جارى فتح الساعة......

وصف مختصان مستقبل شركات قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة بالمتقلب خاصة في ظل تصاعد المنافسة من عدة أسواق، وفي مقدمتها السوق الصينية، مشيرين إلى أن التراجعات الحادة التي سجلتها أسهم هذا القطاع يوم أمس الإثنين تعكس بوضوح هذا التحول والتقلبات التي بات يشهدها القطاع. وأرجع المختصان في تصريحات خاصة بوكالة الأنباء القطرية/قنا/ التراجعات الحاصلة في جلسة الإثنين إلى المخاوف من سياسات التجارة التي تنتهجها الولايات المتحدة، والتي أثارت قلق المستثمرين بشأن استقرار الاقتصاد الأمريكي وإمكانية حدوث ركود. بالإضافة إلى ذلك، أدى ظهور شركة “ديب سيك” الصينية الناشئة بتقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة وبتكلفة أقل إلى زيادة المخاوف بشأن قدرة الشركات الأمريكية على المنافسة.

وفي هذا السياق قال السيد رمزي قاسمية مدير الاستثمار بشركة قطر للأوراق المالية إن الأسواق الأمريكية تكبدت يوم أمس الإثنين خسائر فادحة هي الأسوأ لها منذ عام 2022، حيث تراجع مؤشر ناسداك الخاص بأسهم التكنولوجيا بنحو 4 بالمئة ليسجل أسوأ أداء يومي له منذ عام 2022 فانخفض سهم إنفيديا الشركة الأكبر في مجال إنتاج الشرائح أو الرقائق الإلكترونية بقرابة الـ 5 بالمئة. كما تراجع سهم ميتا والذي يملك فيسبوك بنحو 4.4 بالمئة لتصل خسائره في آخر شهر أكثر من 16 بالمئة.

الدولار
الدولار

ولفت إلى ترنح سهم شركة تسلا ليخسر حوالي 15 بالمئة في جلسة أمس الإثنين، وليمحوا بذلك حوالي 45 بالمئة من قيمته منذ مطلع العام الحالي. وأضاف قاسمية أن “التراجعات المشار إليها أتت على وقع مخاوف التأثير الاقتصادي السلبي للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي الأمريكي ترامب، والذي صرح بأن الاقتصاد الأمريكي يمر بفترة تحول هامة، لتواصل على وقعها المؤشرات الأمريكية التراجع حيث انخفض “مؤشرS&P ” يوم أمس بقرابة 2.7 بالمئة ومؤشر داو جونز الصناعي بـ 2.1 بالمئة”.

وأشار إلى أن عمليات تسريح الموظفين العاملين في قطاع التكنولوجيا زادت من حدة تراجعات أسهم القطاع. وكان تقرير نشره أكسيوس قد ذكر أن أسهم قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية شهدت أمس الاثنين تراجعا حادا أثار قلق المستثمرين والمحللين الاقتصاديين، حيث تعرضت وول ستريت لبيع مكثف للأسهم بسبب مخاوف متزايدة من دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود. كما انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بحوالي 890 نقطة (أكثر من 2 بالمئة )، وتراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 2.7 بالمئة، في حين هبط مؤشر ناسداك ذو التركيز التكنولوجي بنسبة 4 بالمئة، مسجلا ثالث أكبر خسارة نقطية في تاريخه، بحسب تقرير أكسيوس.

كما لفت تقرير لـبزنس انسايدر إلى أن شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى، المعروفة بـ”العظماء السبعة” (Magnificent Seven)، شهدت بدورها تراجعات ملموسة؛ حيث انخفضت أسهم “إنفيديا” بنسبة 5.1 بالمئة ، و”ألفابت” (الشركة الأم لجوجل) بنسبة 4.5 بالمئة، و”آبل” بنسبة 4.9 بالمئة، و”ميتا” (فيسبوك سابقا) بنسبة 4.4 بالمئة، و”مايكروسوفت” بنسبة 3.3 بالمئة، و”أمازون” بنسبة 2.4 بالمئة.

