نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن خبراء اقتصاديين أن التباطؤ الحاد في نمو الوظائف بالولايات المتحدة، الذي أظهره أحدث تقرير لوزارة العمل الأمريكية لشهر أكتوبر، هو تباطؤ حدث أساسا بسبب الأعاصير التي ضربت البلاد وإضراب موظفي شركة بوينغ، مرجحين أن يكون هذا التراجع مؤقتا وليس اتجاها يسلكه الاقتصاد.
وأعلنت وزارة العمل الأمريكية، الجمعة الماضي، أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 12 ألف وظيفة جديدة فقط في أكتوبر، مقارنة بـ223 ألف وظيفة في سبتمبر. ولفتت الصحيفة إلى أن هذا التقرير، الذي صدر قبل أربعة أيام فقط من الانتخابات الرئاسية، قد يلعب دورا رئيسيا في كيفية نظر الناخبين إلى الاقتصاد وهم يتجهون إلى صناديق الاقتراع.
وتقرير الوظائف الصادر عن وزارة العمل الأمريكية والذي يجد متابعة واهتماما شديدين، هو آخر البيانات الاقتصادية الرئيسية قبل أن يتوجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد بين نائبة الرئيس ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس والرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الرقم يعد أقل بكثير من توقعات المختصين، الذين توقعوا إضافة 100 ألف وظيفة، ومع ذلك، ظل معدل البطالة ثابتا عند مستوى منخفض تاريخيا بلغ 4.1 بالمئة، وهو ما يتفق مع توقعات خبراء الاقتصاد.
ويعتمد معدل البطالة على مسح منفصل للأسر، ولم يتأثر معدل البطالة بالاضطرابات مع احتساب العمال المضربين على أنهم موظفون في المسح. ولا يزال الذين يقولون إنهم لديهم وظائف، لكنهم لم يذهبوا إلى العمل بسبب سوء الأحوال الجوية يحسبون على أنهم موظفون. وأكدت وول ستريت جورنال أن خبراء الاقتصاد عموما اعتبروا أن الجزء الأكبر من الهبوط في نمو الوظائف الذي شهده تقرير شهر أكتوبر كان مؤقتا، ولم يؤثر على ديناميكيات السوق الأوسع نطاقا، مستشهدة باستمرار الأجور في الارتفاع.
ونقلت الصحيفة تقديرات للخبير الاقتصادي من كلية بوسطن، براين بيثون، الذي ذكر أنه بدون تأثيرات الأعاصير الخريفية، وإضراب موظفي شركة بوينغ، والتعديلات الإضافية، فإن رقم الوظائف الجديدة في أكتوبر كان سيبلغ 130 ألف وظيفة، بدلا من 12 ألف وظيفة التي أعلنتها الحكومة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مؤشرات الأسهم قد تعافت مع موجة البيع التي شهدتها يوم الخميس الماضي، حيث ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 289 نقطة، أو 0.7 بالمئة، في حين ارتفع مؤشر ناسداك المركب 0.8 بالمئة، وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.4 في المئة. إلا أن الصحيفة ذهبت إلى أنه ومع ذلك فإن توقيت صدور التقرير قبل أربعة أيام من الانتخابات ليس جيدا لحملة نائبة الرئيس كامالا هاريس، إذ إن حملة ترامب قالت إن تقرير الوظائف هذا كارثة، ويكشف بشكل قاطع عن مدى الضرر الذي أحدثته كامالا هاريس على الاقتصاد.
وذكرت وول ستريت جورنال أن وزارة العمل تقوم باستطلاع آراء أصحاب العمل في الولايات المتحدة حول عدد الأشخاص الذين هم على قوائم رواتبهم خلال فترة الدفع التي تشمل اليوم الثاني عشر من الشهر، ووصل إعصار هيلين إلى فلوريدا في 26 سبتمبر، لذا لم يؤثر على تقرير الوظائف لشهر سبتمبر، ووصل إعصار ميلتون إلى اليابسة بعد أسبوعين.
ونقلت الصحيفة عن وزارة العمل الأمريكية أنه من المرجح أن تتأثر أرقام الوظائف في بعض قطاعات العمل بالأعاصير، لكن من غير الممكن تحديد التأثير، مضيفة أن المسح الذي تستند إليه هذه الأرقام “ليس مصمما لعزل التأثيرات الناجمة عن الأحداث الجوية الشديدة”. وقالت الصحيفة نقلا عن تقرير وزارة العمل الشهري: إن 33 ألف عامل في بوينغ أضربوا طوال فترة الدفع التي شملت الثاني عشر من أكتوبر. وأظهر تقرير يوم الجمعة خسارة 46 ألف وظيفة في قطاع التصنيع، مدفوعة بانخفاض قدره 44 ألف وظيفة في تصنيع معدات النقل، وهو ما قالت وزارة العمل إنه “كان راجعا إلى حد كبير إلى نشاط الإضراب”.
كما أن التقرير، وفقا للصحيفة، هو آخر البيانات الاقتصادية التي سيطلع عليها صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي في الولايات المتحدة) قبل اجتماعهم مباشرة بعد الانتخابات الأسبوع المقبل. وقد أشاروا إلى أنهم يتوقعون خفض نطاق هدف أسعار الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة، إلا أن الصحيفة ذكرت أنه من غير المرجح أن يقنعهم تقرير يوم الجمعة بإجراء خفض أكبر.