جارى فتح الساعة......

كثيرة هي تجارب النجاح التي قد نعيشها أو نسمع بها ، لكن هناك قصص تعد بمثابة مصدر إلهام للأجيال الجديدة لاسيما في عالم المال والأعمال ، ويعد الملياردير المصري محمد لطفي منصور في طليعة تلك النماذج فبعد رحلة كفاح مشرفة ، وتجاوز الكثير من تحديات الحياة ونجاحه في التغلب على الاحباطات وتحويل احلام الثراء إلى حقيقة، فهو عن جدارة يعد بمثابة “قناص الفرص الاستثمارية”.

منصور من مواليد القاهرة عام 1948 و يمتلك حاليا ثروة تقدر بنحو 2.5 مليار دولار ،و يشغل منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة منصور، وهي مجموعة عالمية متخصصة في العديد من القطاعات أهمها السيارات، الخدمات المالية، البيع بالتجزئة، المعدات الصناعية، التكنولوجيا المتقدمة، والخدمات اللوجستية، بجانب خدمات أخرى، كما أنه أيضًا رئيس مجلس إدارة ManCapital LLP ، وهي مكتب استثمار عائلي مقره لندن، يوفر رأس المال طويل الأجل والدعم الاستراتيجي للشركات والمؤسسات في مجموعة من القطاعات. وسبق أن شغل منصور منصب وزير النقل في مصر في الفترة من 2006 حتى 2009، كما تقلد منصب رئيس مجلس إدارة مجلس الأعمال المصري الأمريكي، بالإضافة إلى ترأسه غرفة التجارة الأمريكية في مصر، وكذلك شغل منصب الأمين العام للمركز المصري للدراسات الاقتصادية. وفي السابق، واختير لمنصب رئيس لبنك كريدي أجريكول مصر وكان عضو في المجلس الاستشاري الدولي العالمي للبنك، بالإضافة لكونه عضو سابق في المجلس الاستشاري لبورصتي القاهرة والإسكندرية والصندوق الاجتماعي للتنمية ومجلس أمناء الجامعة الأمريكية بالقاهرة

منظمات مرموقة

وعلى الصعيد الدولي يقدم منصور المشورة لعدد من المنظمات المرموقة وذات الأهمية العالمية. في المملكة المتحدة، وتم تعيينه في عام 2021 في مجلس الاستثمار الذي تم تشكيله حديثًا، والذي يقدم المشورة لحكومة المملكة المتحدة بشأن استراتيجيتها الاستثمارية الداخلية.

كما يعمل منصور في المجلس الاستشاري لمركز الدراسات العربية المعاصرة (CCAS) في جامعة جورج تاون، وهو أيضًا عضو في مجلس عمداء مدرسة هارفارد كينيدي في الولايات المتحدة، بالإضافة لكونه عضو في المجلس الاستشاري لمدرسة SDA Bocconi للإدارة في إيطاليا، كما عمل في المجلس الاستشاري لكلية جورج واشنطن للأعمال والمجلس الاستشاري الدولي لشركة كوكا كولا.

مجموعة منصور

و من مكتبه في منطقة نايتسبريدج في لندن يتولى منصور الاشراف على إدارة (مجموعة منصور) ولديها 60 ألف موظف. وشقيقاه ياسين ويوسف يشاركانه ملكية المجموعة العائلية، وهما أيضًا من المليارديرات، بينما يرأس نجله لطفي ذراع الاستثمار المباشر في (Man Capital). وتدين المجموعة بنجاحها إلى طموح الاب المؤسس ” لطفي منصور” ونجاحه في النهوض بالشركة لتصبح ما هي عليه اليوم.

مكانة مجموعة منصور العالمية جاءت من صفقات توزيع السيارات المربحة لعلامات السيارات العالمية، وتعتبر شركة منصور للسيارات واحدة من أكبر الشركات الموزعة لمنتجات علامة (General Motors) في العالم، حيث تبيع ما يصل إلى 100,000 سيارة سنوياً. كما تعمل في الكثير من القطاعات الأخرى، مثل العقارات والتجزئة والاتصالات والمعدات الثقيلة، غير أنها الشركة الموزعة لمنتجات شركة (Caterpillar) في مصر ومعظم الدول الأفريقية.

