جارى فتح الساعة......

يعمل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي في الولايات المتحدة) على آلية أخرى لمحاربة التضخم من خلال تقليص حيازته من السندات والأصول الأخرى ( تقليص ميزانيته العمومية) البالغة 7.7 تريليون دولار بنحو 80 مليار دولار شهريا، وهو ما يعرف بسياسة التشديد الكمي. و كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن إن الاحتياطي الفيدرالي عمد على مدار قرابة العام والنصف إلى رفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ 22 عاما لإبقاء التضخم تحت السيطرة، بيد أن رفع الفائدة ليس الأداة الوحيدة المتاحة لدى البنك المركزي الأمريكي لمكافحة التضخم، حيث لدى البنك ميزانية عمومية تبلغ قيمتها عدة تريليونات من الدولارات، مكونة من سندات حكومية يمكن استخدامها للتحكم في حجم السيولة النقدية في النظام المالي وكمحفزات لتنشيط أو إبطاء النمو الاقتصادي.

ويعمل الاحتياطي الفيدرالي على توسيع حيازته من الأوراق المالية إذا كانت هناك حاجة لتحفيز الاقتصاد، وعملية زيادة حيازة الأوراق المالية تعرف بسياسة التيسير الكمي، حيث إنه لجأ لهذه السياسة لمساعدة الاقتصاد على التعافي من الركود العظيم العقد الماضي، إذ قام بتوسيع محفظة أصوله من أقل من تريليون دولار في عام 2007 إلى أكثر من تريليوني دولار في عام 2009، وفقا لما أوردته شبكة ” سي إن إن” الأمريكية.

وفي بداية جائحة كوفيد-19، وسع البنك محفظة أصوله بشكل كبير، حيث قام بشراء ما يصل إلى 1.5 تريليون دولار من سندات الخزانة في مارس وإبريل 2020 لتحقيق المزيد من الاستقرار للنظام المالي وتخفيف آثار عمليات الإغلاق على الاقتصاد، واستمر في الاستحواذ على مئات المليارات من الأوراق المالية الحكومية طوال عام 2020.

وفي الوقت الحالي يقوم البنك بالعكس تماما ضمن جهوده لتهدئة نمو أكبر اقتصادات العالم، فمنذ أكثر من عام، قلص البنك ميزانيته العمومية بشكل مطرد للمساعدة في تهدئة الاقتصاد؛ وهو ما يعرف باسم “التشديد الكمي” أو “تقليص الميزانية العمومية”.

بيد أن صحيفة ” وول ستريت جورنال” ذكرت أن هذا قد يتغير أيضا، موضحة أنه من المقرر أن يبدأ مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي مداولاتهم حول إبطاء ما يسمى بالتشديد الكمي، وإن لم يكن إنهاؤه، عند عقد اجتماعهم هذا الشهر. ولفتت الصحيفة إلى أن ما سيتمخض عنه الاجتماع بهذا الخصوص يمكن أن يكون له انعكاسات مهمة على الأسواق المالية.

وأوضحت الصحيفة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يستطيع تقليص ما يملكه من سندات عن طريق بيعها أو كما يفضل انتظار السندات حتى يحل أجل استحقاقها، ومن ثم وتقليص ميزانيته العمومية دون شراء سندات جديدة، وهو الشيء الذي يؤدي إلى زيادة المعروض من السندات التي يتعين على المستثمرين التعامل معها.

وأضافت الصحيفة أن ذلك يفرض ضغوطا تصاعدية على أسعار الفائدة الطويلة الأجل، وإن التباطؤ في تقليص الميزانية العمومية يقلل من هذا الضغط التصاعدي، اذ تتخطى حيازة الاحتياطي الفيدرالي من سندات الدين طويلة الأجل سبعة تريليونات دولار.

ولفتت الصحيفة إلى أنه وقبل خمس سنوات، أثار تقليص الميزانية العمومية ( بيع سندات وأصول أخرى تتبع للبنك) اضطرابات في الأسواق المالية، الأمر الذي أدى إلى تحول فوضوي، مما جعل المسؤولين مصممين على عدم القيام بذلك مرة أخرى.

وأضافت الصحيفة أنه وفي عام 2017، عندما بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في تقليص ما في حوزته من السندات، قام أيضا باستنزاف تلك الودائع الاحتياطية، ولم يتعرض المسؤولون لشيء من هذا القبيل من قبل، ولم يكونوا متأكدين من المدة التي سيسمحون بها لهذه العملية.

وأشارت الصحيفة أن أي بنك يستطيع ان يستخدم الاحتياطيات لإدارة المعاملات بينه وبين عملائه والبنوك الأخرى والبنك المركزي، مضيفة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي والمتنبئين في القطاع الخاص اعتقدوا أن البنوك لديها أكثر بكثير مما تحتاجه لتحقيق هذه الغاية، لكن في سبتمبر 2019، أشار الارتفاع الحاد وغير المتوقع في سعر الإقراض الرئيسي لليلة واحدة إلى أن الاحتياطيات تضاءلت إلى درجة أنها أصبحت إما نادرة للغاية أو يصعب إعادة توزيعها عبر النظام المالي.

وذكرت الصحيفة أن ذلك أدى إلى شراء بنك الاحتياطي الفيدرالي سندات الخزانة لإضافة الاحتياطيات مرة أخرى إلى النظام وتجنب المزيد من عدم الاستقرار.

دولار

وشددت على أن لدى صناع السياسات عدة أسباب تدفعهم إلى التفكير في إبطاء تقليص الميزانية العمومية، منها تقليص حيازاته من سندات الخزانة بمقدار 60 مليار دولار شهريا، أي ضعف السرعة التي كان يفعلها قبل خمس سنوات، وإن الاستمرار في العمل بهذا المعدل يزيد من خطر استنزاف بنك الاحتياطي الفيدرالي للاحتياطيات بسرعة كبيرة، كما أن هناك دلائل تشير إلى أن الفائض النقدي في أسواق المال يتضاءل بسرعة.

وأشارت الصحيفة إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي بدأ في بناء مخزونه الضخم من السندات خلال الأزمة المالية عام 2008، مضيفة أنه وفي ذلك الوقت، انخفضت بالفعل سعر الفائدة قصيرة الأجل إلى ما يقرب من الصفر، وكان المقصود من شراء السندات، أو “التيسير الكمي”، تقديم المزيد من التحفيز من خلال خفض أسعار الفائدة الطويلة الأجل.

وذكرت أن العديد من المسؤولين اقترحوا في اجتماع سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الشهر الماضي بدء محادثات رسمية قريبا، وذلك لتوصيل خططهم للجمهور قبل وقت طويل من سريان أي تغييرات، حيث أشار المسؤولون إلى أن التغييرات ليست وشيكة وأنهم يركزون على الإبطاء وليس الإنهاء، مشددة على أن الأساس المنطقي الذي يستند إليه في التقليص التدريجي للاحتياطي الفيدرالي للسندات مختلف، وهو منع تعطيل زاوية غامضة ولكنها بالغة الأهمية من الأسواق المالية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version