جارى فتح الساعة......

في ظل الارتفاع الكبير في مستويات المخزون، وفي أعقاب نمو حاد خلال فترة انتشار فيروس كوفيد19، أرجأت الشركات العاملة في إنتاج الرقاقات، إجراءات التوظيف بالإضافة لخفض التكاليف.
ولجأت هذه الشركات، مؤخراً، لتسريح بعض العاملين وتقليص الإنتاج، بُغية التأقلم مع الوضع الجديد الذي طالت آثاره القطاعات الصناعية كافة حول العالم.
وانضمت كوالكوم، واحدة من أكبر الشركات المُصنعة لرقاقات الهواتف المحمولة، لركب خفض التكاليف وتقليص الإنفاق في بعض المواقع، فضلاً عن تجميد عمليات التوظيف، بعد نظرة مشحونة بالتشاؤم بالنسبة للربع الحالي.

تقليص التكلفة
وأعلنت شركة إنتل مؤخراً، تسريح عدد غير محدد من العاملين لديها، كجزء من محاولتها تقليص التكلفة بما لا يقل عن 10 مليارات دولار سنوياً حتى حلول العام 2025، بحسب وول ستريت جورنال.
وتسعى الشركة، لتقليل نشاط بعض المصانع. وبينما تواصل بناء مصانع جديدة من المخطط انضمامها لخط الإنتاج في غضون العامين المقبلين، تعمل إنتل، على تأجيل الإنفاق في أكثر المعدات تكلفة، حتى تضمن الطلب الكافي الذي يعّوض استثماراتها.
وأكدت شركة الأجهزة الدقيقة المتقدمة، تحوطها الشديد حيال إضافة وظائف جديدة، على خلفية الطلب المتراجع والجهود التي تبذلها للسيطرة على المصروفات التشغيلية.
وتأتي هذه الخطوات نتيجة لمخاوف الركود التي دفعت شركات التقنية، من أمازون دوت كوم، إلى شركة ليفت العاملة في سيارات الأجرة، لخفض الوظائف والتكلفة.

مستويات قياسية
وتشكل موجة التقشف هذه تحولاً كبيراً، بعد عامين من الارتفاع الكبير في الطلب لأجهزة الحاسوب الشخصي والهواتف الذكية والسيارات وخدمات الإنترنت، التي تعتمد على الرقاقات. وفي حين تتسم صناعة الرقاقات بدوريتها، إلا أن هذه الموجة، كانت أكثر حدة وأطول فترة، بالمقارنة مع سابقاتها، مدفوعة بوباء أحدث تغييراً اجتماعياً نحو العمل والتعليم عن بُعد.
ولم تخلُ خطط إنفاق رأس المال التي بلغت مستويات قياسية إبان فترة الانتعاش من الرقابة. وخفضت مايكرون تكنولوجي، المتخصصة في صناعة الرقاقات، خططها الخاصة بإنفاق رأس المال للسنة المالية الحالية بنحو 30% إلى 8 مليارات دولار في سبتمبر الماضي.
وقلصت إنتل توقعاتها لإنفاق رأس المال للعام الجاري بنحو 2 مليار دولار إلى 25 مليار دولار. كما لجأت الشركة التايوانية لصناعة أشباه الموصلات، الأكبر في العالم لبيع الرقاقات بالتعاقدات، لخفض توقعات إنفاق رأس المال بنسبة قدرها 10% لهذه السنة.

الطاقة الخضراء
كما أعلنت نيفيديا، أكبر شركات أجهزة وبرامج الذكاء الاصطناعي من حيث القيمة السوقية في أميركا، تراجع الطلب والتأثير الناتج عن القيود التي فرضتها أميركا على تصدير الرقاقات للصين.
وتحولت قوة الطفرة إلى المزيد من المعاناة خلال فترة الانكماش الحالية. وعندما تهافت المستهلكون على شراء الأجهزة الرقمية، استجاب العديد من المصنعين بشراء المزيد من الرقاقات للإيفاء بالطلب بسرعة أكثر. والآن، وفي ظل تراجع معدلات شراء الهواتف النقالة وأجهزة الحاسوب الشخصية، احتفظ المصنعون بما لديهم من مخزون، بدلاً من شراء رقاقات جديدة.
وتتطلب الطاقة الخضراء والسيارات الكهربائية وأجهزة إنترنت الأشياء ونظارات الواقع المعزز، المزيد من الرقاقات عالية التطور، ما يساعد على تحسين التوقعات بمضاعفة حجم سوق أشباه الموصلات بحلول العام 2030، لتتجاوز مبيعاتها تريليون دولار.

مصانع جديدة
خصصت أميركا وأوروبا، حوافز جديدة لبناء المصانع للمساعدة في تحمل التكاليف المالية الناتجة عن عمليات التوسع في الوقت الذي تسعى فيه الحكومات الغربية لجذب المزيد من الحصص الصناعية، في قطاع بات يُنظر له من حيث أهميته الجيوسياسية. وفي أميركا، يوفر قانون تمت الموافقة عليه هذا العام، حوافز قدرها 39 مليار دولار بغرض إنشاء مصانع لأشباه الموصلات، فضلاً عن إعفاءات جمركية على مشتريات المعدات الصناعية.
وتخطط مايكرون لبناء مصنع جديد للرقاقات في نيويورك، مع استثمارات تصل لنحو 100 مليار دولار، في حين تبذل إنتل جهوداً بعيدة المدى للتوسع في كل من أوهايو وأريزونا وألمانيا، بتكلفة ربما تناهز ملايين المليارات من الدولارات.
وتتوخى حتى الشركات التي لم تتأثر كثيراً بالركود الاقتصادي الكثير من الحذر فيما يتعلق بعمليات الإنفاق وتعيين موظفين جدد. وتعمل شركة أون لأشباه الموصلات التي أعلنت أرباحاً كبيرة للربع الثالث، على خفض وتيرة التوظيف والإنفاق. وتسلك أن أكس بي الهولندية لأشباه موصلات السيارات النهج ذاته، بصرف النظر عن ارتفاع مبيعاتها بنحو 20% خلال الربع الثالث.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version