وفي ظل هذه التقلبات، يبقى المستقبل غير واضح لقطاع التكنولوجيا، مع استمرار المخاوف حيث ارتفع مؤشر التقلب (VIX)، الذي يقيس مستوى الخوف في الأسواق، مما يعكس حالة عدم اليقين بين المستثمرين. كما شهدت الأسواق الأوروبية تراجعات مماثلة، حيث انخفضت مؤشرات “داكس” الألماني، و”كاك” الفرنسي، وفايننشال تايمز” البريطاني. على صعيد آخر أشار الدكتور عمر خليف غرايبة نائب عميد كلية الأعمال بجامعة آل البيت الأردنية أن خسائر القطاع وضعت ضغوطا متزايدة على المستثمرين.

وقال الدكتور غرايبة إن قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة شهد موجة خسائر حادة، حيث فقد مؤشر ناسداك نحو 1.309 تريليون دولار، في واحدة من أكبر التراجعات الجماعية منذ فترة، وكانت الخسائر موزعة على عدد كبير من الشركات، حيث سجلت 80 شركة من أصل 100 تراجعا في قيمتها السوقية، مما أثار مخاوف المستثمرين حول مستقبل القطاع في ظل التغيرات الاقتصادية الحالية. وجاءت شركة تسلا في مقدمة الشركات المتضررة، حيث انخفضت أسهمها بنسبة 16 بالمئة، ما أدى إلى خسارة 436 مليار دولار من قيمتها السوقية، وهو ما يعكس الضغوط المتزايدة على قطاع السيارات الكهربائية، سواء بسبب التباطؤ في الطلب أو المنافسة المتزايدة.

ولفت إلى تسجيل شركة Broadcom وهي الشركة الرائدة في تصنيع الرقائق الإلكترونية وحلول البنية التحتية التكنولوجية، خسائر بقيمة 184 مليار دولار، في ظل تراجع الطلب على أشباه الموصلات والتغيرات في سلاسل التوريد العالمية، مضيفا: “كما لم تسلم شركة Arm Holdings وهي واحدة من أبرز الشركات في قطاع أشباه الموصلات، وتختص بتصميم معالجات الحواسيب والهواتف الذكية، لكنها لا تصنع الرقائق بنفسها، بل ترخص تصاميمها لشركات كبرى مثل Apple، Qualcomm، Samsung، وNvidia، حيث فقدت شركة Arm Holdings نحو 148 مليار دولار من قيمتها بانخفاض قدره 7 بالمئة، في ظل مخاوف المستثمرين بشأن التوقعات المستقبلية لسوق الرقاقات”.

وشملت الخسائر أيضا شركات أخرى مثل Autodesk، المتخصصة في برمجيات التصميم الهندسي والتصميم الثلاثي الأبعاد، والتي فقدت 114 مليار دولار، مما يعكس الضغط على شركات التكنولوجيا الكبرى، سواء بسبب ارتفاع التكاليف التشغيلية أو التغيرات في أنماط الإنفاق الاستهلاكي. ورأى الدكتور غرايبة أن الخسائر لم تقتصر على هذه الشركات السابقة، بل امتدت لتشمل عددا كبيرا من الشركات التكنولوجية، حيث تكبدت 75 شركة خسائر تراوحت بين 50 مليون و30 مليار دولار.

وعزى هذه الخسائر بشكل أساسي إلى ارتفاع العوائد على السندات الأمريكية، مما زاد من تكلفة التمويل وضغط على تقييمات الشركات التكنولوجية، بالإضافة إلى المخاوف بشأن السياسات النقدية والتعرفة الجمركية وتأثيرها على أرباح القطاع، ومع تزايد التقلبات، يتساءل المستثمرون ما إذا كان هذا التراجع مؤقتا أم أنه بداية لاتجاه هبوطي أعمق في أسهم التكنولوجيا.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version