استحوذت شركات الذكاء الاصطناعي على نحو 50–51% من إجمالي رأس المال الاستثماري العالمي في 2025، مقارنة بنحو الثلث فقط في 2024. ويقدر التمويل الموجّه مباشرة للذكاء الاصطناعي بنحو 202.3 مليار دولار، من أصل إجمالي تمويل عالمي متوقع يبلغ 490 مليار دولار بنهاية العام 2025. و شهدت ثروات مليارديرات التكنولوجيا قفزات هائلة بفضل ارتباطهم غير المباشر بالذكاء الاصطناعي. مساهمو إنفيديا وحدهم أضافوا عشرات المليارات إلى ثرواتهم في 2025، مدفوعين بالطلب غير المسبوق على وحدات المعالجة.
وتشير تقديرات إلى أن 20 مليارديراً قائماً زادت ثرواتهم بنحو 500 مليار دولار من استثمارات مرتبطة و تصدّر إيلون ماسك قائمة المستفيدين، معززاً موقعه كأغنى رجل في العالم. وقد ارتفعت ثروته بنحو 50% خلال عام واحد لتصل إلى 752 مليار دولار، مدفوعة بالارتفاع الكبير في أسهم شركاته، وعلى رأسها تسلا، إلى جانب رهاناته الطموحة في شركة xAI المتخصصة في الذكاء الاصطناعي. وفي أكتوبر الماضي، دخل ماسك التاريخ كأول شخص تتجاوز ثروته حاجز 500 مليار دولار، وسط تكهنات بأنه قد يصبح أول تريليونير في العالم إذا حققت تسلا أهدافها المستقبلية.
المليارديرات الجدد
لم يعد صعود المليارديرات في عالم التكنولوجيا حكراً على وادي السيليكون أو على أسماء تقليدية بعينها. في عام 2025، ظهر جيل جديد من مليارديرات الذكاء الاصطناعي، يمتد عبر قارات مختلفة، ويغطي مجالات متنوعة، ويتفاوت بشكل لافت في الأعمار والخلفيات، لكنه يجتمع حول قاسم مشترك واحد: الاستفادة القصوى من الانفجار العالمي في تقنيات الذكاء الاصطناعي،
فيما يلى قائمة مليارديرات الذكاء الاصطناعي الجدد .. من هم وكيف صنعوا ثرواتهم؟
إدوين تشن
يتصدر القائمة إدوين تشن، مؤسس شركة Surge AI، بثروة تقدر بنحو 18 مليار دولار. بنى المواطن الأمريكي، منصة عالية الربحية متخصصة في تحليل البيانات وتقييمها، وهو مجال أصبح حاسماً في سباق تحسين جودة نماذج الذكاء الاصطناعي. ومع احتدام المنافسة بين الشركات الكبرى لتطوير نماذج أكثر دقة وموثوقية، تحولت Surge AI إلى لاعب محوري في هذا السباق.
ليانغ وينفنغ
في الصين، برز اسم ليانغ وينفنغ، مؤسس DeepSeek، بثروة تقارب 11.5 مليار دولار. وينفنغ قاد اختراقاً نوعياً عبر تطوير نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر عالية الكفاءة، استطاعت منافسة عمالقة الغرب بتكاليف أقل واستهلاك حوسبي أقل، مما جعله رمزاً للصعود الصيني في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي.
3 شباب
في مفاجأة لافتة، دخل بريندان فودي، وأدارش هيريماث، وسوريا ميدها، وهم في سن 22 عاماً فقط، نادي المليارديرات، بثروة تُقدّر بنحو 2.2 مليار دولار لكل منهم. أسس الثلاثي الأمريكي منصة Mercor المتخصصة في وسم البيانات وتقييمها، والتي وصلت قيمتها السوقية إلى نحو 10 مليارات دولار، لتصبح مثالاً صارخاً على كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصنع ثروات هائلة في سن مبكرة غير مسبوقة.
بريت تايلور وكلاي بايفور
حقق بريت تايلور وكلاي بايفور، وهما من الأسماء المعروفة في عالم التكنولوجيا الأمريكية، ثروة تُقدَّر بنحو 2.5 مليار دولار لكل منهما، عبر شركتهما Sierra. تركز الشركة على بناء برمجيات مؤسسية أصلية للذكاء الاصطناعي، تستهدف إعادة تعريف كيفية عمل الشركات الكبرى، مما وضعها في موقع استراتيجي داخل الاقتصاد الرقمي الجديد.
أنطون أوسيكا وفابيان هيدين
في أوروبا، لمع نجم السويديين أنطون أوسيكا وفابيان هيدين، مؤسسي منصة Lovable، بثروة تقارب 1.6 مليار دولار لكل منهما. تتيح المنصة إنشاء البرمجيات والتطبيقات باستخدام الأوامر النصية فقط، مما جعل البرمجة في متناول غير المتخصصين، وفتح سوق جديدة كليا أمام أدوات «البرمجة بالوصف».
لوسي غو
تُقدَّر ثروة لوسي غو، الشريكة المؤسسة المبكرة لشركة Scale AI، بنحو 1.4 مليار دولار. ورغم مغادرتها الشركة منذ سنوات، واحتفاظها بحصة مؤثرة مكّنها من الاستفادة من الطفرة الهائلة في تقييمات شركات وسم البيانات، لتصبح واحدة من أبرز النساء في نادي مليارديرات الذكاء الاصطناعي.
ثروة مشتركة
يضم فريق Cursor المؤسس ـــ مايكل ترويل، أمان سانغر، سُهيل آصف، وأرفيد لونمارك ـــ خلفيات تمتد بين الولايات المتحدة وباكستان والسويد. وبفضل تطويرهم مساعد برمجي مدعوم بالذكاء الاصطناعي، بلغت ثروة كل منهم نحو 1.3 مليار دولار، في نموذج يعكس الطبيعة العابرة للحدود لثورة الذكاء الاصطناعي.
عصر الخوارزميات
أما في مجال الصوت، فقد حقق البولنديان ماتي ستانيشيفسكي وبيوتر دابكوفسكي، مؤسسا ElevenLabs، ثروة تُقدّر بنحو 1.1 مليار دولار لكل منهما. تعد شركتهما، من أبرز المنصات العالمية في توليد الصوت بالذكاء الاصطناعي، مع استخدامات واسعة في الإعلام، والتعليم، وصناعة المحتوى.