الشركات العملاقة

الحدس الصائب الذي تتمتع به عائلة منصور هو ما دفع بقائدها إلى المراهنة على بعض الشركات العملاقة التي لم يكن لها وجود كبير في السابق. ويركز محمد منصور اليوم على شركته (Man Capital) التي أسسها عام 2010 لإعادة استثمار ثروة عائلته، وقد استثمرت هذه الشركة في الطرح العام الأولي في عملاقة التواصل الاجتماعي (Facebook)، وفي شركة (Airbnb)، كما أنها جمعت الأسهم في صمت من كبار شركات سيليكون فالي مثل (Twitter) و(Spotify) و(Uber)، إضافة إلى أنها راهنت على نجاح الشركات العالمية الكبرى مثل شركة (Didi Chuxing) الصينية، وشركة (Deliveroo) القائمة في المملكة المتحدة. ولكن اليوم، يهدف منصور إلى توسيع نطاق استثمارات شركة (Man Capital)، واضعاً عينيه على قطاعات المستقبل.

ومع نجاح استثمارات (Man Capital) التي بدأت في جني ثمارها، يخطط منصور للاستثمار بحوالي 200 مليون دولار خلال الفترة المقبلة. وستكون معظم استثماراته في التكنولوجيات المغيّرة مثل الذكاء الصناعي والروبوتات، هو يثق في استمرارية وجودها في المستقبل. ومن ضمن الأمور التي يراهن عليها هو التغير الدائم في قطاع النقل، الذي يشهد اليوم ثورة تكنولوجية كبيرة مع ظهور المركبات ذاتية القيادة، وهو ما دفعه للاستثمار في شركات نقل الركاب مثل شركة (Uber) وشركة (Didi). يقول منصور “نحن نعلم جيداً كل ما له علاقة بقطاع النقل، ونعلم مدى تغيره اليوم، نحن لم نصل بعد إلى قمة هذا الجبل”.

تصدير القطن

ويمكن أن يُعزى عزم منصور ومثابرته، فيما يتعلق بالأعمال والسياسة، إلى والده لطفي، حيث كان واحداً من أوائل المصريين الذين تخرجوا من جامعة كامبريدج، حيث أصبح لطفي منصور مصدر إلهام لأبنائه الخمسة عندما كافح للبدء من جديد في بناء ثروته التي كانت قائمة على شركته الكبيرة لتصدير القطن، والتي أممت عام 1964، حيث فقد ثروته كلها.

و في أوروبا منتصف عقد الستينات أسس لطفي منصور شركة وسيطة لتصدير القطن في سويسرا، قبل أن يعود مرة أخرى إلى مصر عام 1975، بعد أن بدأت الدولة في ترك النظام الاشتراكي شيئاً فشيئاً من أجل دعم القطاع الخاص. . وحققت مجموعة منصور نجاحاً باهراً في السنوات القليلة التالية، حيث أصبحت هي الوكيل الموزع لمنتجات عملاقة التبغ (Phillip Morris International) كما حصلت على صفقة (McDonalds) في مصر، إضافة إلى عقود التوزيع الأخرى. وعقب وفاة والدهم عام 1976، أعاد الأبناء تنظيم الأعمال مقسمين المهام والمسؤوليات فيما بينهم على مدار الأعوام التالية، فكانت مسؤولية أعمال التوزيع من نصيب الأخ الأكبر يوسف، بما في ذلك إدارة سلسلة متاجر (Metro)، وهو صاحب فكرة إنشائها والعامل على إدارتها. بينما كان الأخ الأصغر ياسين هو المعني بإدارة استثمارات الأسهم الخاصة وشركة التطوير العقارية (Palm Hills). أما محمد منصور، فهو المسؤول عن وكالات توزيع السيارات وشركات منتجات المعدات الثقيلة، إضافة إلى إدارته لشركة (Man Capital). وقد توفي أخوهم إسماعيل عام 1997..

