومة القادمة من الصين العام الماضي، ووصلت قيمة واردات السيارات الكهربائية الصينية إلى الكتلة إلى 11.5 مليار دولار في عام 2023، وهو ما يمثل 37 بالمئة من إجمالي واردات السيارات الكهربائية، وفقا “لمجموعة الروديوم” للأبحاث.
وذكرت الصحيفة أنه أمام مسؤولي الاتحاد الأوروبي مهلة حتى أوائل الشهر المقبل لإبلاغ الشركات المتضررة بأي خطط، لفرض رسوم مؤقتة على المركبات الكهربائية الصينية ومواجهة موعد نهائي في نوفمبر لفرض إجراءات أطول أمدا.
وأشارت فون دير لاين إلى أن أي رسوم جمركية يفرضها الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف ستكون أضيق من الرسوم البالغة 100 بالمئة التي فرضتها الولايات المتحدة على السيارات الكهربائية الصينية الأسبوع الماضي.
وأوضحت “وول ستريت جورنال” أن تحقيق الاتحاد الأوروبي بشأن السيارات الكهربائية يعد جزءا من استراتيجية أوسع لاستخدام أدواته القانونية للرد على السياسات الاقتصادية للصين. وأطلق الاتحاد الأوروبي في الأشهر الأخيرة سلسلة من التحقيقات الأخرى حول ما إذا كان الدعم الصيني يمنح الشركات ميزة غير عادلة في أسواق المشتريات العامة في الاتحاد الأوروبي، ويبحث المسؤولون ما إذا كانت ممارسات الشراء المحلية في الصين تفضل بشكل غير عادل شركات الأجهزة الطبية الصينية.