قالت قناة يورونيوز إنه وبعد أسبوع متقلب، شهدت فيه الولايات المتحدة الانتخابات الرئاسية، ستعود الأسواق المالية العالمية للانتباه مرة أخرى إلى المؤشرات الاقتصادية الرئيسية في الاقتصادات الرئيسية، خاصة بيانات التضخم في الولايات المتحدة والأرقام الاقتصادية الصينية. وأضافت القناة، في تقرير لها، أن الانتخابات الأمريكية هيمنت على اتجاهات الأسواق الأسبوع الماضي، وأن المستثمرين سيعيدون تركيزهم، هذا الأسبوع، على مجموعة من العوامل والعناصر الأساسية التي تستخدم لتحليل وفهم الاقتصاد أو ما يعرف بالأساسيات الاقتصادية، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يكون مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي نقطة بيانات حاسمة تؤثر على معنويات الأسواق المالية.
وأردفت أنه في أوروبا ستقدم التقديرات الثانية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث مزيدا من الرؤى حول المسار الاقتصادي في تلك المنطقة، وأوضحت أن الأسواق المالية ستراقب كذلك سلسلة من البيانات الاقتصادية الصينية، لتقييم فعالية التدابير التحفيزية التي اتخذتها الحكومة في دعم ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.
وذكرت يورونيوز أنه في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يتحول الاهتمام الآن إلى ما إذا كان الجمهوريون سيسيطرون على مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس الأمريكي، لما يترتب على ذلك من تمكين إدارة دونالد ترامب من تنفيذ سياساتها التي تعهدت بها، بما في ذلك التعريفات الجمركية العالمية وتخفيضات الضرائب، وهي سياسات تحمل في طياتها مخاطر المزيد من التقلبات في الأسواق العالمية. ولفتت إلى أن بيانات التضخم في الولايات المتحدة لشهر أكتوبر الماضي ستكون حاسمة في تشكيل اتجاهات السوق، وقد تقدم أدلة حول مسار أسعار الفائدة المستقبلي لبنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي).
وأشارت أن مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي، الذي يشمل أسعار الطاقة والوقود، سجل 2.4 بالمئة على أساس سنوي في سبتمبر هذا العام، وهو أدنى مستوى منذ فبراير 2021، في حين ارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الوقود والطاقة، إلى 3.3 بالمئة من 3.2 بالمئة في الشهر الذي سبقه.
ونوهت إلى أن التوقعات للبيانات المقبلة تشير إلى أن التضخم الرئيسي، الذي يشمل أسعار الطاقة والوقود، قد يظل ثابتا عند 2.4 بالمئة في أكتوبر. وحذرت من أن تؤدي أجندة ترامب السياسية إلى زيادة المخاطر التضخمية، مما قد يدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى إيقاف دورة خفض أسعار الفائدة أو ما يعرف بالتيسير النقدي، إلا أنها أشارت إلى تصريحات سابقة لجيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، أكد فيها أن البنك سيركز فقط على المسار الاقتصادي دون الأخذ في الاعتبار التأثيرات السياسية المحتملة.
كما تطرقت يورونيوز لمؤشر أسعار المنتجين، وهو مؤشر تضخم مهم آخر بالنسبة للمستثمرين لقياس الظروف الاقتصادية، حيث قالت أنه ارتفع بنسبة 1.8 بالمئة على أساس سنوي في سبتمبر، مسجلا أدنى مستوى له في سبعة أشهر.
وفيما يتعلق بأوروبا، ذكرت القناة أنه وبحسب البيانات الأولية الصادرة عن مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي “يوروستات” فقد ارتفع الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث بنسبة 0.4 بالمئة في منطقة اليورو مقارنة بالربع السابق، وهي زيادة من 0.2 بالمئة في الربع الثاني.
وأردفت أن ذلك يمثل أقوى معدل نمو خلال عامين، حيث توسع الاقتصاد الألماني بنسبة 0.2 بالمئة، وبالتالي تجنب الركود. كما تم تسجيل نمو في فرنسا وإسبانيا، مما يشير إلى أن انخفاض أسعار الفائدة ودورة الألعاب الأولمبية في باريس ربما ساهما في النمو الاقتصادي. وأشارت يورونيوز إلى أن نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة قد تؤدي إلى إضعاف ثقة الشركات.
ولفتت إلى أن ألمانيا ستنشر مؤشر أسعار المستهلك النهائي لشهر أكتوبر، والذي من المرجح أن يتماشى مع البيانات الأولية، حيث يظهر زيادة بنسبة 2 بالمئة على أساس سنوي. وارتفع التضخم في منطقة اليورو إلى 2.4 بالمئة في أكتوبر من 1.8 بالمئة في سبتمبر، مدفوعا بارتفاع أسعار الخدمات.
وبالنسبة للمملكة المتحدة، بحسب القناة الأوروبية، فإنه سيتم مراقبة بيانات التوظيف لشهر سبتمبر عن كثب، حيث لايزال سوق العمل ضيقا، يكون فيه عدد الوظائف اكبر من المتقدمين لها، وانخفض معدل البطالة إلى 4 بالمئة في الأشهر الثلاثة المنتهية في أغسطس، وهو أدنى مستوى منذ الأشهر الثلاثة المنتهية في يناير.
ومن المتوقع،أن ينمو المعدل إلى 4.1 بالمئة في الأشهر الثلاثة المنتهية في أكتوبر. وفي الوقت نفسه، انخفض نمو الأجور إلى 3.8 بالمئة خلال نفس الفترة، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر 2020. وبلغ نمو الأرباح المعدلة حسب التضخم 0.9 بالمئة فقط، وهو ما قد يساعد في تخفيف الضغوط التضخمية بشكل أكبر.
أما في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وفقا لـيورونيوز فمن المقرر أن تصدر الصين بيانات اقتصادية رئيسية لشهر أكتوبر، بما في ذلك أرقام أسعار المساكن الجديدة والإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة واستثمار الأصول الثابتة. وأشارت بيانات سبتمبر إلى أن اقتصاد الصين قد تحسن بما يتجاوز التوقعات. ومع الإعلان عن تدابير تحفيزية إضافية، قد يشهد الاقتصاد الصيني المزيد من التعافي من فترة طويلة من النمو البطيء. واختتمت يورونيوز تقريرها بالإشارة إلى أنه ومع ذلك قد تتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بشكل أكبر إذا نفذ ترامب تعهداته بشأن التعريفات الجمركية.