جارى فتح الساعة......

تزايدت مخاوف المستثمرين في الأسواق الأمريكية من أن يبقي مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، وأن يتجه إلى رفع جديد لأسعار الفائدة، مما يعني استمرار ارتفاع معدلات التضخم على المديين القريب والمتوسط. وما دعم القلق لدى المستثمرين من استمرار ارتفاع التضخم، تصريحات سوزان كولينز رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن لصحيفة /فايننشال تايمز البريطانية، والتي أكدت فيها احتمال حدوث المزيد من الارتفاع في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، محذرة من أن اقتصاد الولايات المتحدة يحتاج حاليا لمزيد من العمل للحفاظ على قوته.

ونقلت الصحيفة عن كولينز القول: “تباطؤ معدل التضخم الذي نحتاجه للوصول إلى المسار المستدام للعودة إلى مستوى 2 % لمعدل التضخم في فترة زمنية معقولة لم يظهر حتى الآن، وهو ما يدفعنا لمزيد من العمل للوصول إلى مستوى التضخم المنشود، وفي نفس الوقت يجب على الاحتياطي الفيدرالي التحلي بالصبر وهو يدرس المزيد من تشديد السياسة النقدية”.

وأشارت إلى أن الاحتياطي الفيدرالي اقترب بالفعل من مستوى أسعار فائدة تجعله يتوقف لبعض الوقت، إلا أن هذا لا يعني وجود احتمال حقيقي بالحاجة إلى إجراء زيادات إضافية في المستقبل.

من جانب آخر، حذرت صحيفة فايننشال تايمز من أن تحسن مؤشرات التوظيف في الولايات المتحدة، وتراجع معدلات البطالة خلال الأشهر الماضية، لا يعني بالضرورة عودة النمو الاقتصادي إلى معدلاته الطبيعية، مشيرة إلى أن الوصول إلى المعدل المنشود من النمو الاقتصادي لم يتم بعد، وهو ما يثير الشكوك حول مدى السرعة التي سيعتدل بها التضخم، والذي لا يزال أعلى بكثير من هدف الاحتياطي الفيدرالي طويل الأمد البالغ 2 بالمائة.

من جانبها، نقلت وكالة بلومبيرج للأنباء عن تيفاني وايلدينج، الخبيرة الاقتصادية في شركة بيمكو الاستثمارية، في مذكرة للعملاء، القول إن المدخرات التي جمعها المستهلكون خلال وباء كورونا ستعمل على إطالة زمن انتعاش الأسواق واستمرار الإنفاق، وهو ما قد يظهر في صورة تحسن للنمو الاقتصادي.

وقالت: “في حين أنه لا يزال من المرجح أن يواجه الاقتصاد رياحا معاكسة مختلفة في النصف الأخير من العام الجاري، فإن البيانات الأخيرة تشير إلى أن المستهلك والاقتصاد يمكن أن يظلا مرنين بشكل مدهش في مواجهة ارتفاع أسعار الفائدة، بما يعني أن الاحتياطي الفيدرالي لن يكون في وضع الانتظار فحسب، بل من الممكن أن يعلن عن المزيد من رفع أسعار الفائدة العام المقبل”.

وأشارت بلومبيرج إلى أن شركة بيمكو من بين قائمة متزايدة من شركات وول ستريت المالية، التي تثير شكوكا في أن رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في يوليو سيكون الأخير، مضيفة أن مثل هذه المخاوف غذت عمليات بيع في سوق السندات الأمريكية هذا الشهر، حيث دفع المستثمرون عوائد سندات الخزانة طويلة الأجل إلى الارتفاع وسط تكهنات بأن الاقتصاد الأمريكي سوف يتجنب الركود وأن التضخم سيظل ثابتًا.

ويعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه السنوي في جاكسون هول بولاية وايومنغ في الفترة من 24 إلى 26 أغسطس الجاري، ويترقب المستثمرون خطاب رئيس المجلس جيروم باول اليوم الجمعة لمعرفة ما إذا كانت أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة لفترة أطول.

ومن المتوقع أن يوضح جيروم باول ملامح الخطوات النهائية في حملة البنك المركزي الأمريكي لكبح التضخم، ويؤكد التزامه بإنهاء هذه المهمة، عندما يلقي كلمته في جاكسون هول بولاية وايومنغ. وذكرت بلومبيرج أن الاجتماع يأتي في الوقت الذي يدخل فيه صناع السياسات ما وصفوه بالمرحلة الأكثر صعوبة في معركة التضخم، قياسا على مدى الحاجة إلى مزيد من التقشف في ظل شكوك بشأن تأثير إجراءاتهم على الاقتصاد حتى الآن.

وفي سياق متصل أغلقت مؤشرات الأسهم الرئيسية في بورصة وول ستريت الأمريكية على انخفاض حاد اليوم، نتيجة تراجع المؤشر ناسداك بعد المكاسب الكبيرة التي حققها هذا الأسبوع، وسط ترقب المستثمرين لخطاب جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي .

وخسر مؤشر ستاندرد اند بورز 500 نحو 59.98 نقطة، مسجلا تراجعا مقداره 1.35 بالمئة، ليغلق عند 4376.03 نقطة. بينما تراجع مؤشر ناسداك المجمع 256.41 نقطة، أو 1.87 بالمئة، ليصل إلى 13464.62 نقطة. وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 374.90 نقطة أو 1.09 بالمئة، ليغلق عند 34098.08 نقطة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version