يبدو أن الصادرات العالمية للهواتف الذكية، في طريقها لتسجل هذه السنة، أسوأ أداء لها منذ 10 سنوات، نتيجة للركود الذي تعاني منه الأسواق العالمية الكبرى. لكن على الرغم من هذه الصورة القاتمة، تستعد آبل لتعتلي المقدمة، للمرة الأولى، بفضل استمرار نمو مبيعاتها من هواتف آيفون.
في الوقت الذي استحوذت فيه سامسونج على النصيب الأكبر من الحصة السوقية، خلال الربع الثاني من هذا العام 2023.
بحسب مؤسسة كاونتر بوينت، العاملة في بحوث سوق التقنية واتجهت آبل صوب أسواق أخرى جديدة، حيث صبت تركيزها على الهند وفتح محلات لها خلال العام الجاري، ضمن محاولتها الاستفادة من إقبال المستهلكين على شراء الأجهزة الذكية الراقية.
وفي غضون ذلك، شرعت فوكسكون في إنتاج جهاز آيفون 15 في الهند، كجزء من جهود آبل، الرامية لتنويع مراكز الإنتاج، بعيداً عن الصين، بحسب بلومبيرج. ويستعد مصنع فوكسكون من مقره في مدينة سريبيرومبودر الهندية، لتوفير الهواتف الجديدة، بعد أسابيع من بدء الشحن من المصانع الموجودة في الصين.
وتسعى آبل لتنويع سلاسل توريدها، في الوقت الذي يستمر فيه احتدام المنافسة بين الصين وأميركا. وفي ظل هذه الظروف، اتخذت الإدارة الأميركية، العديد من الخطوات، التي تحول دون تدفق تقنياتها واستثماراتها للصين، بينما وضعت الأخيرة قيوداً، على بيع بعض أشباه الموصلات الواردة من أميركا.
وقامت آبل مؤخراً بزيادة معدل إنتاج أجهزة آيفون في الهند، حيث فرغت من تجميع ما تزيد قيمته على 7 مليارات دولار خلال السنة المالية الأخيرة. ويقدر إنتاج الشركة في الهند، بما يقارب 7% من إجمالي إنتاج أجهزة الآيفون.
وبحسب قياس الطلب المتوقع، فإن الصادرات لا تعادل المبيعات، لكنها تمثل عدد الأجهزة التي يقوم بائعو الهواتف الذكية بإرسالها لتجار التجزئة. ومن المتوقع، تراجع الصادرات العالمية للهواتف الذكية، بنسبة قدرها 6% خلال العام الجاري 2023، لنحو 1.15 مليار جهاز، بحسب مؤسسة كاونتر بوينت، العاملة في بحوث سوق التقنية.
ووفقاً للتقرير الصادر عن المؤسسة، تعتبر آسيا واحدة من العقبات الرئيسية، أمام النمو الإيجابي، في ظل بطء النمو الذي طال الاقتصاد العالمي بداية السنة الحالية، ومعاناة الأسواق الناشئة ككل من شبح الركود. وفي حين كان معدل شراء الصينيين من الهواتف الذكية يقدر بنحو 450 مليون سنوياً، تراجع لما يقارب النصف عند 270 مليوناً فقط، ليسهم بشكل رئيسي في تراجع مبيعات الهواتف الذكية على الصعيد العالمي، وفقاً لموقع سي أن بي سي.
وتعتبر أميركا الشمالية إحدى العقبات التي تعطل مسيرة تعافي الاقتصاد العالمي، خاصة أن أداء المنطقة في النصف الأول من العام الجاري، ينذر بتراجع كبير للسنة ككل.
وبصرف النظر عن قوة سوق الوظائف وانخفاض معدلات التضخم، ما زال المستهلكون يترددون في استبدال هواتفهم القديمة بأخرى جديدة، سواء على الصعيد الأميركي أو العالمي. وتظل آبل، رغم ارتفاع سعر هواتفها، وتراجع صادراتها، قادرة على تحقيق النمو، وهي تستعد لطرح نسختها الجديدة من آيفون15 في شهر سبتمبر المقبل.