تحتاج شركتك الناشئة إلى نموذج أعمال قوي لإدارة أعمالها. ويشير نموذج العمل ببساطة إلى الطريقة التي تدير بها الشركة عملياتها، وتحقق من خلالها الربح. يؤدي وجود نموذج العمل إلى تحقق فائدتين للشركة، أولاً يضمن لها الربحية من المشروع، وثانيًا يجعلها تختار الطريقة المثالية لتحقيق الربح. إذ يحدث كثيرًا أن الشركة تختار نموذج عمل لا يتفق مع طبيعة المنتج، فلا تحقق الأرباح المنتظرة. ناهيك عن أنّ العديد من الشركات تحتاج إلى تطوير أكثر من طريقة لتحقيق الأرباح، لتقدر على الصمود في المنافسة الشديدة بين الشركات.
إذن ما هي أشهر نماذج الأعمال التي يمكنك استخدامها لشركتك الناشئة؟
- المجاني Freemium
يعتمد النموذج المجاني على الوصول إلى أعداد كبيرة من الجمهور، من خلال تقديم جزء من المنتج إليهم مجانًا. مع تخصيص بعض المميزات والإضافات لتكون مدفوعة. في هذه الحالة تستهدف الشركة الوصول إلى أعداد كبيرة من الجمهور، بهدف تحوّل جزء منهم للدفع للحصول على منتجات الشركة. من الأمثلة على هذه الشركات ما يقدمه تطبيق زووم، إذ لعقد اجتماع لفترة طويلة يحتاج صاحب الحساب المستضيف للاجتماع لشراء المنتج، لكن لا يضطر بقية المشاركين إلى فعل ذلك، بل يمكنهم المشاركة في الاجتماع دون مشكلة. - السوق ذو الجانبين Multi-Sided platform
يشير نموذج السوق ذي الجانبين إلى المنصات التي تستهدف الربط بين عميلين مختلفين. في هذه الحالة تحقق الشركة أرباحها بواسطة الحصول على عمولة من الوساطة بين الطرفين. يعتمد هذا النموذج على الوصول إلى نوعين من العملاء، اللذين يشتركان في بعض الموارد، التي يمكن لأحدهما تقديمها، ويبحث الآخر عنها.
من أمثلة هذه الشركات هي شركة أوبر، التي تربط بين أصحاب السيارات مع الأشخاص الذين يبحثون عن التوصيل.
يمكن لأصحاب السيارات الحصول على دخل إضافي، بينما يحصل الركّاب على التوصيلة المناسبة التي تتحقق فيها عوامل الأمان والراحة. يعتمد هذا النوع من النماذج بشكل أساسي على مبدأ الاقتصاد التشاركي. - الاشتراكات Subuscription
يستخدم نموذج الاشتراكات مبدأ مهمًّا ألا وهو اقتصاد العضوية. إذ بدلاً من محاولة بيع المنتج للشخص مرة واحدة، يمكن للعميل الاستمرار في الحصول على المنتجات أو الخدمات المبيعة طوال فترة الاشتراك، التي قد تكون أسبوعية أو شهرية.
في هذه الحالة تسعى الشركات لضمان رضا العملاء، وذلك للاستمرار في استخدام الخدمة. من أشهر الشركات التي تستخدم هذا النموذج هي شركة نتفليكس. تعتمد شركة نتفليكس على تقديم اشتراكات متنوعة. في الوقت ذاته تحرص على شراء حقوق بث الأعمال الدرامية التي يهتم بها العملاء، وتسعى كذلك إلى إنتاج أعمال متخصصة، فهذا ما يضمن لها أنّ العملاء سيجددون اشتراكاتهم دوريًّا. - التسويق بالعمولة Affiliate Marketing
يعتمد نموذج التسويق بالعمولة على ترويج منتجات الشركات الأخرى، في مقابل الحصول على عمولة من ذلك. يتطلب الأمر البحث عن المنصات التي تقدم برامج للتسويق بالعمولة والاشتراك بها، لضمان وجود منتجات لترويجها وبيعها، والحصول على عمولة من خلال ذلك.
يُستخدم هذا النموذج كثيرا بواسطة شركات المحتوى على مواقعها الإلكترونية. من أمثلة المواقع التي تستخدم هذا النموذج هو موقع wpbegginer، إذ يتخصص الموقع في إنشاء محتوى متخصص عن نظام الوورد بريس مفتوح المصدر.
