تتزايد المخاوف من احتمالية حدوث ركود اقتصادي عالمي في عام 2026 حيث تشير عدة عوامل حالية إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي، في ظل تنامى العوامل الرئيسية التي تثير القلق وتشمل التضخم المستمر، والتوترات التجارية العالمية. وتزايدت احتمالات التباطؤ أو “الركود التضخمي” (تضخم مع نمو منخفض) خاصة في الاقتصادات الكبرى كأمريكا، رغم تباين التوقعات حول شدته، مع توقعات بتباطؤ النمو العالمي بشكل عام.
وحذّر بنك الاستثمار ستيفل في مذكرة لعملائه من احتمال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، داعياً المستثمرين إلى الاستعداد لانخفاض سريع بنسبة 20% في المؤشر القياسي. لكن في حال استمر الوضع على ما يرام بالنسبة للاقتصاد الأميركي في عام 2026، يتوقع بنك ستيفل ارتفاعاً بنسبة 9% لمؤشر ستاندرد آند بورز 500. وقال باري بانيستر، كبير استراتيجيي الأسهم الأميركية في ستيفل: “يُخفف الاحتياطي الفدرالي سياسته النقدية، لكن خطر الركود مع انخفاض سريع بنسبة 20% في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ليس بالأمر الهين”، وفق ما أوردت بزنس إنسايدر .
لا يُعدّ الركود الاقتصادي السيناريو الأساسي الذي تتوقعه شركة ستيفل، ولا أي بنك رئيسي آخر، للعام المقبل. كما رفع الاحتياطي الفدرالي توقعاته للنمو الاقتصادي لعام 2026، وتُشير ستيفل إلى احتمال بنسبة 25% لحدوث انكماش اقتصادي. ومع ذلك، يرى بانيستر أن الظروف مواتية لانخفاض حاد في أسعار الأسهم إذا ساءت الأوضاع الاقتصادية.
أولاً، يبدو سوق العمل غير مستقر، مع ارتفاع معدلات البطالة والتسريح من العمل، وندرة فرص العمل الجديدة. إذا استمر تدهور سوق العمل بشكل ملحوظ، فقد يبدأ المستهلكون في تقليص إنفاقهم. وهذا خبر سيئ لاقتصاد يعتمد 68% من ناتجه المحلي الإجمالي على الإنفاق الاستهلاكي.
وإذا أضفنا إلى ذلك حقيقة أن تقييمات الأسهم مرتفعة تاريخياً، فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل للمستثمرين. وذكر البنك أن متوسط التراجع في أسعار الأسهم خلال فترات الركود منذ الحرب العالمية الثانية بلغ 20%، بينما بلغ متوسط الانخفاض 23%. قال بانيستر: “لا يهمّ مضاعف الربحية… إلا إذا أصبح هو العامل الوحيد المهم، وحينها يكون مؤشر ستاندرد آند بورز 500 باهظ الثمن”.
وإذا ما حلّت سوق هابطة، فإنّ الأصول الأكثر مضاربة ستشهد انخفاضاً أولياً، يتبعها السوق بشكل عام. وقد شهدت سلة من سبعة أسهم شديدة التقلب، من بينها بالانتير Palantir، وستراتيجي Strategy، وغايم ستوب GameStop، والتي يتتبعها بانيستر كمؤشر على شهية المضاربة، انخفاضاً ملحوظاً خلال الأشهر القليلة الماضية. إلى ذلك، أشار بانيستر في مذكرته إلى رسمين بيانيين ينذران بالخطر، ويرسمان صورة مقلقة. أحدهما أبرز الطبيعة المتسارعة لارتفاع معدل البطالة.


