تراجع إنفاق شركات التكنولوجيا حول العالم، بنسبة قدرها %0.2 في 2022، متراجعاً لنحو 4.38 تريليون دولار، بحسب مؤسسة جارتنر العاملة في بحوث واستشارات قطاع التقنية. وتتوقع المؤسسة، ارتفاع الإنفاق %2.4 خلال العام الجاري، في الوقت الذي يسبب فيه عدم اليقين الاقتصادي، هزة في الأسواق. وخضعت الحواسيب الشخصية والهواتف النقالة والأجهزة الإلكترونية الأخرى، للنسبة الأكبر من الخفض، في أعقاب انتعاش في الإنفاق، عند انتشار فيروس كوفيد19، لتزويد الموظفين بالأجهزة المطلوبة التي تمكنهم من العمل عن بُعد. كما من المنتظر، تراجع الإنفاق في شريحة الأجهزة، بنسبة قدرها %5.1 خلال 2023، لما يقارب 685 مليار دولار، بعد الانخفاض الذي تجاوز %10 في 2022.
وتراجعت صادرات الهواتف الذكية العالمية، التجارية منها والشخصية، بنحو 17% في الفترة بين شهري أكتوبر وديسمبر من عام 2022، بالمقارنة مع الفترة نفسها من عام 2021، ليصبح التراجع في صادرات العام ككل، 11% في أقل معدل قبل 10 سنوات قدره 1.2 مليار دولار.
ويرى خبراء القطاع، أن الإنفاق في قطاع البرامج وخدمات التكنولوجيا ، سيظل متماسكاً على مدى الأعوام المقبلة، حيث يشكلان معاً، أكثر من 2.16 تريليون دولار، من مجمل الإنفاق خلال العام الجاري. وداخل إنفاق خدمات التقنية، من المتوقع أن يشكل الإنفاق في الخدمات الاستشارية وحدها، 264 مليار دولار، بارتفاع قدره 6.7% عن عام 2022، بحسب وول ستريت جورنال.
ويتغلب العديد من مديري التقنية في الشركات، على ظروف السوق الصعبة، التي تتضمن ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم وضعف الإنفاق الاستهلاكي والتجاري، مع زيادة تركيز ميزانياتهم، على مجموعة صغيرة من الأولويات خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري.
يعكس الاستمرار في الإنفاق في قطاع التكنولوجيا، شح العمالة الماهرة المتخصصة في مجال التكنولوجيا، حيث تلجأ بعض شركات التقنية، لجلب مهندسي تقنية من الخارج للدعم في التطبيقات الجديدة. وبلغ معدل البطالة في وظائف التقنية في أميركا، 1.8% في شهر ديسمبر الماضي، ما يعادل نصف المعدل الوطني العام المقدر بنحو 3.5%.
لكن أدت التكاليف المصاحبة للحصول على مهندسين جدد، لعدم تشجيع الشركات على إضافة تعيينات جديدة، ليتراجع معدل التوظيف في قطاع التقنية، خلال شهري نوفمبر وديسمبر من عام 2022.
وفي الوقت الحالي، تركز شركات مثل دوكو ساين لخدمات إدارة المستندات بالحوسبة السحابية، على جذب المواهب، بجانب تدريب الموظفين القائمين، وتعيين عمال مهرة في أقسام تساعد الشركة في معرفة كيفية استخدام الأدوات الرقمية الجديدة.
ويقول كريس، مدير قسم المعلومات الرقمية في مؤسسة سيرفيس ناو، إن الضغوطات التي تهدف لزيادة إيرادات القطاع الرقمي، تؤدي لضرورة البدء في عمليات الادخار، ومن ثم جني الأرباح وترشيد الاستهلاك. وأن الظروف الاقتصادية الهشة، أرغمت المؤسسة، على تركيز استثماراتها وجهودها، على النشاطات التي تعود بأكبر فائدة وتأثير ممكن.
كما ترجح كاثرين جواريني، المدير التنفيذي لشركة إنترناشونال بيزنيس ماشينز، أن نحو 78% من كبار رواد الأعمال في العالم، سيستمرون في الاستثمار في النشاط التقني خلال العام المقبل 2024. وربما تنحصر هذه الاستثمارات في، الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وحلول الحوسبة السحابية.