في المقابل يعتمد على ترويج المنتجات الخاصة بالووردبريس، مثل القوالب والإضافات المدفوعة. يضيف الموقع روابط التسويق بالعمولة الخاصة به في داخل المحتوى، ويحصل على ربح في حالة أجرى العملاء عمليات شراء من خلال الرابط.
- الدفع مقابل الاستخدام Pay Per Use
يعتمد هذا النموذج على أنّ العميل يدفع عند استخدامه للمنتج أو الخدمة فقط، من ثم فهو لا يقلق بشأن اضطراره للدفع المستمر.
بل يتضمن الأمر مرونة في حريته في توقيت استخدام المنتج، حتى إذا فعل ذلك على فترات متباعدة. من أمثلة الشركات التي تستخدم هذا النموذج هي شركات الاتصالات. إذ واحدة من الخيارات التي تقدمها الشركة لإجراء الاتصالات، هي أنّك تشحن رصيدك بقيمة معينة. يظل هذا الرصيد في جعبتك، ولا يُخصم منه أي مال إلّا عند إجراء مكالمة.
- محتوى الجمهور User-generated Content
يوظّف هذا النموذج الأشخاص لإنشاء المحتوى، إذ نجد هذا بكثرة في العديد من شبكات التواصل الاجتماعي، ومن أشهرها اليوتيوب. إذ يعتمد محتوى الموقع بالكامل على الجمهور والأشخاص لإنتاج المحتوى، فلا تجد فريقًا متخصصًا مثلاً من اليوتيوب هو المسؤول عن إنشاء المحتوى. - التجارة الإلكترونية E-commerce
انتشرت المتاجر الإلكترونية بكثرة، وأصبح أحد النماذج الشائعة التي تستخدمها الشركات، من خلال إنشاء متجر إلكتروني والاعتماد على وجود بائعين مختلفين، والحصول على الربح من عمليات الربح التي تتم من خلال المتجر.
بالطبع تعد شركة أمازون من أشهر نماذج التجارة الإلكترونية. - الدروب شيبنج Drop-shipping
يعتمد نموذج الدروب شيبنج على التواصل مع الموردين أو تجّار الجملة، لعرض منتجاتهم التي يبيعونها على موقع الشركة، وتولي عمليات الترويج الكاملة له.
عندما يطلب العملاء هذه المنتجات من الموقع، يتولى البائع الحقيقي عملية تسليم المنتجات. يعد هذا النموذج فعّالاً للشركات التي تمتلك قدرات تسويقية جيدة، وفي الوقت ذاته لا ترغب في الدخول بعملية التصنيع أو التخزين، فلا تضطر إلى تحمل تكاليف عديدة، وتركّز جهدها على تسويق وترويج المنتجات، والحصول على الربح من عمليات البيع التي تتم من الموقع. - التأجير Leasing
يعد نموذج التأجير من النماذج الجيدة للشركات التي تبيع برامج تكنولوجية متخصصة، إذ بدلًا من بيع المنتج مرة واحدة، يمكنك الحصول على مقابل مادي دائم من تكرار استخدامه. بالطبع لا يقتصر استخدام النموذج على المنتجات التكنولوجية، لكن يمكن استخدامه لأي شركة، طالما تتفق طبيعة المنتج مع النموذج. - الإعلانات Advertising
يعتمد نموذج الإعلانات على تقديم المنتج أو الخدمة مجانًا بالكامل، إذ في هذه الحالة تتبع الشركات مبدأ “العميل هو المنتج”، فأنت لا تدفع لاستخدام فيسبوك، لكن تستفيد الشركات من بياناتك، في تنفيذ حملات دعائية للمعلنين على الموقع، والحصول على أرباح من خلال ذلك.
بالطبع لا يُنصح بهذا النموذج للشركات الناشئة في بداية عملها، إذ يتطلب وجود قاعدة كبيرة من الجمهور، وهو ما يحتاج إلى صرف العديد من الأموال في البداية، حتى يؤتي هذا النموذج ثماره. لذا، الاعتماد عليه في البداية سيكون بمثابة صرف للمال دون وجود دخل حقيقي للشركة.
ختاماً، يمكن الدمج بين أكثر من نموذج عمل داخل الشركة. يعتمد الأمر بالأساس على طبيعة المنتجات التي تبيعها، وكذلك الفئة المستهدفة في المشروع. إذ لا بد من وجود ملاءمة بين النموذج الذي تخطط له وطبيعة الجمهور، حتى تقدر على إنشاء عمل تجاري ناجح يساعدك على تحقيق الأرباح.