جارى فتح الساعة......

الشعب الياباني يولي اهتمامًا كبيرًا بالحضارات الإنسانية العريقة، وعلى رأسها الحضارة المصرية القديمة، التي تحظى بمكانة خاصة لديهم. هذا الاهتمام يتجلى في الإقبال الواسع على الفعاليات الثقافية والمعارض الأثرية المصرية التي تُقام في اليابان. ويعكس هذا الشغف إعجاب اليابانيين بعراقة الحضارة المصرية، وفضولهم لاستكشاف أسرارها وفنونها ومعالمها التاريخية.

في هذا السياق، يُعد المعرض الأثري المؤقت “رمسيس وذهب الفراعنة”، الذي سيُعرض في العاصمة اليابانية طوكيو خلال عام 2025، حدثًا بارزًا يجسد هذا الشغف. يمثل المعرض فرصة استثنائية للشعب الياباني للتعرف بشكل أعمق على فترة حكم الملك رمسيس الثاني، أحد أعظم فراعنة مصر القديمة، من خلال مجموعة فريدة من القطع الأثرية التي تبرز الفنون والحرف المتقنة في تلك الحقبة، لا سيما ما يتعلق باستخدام الذهب.

هذا التعاون الثقافي بين مصر واليابان يعكس قوة العلاقات الثنائية بين البلدين، ويعزز رؤية مصر في استخدام تراثها الثقافي كجسر للتواصل مع العالم. كما أن هذه الفعاليات لا تقتصر على الترويج للثقافة المصرية فقط، بل تسهم أيضًا في تشجيع السياحة إلى مصر، حيث تُلهم الزوار اليابانيين لاكتشاف معالمها الأثرية التاريخية بشكل مباشر.

تُعتبر الشراكة المصرية اليابانية في مجالي السياحة والآثار نموذجًا مميزًا للتعاون الدولي البناء، حيث تركز على تبادل الخبرات وتطوير المشاريع الثقافية والسياحية. من أبرز هذه المشاريع:

  1. المتحف المصري الكبير (GEM):
    يُمثل هذا المشروع أحد أهم مظاهر التعاون بين مصر واليابان، حيث قدمت اليابان تمويلًا كبيرًا للمتحف عبر قروض ميسرة. كما ساهمت في تقديم خبرات فنية وتقنية متقدمة لترميم القطع الأثرية، مع التركيز على استخدام أحدث التقنيات للحفاظ على التراث.
  2. مشروع ترميم الآثار المصرية:
    تعاونت فرق يابانية ومصرية في ترميم مجموعة من الآثار الفرعونية القديمة باستخدام أساليب وتقنيات حديثة. شمل ذلك ترميم التوابيت واللوحات الجدارية في المعابد، مما ساهم في الحفاظ على التراث المصري الأصيل.
  3. برنامج التدريب وبناء القدرات:
    تقدم اليابان برامج تدريبية متخصصة للكوادر المصرية في مجالات إدارة المواقع السياحية والحفاظ على الآثار. يتم تنفيذ هذه البرامج من خلال “هيئة التعاون الدولي اليابانية (جايكا)” بالتنسيق مع وزارتي السياحة والآثار في مصر، مما يعزز من مهارات العاملين في القطاعين.
  4. التكنولوجيا الحديثة في عرض المتاحف:
    قامت اليابان بدعم إدخال تقنيات العرض ثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي في العديد من المتاحف والمواقع الأثرية المصرية، مثل المتحف المصري الكبير، لتحسين تجربة الزوار وجعلها أكثر تفاعلية وابتكارًا.
  5. تنمية السياحة المستدامة:
    يعمل الطرفان على تنفيذ مشاريع تهدف إلى تعزيز السياحة الثقافية المستدامة، مما يدعم المجتمعات المحلية ويحد من الأثر البيئي للسياحة. يشمل ذلك تطوير البنية التحتية السياحية وتقديم برامج توعية للسياح حول أهمية الحفاظ على البيئة والتراث.
  6. مشروعات التعاون في الأقصر وأسوان:
    تشمل هذه المشاريع دعم ترميم معابد ومواقع أثرية بارزة مثل معابد الكرنك والأقصر. بالإضافة إلى ذلك، يتم توفير الدعم الفني والمالي لتحسين البنية التحتية السياحية في هذين المنطقتين، مما يسهم في جذب المزيد من الزوار وتعزيز السياحة المحلية.

تعكس هذه المشاريع عمق التعاون بين مصر واليابان، وتؤكد التزام الجانبين بالحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز السياحة بشكل مستدام. كما تساهم في تعزيز العلاقات الثنائية واستخدام التراث كجسر للتواصل والتبادل الثقافي بين البلدين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version