جارى فتح الساعة......

ذكرت صحيفة ” فايننشال تايمز” البريطانية أن الدولار سجل أكبر ارتفاع له منذ اليوم الذي أعقب فوز دونالد ترامب في الانتخابات، وتلويحه بفرض رسوم جمركية ضخمة على دول مجموعة البريكس، ومع تصاعد الاضطرابات السياسية في فرنسا، وأضافت أن العملة في طريقها لتحقيق أكبر ارتفاع يومي منذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر. وارتفع الدولار، أمس الثلاثاء، في ظل تراجع اليورو بفعل ما يجري في فرنسا، في حين دفعت مخاطر الرسوم الجمركية وضعف الاقتصاد الصيني اليوان إلى أدنى مستوى في عام.

وأضافت أنه بحسب “رويترز”، فإن اليورو كان أضعف العملات العشر الرئيسية خلال نوفمبر، وبدأ هذا الشهر بانخفاض 0.7 بالمئة الليلة الماضية وحام حول 1.0489 دولار في وقت مبكر من التعاملات بآسيا، في وقت تتجه فيه حكومة فرنسا إلى الانهيار بسبب مأزق الميزانية. وأشارت “فايننشال تايمز” إلى أن المستثمرين يراهنون على أن خطط ترامب بشأن الرسوم الجمركية ستكون تضخمية، مما يعوق قدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة.

ترامب

وتميل أسعار الفائدة المرتفعة إلى جعل العملة أكثر جاذبية، حيث إن أسعار الفائدة المرتفعة في الولايات المتحدة تجعل الدولار الأمريكي أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب، حيث توفر العوائد المرتفعة على الأصول المالية الأمريكية مزيدا من المحفزات للاستثمار في الاقتصاد الأمريكي، وهذا يؤدي إلى زيادة الطلب على الدولار الأمريكي ورفع قيمته مقابل العملات الأخرى. ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن ترامب زاد من المخاوف في نهاية الأسبوع عندما هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100 في المائة على دول البريكس، ما لم توافق حكوماتها على عدم إنشاء عملة جديدة كبديل للدولار الأمريكي.

وفي تغريدة بهذا الخصوص قال: “نحن نطالب هذه الدول بالالتزام بعدم إنشاء عملة جديدة لمجموعة البريكس، أو دعم أي عملة أخرى لتحل محل الدولار الأمريكي القوي، وإلا فإنها ستواجه تعريفات جمركية بنسبة 100 في المئة”. وذكرت صحيفة ” فايننشال تايمز” أن المسح الذي أجراه معهد إدارة التوريد أمس الأول أظهر تباطؤ نشاط التصنيع في الولايات المتحدة بأقل من المتوقع في نوفمبر، وهو ما عزز الحجة لإبطاء خفض أسعار الفائدة. وأضافت أن بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) خفض أسعار الفائدة بمقدار 0.25 نقطة مئوية في نوفمبر بعد خفضها بمقدار نصف نقطة مئوية في سبتمبر، حيث راهن صناع السياسات على أن التضخم سينخفض نحو هدفهم البالغ 2 بالمئة.

ولفتت فايننشال تايمز إلى أن تزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة في ديسمبر بالولايات المتحدة دفع الدولار إلى التخلي عن بعض مكاسبه وتقليص ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين، والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بتوقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي. وأوضحت الصحيفة أن زيادة الرهان على خفض الفائدة جاء بعد إعلان محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر أنه يفضل المزيد من خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر، ما لم ترسم البيانات قبل الاجتماع صورة مختلفة عن الصورة الحالية.

وحول ما تعنيه قوة الدولار للأمريكيين، ذكرت شبكه “سي إن بي سي” الأمريكية أن قوة الدولار تعني أن عملة أكبر اقتصاد في العالم تتمتع بقوة شرائية أكبر عند الدفع مقابل السلع والخدمات المسعرة بعملات أخرى، فعند السفر إلى الخارج والتعامل مع أسعار الصرف، سيظهر تأثير سعر الدولار بالنسبة للأمريكيين. ويعني الدولار القوي أنه عندما تقوم بتحويل الأموال إلى البيزو أو اليورو أو الين، فإن المستهلك يحصل في النهاية على قدر أكبر من العملة الأجنبية مما سيكون عليه في ظل نظام الدولار الضعيف.

ونقلت عن سام ستوفال، كبير استراتيجيي الاستثمار في “سي إن أر أي للبحوث” أنه قد يساعدك الدولار القوي على الشعور وكأنك غني ينفق بحرية بميزانية سفر ضخمة أثناء إجازتك في الخارج، حيث سترتفع قيمة دولارك كثيرا عند تحويله إلى العملة المحلية، مما يسمح لك بالاستمتاع بالطعام والترفيه والرحلات. في المقابل، قد يؤثر انخفاض الأرباح سلبا على الاقتصاد إذا استمرت حركة الدولار القوية ولم يعوض النمو الاقتصادي النقص.

على المدى الطويل، قد يؤدي ذلك إلى تباطؤ اقتصادي، مما قد يعرض وظيفة الفرد للخطر في شركة لديها العديد من العملاء في الخارج، ونتيجة لذلك، فإن التغيير في قيمة الدولار عادة ما يكون سلاحا ذا حدين، وفقا لما نقلته الشبكة عن ستوفال. وعلى الرغم من ارتفاع الدولار منذ الانتخابات، فإنه لا يزال أقل بكثير من الذروة التي بلغها في عام 2022، والتي بلغت حوالي 115 دولارا أمريكا، وذروة عام 2001 البالغة حوالي 120 دولارا، وفقا لـ “سي إن بي سي”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version