تعد هونج كونج من أعلى المناطق من حيث أسعار بيع السكر، حيث يصل قيمة كيلو السكر نحو 3.17 دولار، فيما تأتي النرويج بالمركز الثاني بقيمة تصل إلى 3.05 دولار للكيلو، وبالمركز الثالث تأتي غانا بقارة إفريقيا بسعر 2.73 دولار للكيلو، وفقاً لآرقام موقع “globalproductprices” لشهر أغسطس الماضي. وتأتي دولة بورتوريكو في المركز الرابع بالقائمة بقيمة 2.5 دولار للكيلو، وكازخستان بالمركز الخامس بقيمة 2.49 دولار للكيلو.
وتتضمن أهم الدول والمناطق المستوردة للسكر إسبانيا، ألمانيا، سويسرا، النرويج، هولندا، سريلانكا، فضلاً عن منطقة الشرق الأوسط وكندا، الصين وإندونيسيا، ثم الولايات المتحدة الأمريكية، والإمارات العربية المتحدة، ثم دول الاتحاد الأوروبي، وبعدها تأتي بنجلاديش، ثم ماليزيا، وكوريا الجنوبية، ثم الجزائر، ثم نيجيريا.
وتمثّل قفزات في أسعار سلعة استراتيجية مثل السكر بداية أزمة عالمية تلوح في الأفق نظراً لاعتماد كثير من الصناعات الغذائية على السكر “الذهب الأبيض”، ما يعني ارتفاع أسعاره خطوة استباقية تلحقها ارتفاع قيمة تلك المنتجات بشكل منطقي، فضلاً عن أهمية تلك السلعة التي تستخدم بشكل أساسي ويومي في حياة البشر.
وتشير التوقعات إلى انخفاض إنتاج السكر في تايلاند، التي تعد من أكبر مصدري السكر في العالم بعد البرازيل، بنحو الخُمس في موسم الحصاد القادم بسبب الجفاف يضع المزيد من الضغوط على الأسوق العالمية، وفقاً لوكالة “بلومبيرج”.
وتتضمن قائمة أكبر خمسة منتجين للسكر على مستوى العالم البرازيل، الهند، الاتحاد الأوروبي، الصين، وتايلاند، فيما تعد أكبر الدول المصدرة للسكر البرازيل، وتأتي بعدها بكثير تايلاند، إستراليا، والهند.
وتصدرت البرازيل قائمة الدول المنتجة للسكر في عام 2022-2023 بـ38.1 مليون طن متري، تلتها الهند بـ35.8 مليون طن متري، ثم الاتحاد الأوروبي بـ16.2 مليون طن متري، وتايلاند بـ10.5 مليون طن متري، والصين بـ10 مليون طن متري.
وتوقع “رانجسيت هيانجرات” مدير شركة “تاي شوجر ميلرز” التايلاندية لإنتاج السكر، أن الإنتاج سينخفض بنسبة 18 بالمائة ليصل إلى نحو 9 ملايين طن في موسم 2023-2024، حيث إنه من المرجح أن تزداد حدة الحرارة والجفاف الشديدين في السنوات المقبلة، ما قد يدفع بعض المزارعين إلى زراعة الكسافا” على أمل أن يتحمل المحصول الحرارة بشكل أفضل.
وتوقع “رانجسيت”، أن تنخفض صادرات البلاد من السكر إلى 6 ملايين طن العام المقبل، مقارنة بـ8 ملايين طن هذا العام.
وتوقعت أكبر شركة لتجارة السكر في العالم حدوث عجز للسنة السادسة على التوالي في الموسم المقبل، حيث من المتوقع أن تؤدي التوقعات السيئة لمحاصيل الهند إلى انخفاض المخزونات العالمية من مادة التحلية.
وقال ماورو فيرجينو، رئيس الاستخبارات التجارية في Alvean، وهي شركة تجارية تسيطر عليها شركة الإنتاج البرازيلية Copersucar SA: “سيكون العالم على وشك نفاد السكر قدر الإمكان”.
وتذهب التوقعات إلى نقص في إمدادات السكر عالمياً بنحو 5.4 مليون طن الموسم المقبل، مع تقديرات بأن تقوم الهند ثاني أكبر مورد بتقييد صادرات السكر.
وقال تجار ومسؤولون في قطاع الصناعة، وفقاً لوكالة “رويترز”، إن أسعار السكر في الهند قفزت أكثر من 3 بالمائة في أسبوعين لتصل إلى أعلى مستوياتها في ست سنوات، إذ أثارت قلة هطول الأمطار في مناطق النمو الرئيسية في البلاد مخاوف بشأن الإنتاج في الهند الموسم المقبل.
وقد يزيد هذا من تضخم أسعار الغذاء ويثني حكومة نيودلهي عن السماح بتصدير السكر، ما يدعم الأسعار العالمية التي تقترب – خلال 48 ساعة الماضية – من أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد من الزمن، حيث تمثل الأسعار الحالية الأعلى من عام 2011.
وذكر أشوك جاين، رئيس جمعية تجار السكر في بومباي: “تشعر مصانع السكر بالقلق من احتمال انخفاض الإنتاج بشكل حاد في الموسم الجديد بسبب الجفاف.. وهم ليسوا على استعداد للبيع بسعر أقل”.
وعلى الرغم من أن أسعار السكر ارتفعت إلى 37760 روبية (454.80 دولار) للطن المتري يوم الثلاثاء الماضي، وهو أعلى مستوى لها منذ أكتوبر 2017، فإن الأسعار الهندية أقل بنسبة 38 بالمائة تقريباً من المؤشر العالمي للسكر الأبيض.
وسمحت الهند للمطاحن بتصدير 6.1 مليون طن متري فقط من السكر خلال الموسم الحالي حتى 30 سبتمبر/أيلول، بعد أن سمحت لها ببيع رقم قياسي بلغ 11.1 مليون طن متري في الموسم الماضي.
وقالت ثلاثة مصادر حكومية لوكالة “رويترز”، الشهر الماضي، إن من المتوقع أن تمنع نيودلهي المطاحن من تصدير السكر في الموسم الذي يبدأ في أكتوبر، ما سيوقف الشحنات للمرة الأولى منذ سبع سنوات.