الدكتوراه الفخرية
محمد لطفي منصور حاصل على درجة البكالوريوس في تكنولوجيا المنسوجات من جامعة ولاية كارولينا الشمالية، الولايات المتحدة الأمريكية عام 1968 ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة أوبورن بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1971 وعمل استاذا في جامعة أوبورن حتى عام 1973. وفي مطلع شهر مايو 2022 حصل على درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب الإنسانية من جامعة كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة، وهو أعلى تكريم يمكن أن تمنحه الجامعة، وذلك تقديراً لعقود طويلة من العمل الخيري في مصر والعالم، في حفل أقيم بمدينة رالي بولاية نورث كارولينا.

وقد قام منصور بإلقاء خطاب هام في حفل التخرج بالجامعة، في حضور أكثر من 15,000 شخص بما في ذلك خريجي دفعة 2022، أسر الطلاب وأصدقائهم، بالإضافة إلى أعضاء هيئة التدريس والأكاديميين وموظفي الجامعة.

أكد محمد منصور خلال خطابه على أهمية اقتناص الفرص والاستفادة القصوى من “الفرص الثانية” في الحياة، مستفيدًا من تجاربه الشخصية في مصر وولاية نورث كارولاينا وكيفية معالجة الأخطاء المبكرة بثقة.

وقال محمد منصور، تعليقاَ على الحفل وحصوله على الدكتوراه الفخرية “شرف عظيم أن تتم دعوتي مرة أخرى للحصول على درجة الدكتوراه الفخرية والقاء خطاب أمام خريجي العام من الشباب اللامعين المستعدين لبدء مسيرتهم المهنية، فقد شكّل الوقت الذي قضيته في ولاية نورث كارولاينا جزء من شخصيتي كانسان وسلحني بالمقومات التي سمحت لي بالمضي قدمًا نحو بناء أعمال عالمية ناجحة والاسهام في تنمية المجتمع.”

وأضاف منصور “عندما وصلت من مصر في أواخر عام 1963 محمل بالأحلام، كانت رالي مدينة أصغر بكثير مما هي عليه اليوم، وكانت ولاية نورث كارولاينا بيئة مناسبة لتنمية الشباب، تخرجت عام 1968 وعدت الى بلدي مرة أخرى عام 1973 حيث كانت لدي فرصة ثانية لإعادة البناء في بلدي الأم مصر.”

وتعليقًا على تكريم محمد منصور من قبل جامعة نورث كارولاينا، قال رئيس الجامعة، الدكتور راندولف وودسون: تُمنح درجات الدكتوراه الفخرية فقط للشخصيات المتميزة الذين قدموا إنجازات متميزة ومستدامة حول العالم أبرزها توفير المنح الدراسية، والإبداع، والقيادة، والخدمات الإنسانية أو العامة.”

وأضاف وودسون “يجسد محمد منصور هذه الصفات بوضوح، حيث أمضى حياته الطويلة في تحقيق نجاحات كرجل أعمال، وتقديم مشروعات ومبادرات إنسانية كداعم بارز للعمل الخيري في مختلف الدول، ويسعدنا أن نرحب بالسيد منصور مرة أخرى بعد سنوات عديدة من وصوله للولاية كطالب جامعي في الأصل”.

الأعمال التنموية والخيرية
تعد مسيرة الملياردير محمد منصور حافلة بالإنجازات وعلى رأسها الأعمال التنموية والخيرية. فعلى الصعيد المحلي قام بتأسيس وترأس مؤسسة Lead Foundation، وهي منظمة غير ربحية رائدة أسسها منذ ما يقرب من 20 عامًا تعمل على تمكين وتوفير التمويل للشركات الصغيرة التي تملكها النساء الأقل حظًا في مصر واستطاعت تقديم الدعم لأكثر من من 4 مليون سيدة في مصر، كما قدم تبرعات كبيرة في مصر وأفريقيا لمساعدة المتضررين من وباء كورونا.

وقام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعيين محمد منصور بموجب مرسوم رئاسي صدر في مايو 2021 للانضمام إلى مجلس أمناء المتحف المصري الكبير، الذي يضم نخبة من القادة والخبراء المرموقين في مجال الأعمال، السياسة، الثقافة، والفنون، ويترأس المجلس فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version