لتلبية الطلب المتزايد علي البروتين الحيواني في العالم تسارع العديد من الشركات لضخ استثمارات كبري في تقنية جديدة تعرف بزراعة اللحوم وتعد سنغافورة هي أسرع حكومات العالم في إقرار تلك التقنية والسماح بتداول تلك النوعية من اللحوم في الأسواق.
هذه الصناعة التي لا تزال في مرحلة التطوير، وقد تصل قيمتها إلى 25 مليار دولار بحلول عام 2030، وفقاً لشركة “ماكنزي آند كو”. فقد وافقت شركة “جيه بي إس إس إيه” البرازيلية، وهي أكبر مورد للبروتين الحيواني في العالم وتمتلك العلامتين التجاريتين “سويفت” و”بريمو”، في نوفمبر 2021 على الاستحواذ على شركة اللحوم الإسبانية “بيبو تيك فودز” في صفقة بلغت قيمتها 100 مليون دولار. كما شاركت “إيه دي إم فنشرز”، الذراع الاستثماري لشركة “أرشر – دانيلز – ميدلاند”، في صفقة استثمار بقيمة 347 مليون دولار في شركة “فيوتشر ميت تكنولوجيز” الناشئة، حسبما أعلنت الشركتان في ديسمبر 2021.
كذلك تعد كل من شركتي “كارجيل” وتايسون فيودز” وبيل غيتس وريتشارد برانسون، مستثمرين في شركة “أبسايد فودز” المتخصصة في إنتاج اللحوم المُصنعّة في المختبرات ومقرها كاليفورنيا.
ويتم إنتاج اللحوم المستزرعة باستخدام العديد من نفس تقنيات هندسة الأنسجة المستخدمة تقليديا في الطب التجديدي، وتم تعميم مفهوم اللحوم المستزرعة من قبل جيسون ماثيني في أوائل عام 2000 بعد المشاركة في كتابة ورقة بحثية مهمة جدا وكانت سببا في تطورات إنتاج اللحوم المصنعة وإنشاء نيو هارفيست، وهي أول منظمة غير ربحية مكرسة لدعم أبحاث اللحوم في المختبر.
وفي عام 2013، كان مارك بوست، الأستاذ في جامعة ماستريخت أول من عرض دليلا على المفهوم الخاص باللحوم المختبرية في المختبر عن طريق إنشاء أول برجر في المعمل، ومنذ ذلك الحين اكتسبت العديد من نماذج اللحوم المصنعة اهتمام وسائل الإعلام، ومع ذلك، بسبب محدودية الأنشطة البحثية المخصصة، لم يتم تسويق اللحوم المصنعة بعد، بالإضافة إلى ذلك، لم يتم بعد معرفة ما إذا كان المستهلكون سيقبلون اللحوم المصنعة أم لا.
وفي اليابان نجح باحثون في تفادي سلبيات الجهود البحثية السابقة لـ زراعة اللحوم مختبرياً، وحصلوا على عينة لحوم بحبيبات وملمس لحم الحيوانات الحقيقية.
ومن جهته يري د. أحمد جلال عميد كلية الزراعة بـجامعة عين شمس بالقاهرة، إن فكرة استزراع اللحوم بدأت في ثمانينيات القرن الماضي، واستمرت رهن الاختبار، حتى نجح عالم هولندي في إنتاج أول قطعة برجر مصنعة معملياً، مشيراً إلى أن التجربة قابلة للتنفيذ، لكنها تواجه بارتفاع تكاليف الإنتاج، التي تتمثل في إنشاء معامل ومختبرات وأدوات الفرق البحثية.
ويقوم إنتاج اللحوم وفق طريقة الاستزراع، على فكرة الخلايا الجذعية، الموجودة في كافة الكائنات الحية، حيث يتم أخذ مجموعة من الخلايا الجذعية، من المرحلة الجنينية بتقنية معينة، وتحويلها إلى خلايا الجين، قبل أن يأخذ جزء منها، ويطبق عليها ما يسمى بعملية الإنماء، لتكوين تريليونات الخلايا التي يتم وضعها في المفاعل الحيوي، لتخضع لعملية تكاثر لتكوين الأنسجة، التي يتم تجميعها بتقنيات معينة، تنتهي الى إنتاج قطعة اللحم.