توقع عبد الوهاب تفاحة، الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي، عودة نشاط النقل الجوي لمستويات عام 2019 وتخطي ذلك المستوى خلال العام القادم 2023، بعد أن كانت التوقعات تشير في السابق إلى استعادة النشاط في العام 2025، مشيراً إلى أن الازمات الناتجة عن جائحة “كوفيد -19” لم يسبق لها مثيل منذ بداية النقل الجوي التجاري في العالم.
وأوضح أن عام 2022 أظهر الاقبال المرتفع على السفر بعد رفع قيود جائحة “كوفيد -19″، وهو ما يؤكد أنه لا غني عن أن يستمر النقل الجوي بكونه وسيلة النقل المفضلة للسفر، وهو ما يسهم في تعزيز مساهمته الاقتصادية الكبيرة في التنمية المستدامة والتي على سبيل المثال في دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأعلى في العالم.
وأضاف: “على الرغم من العودة بشكل كبير إلى الحياة الطبيعية، لكننا ما زلنا أقل بالحركة من سنة 2019 على مستوى العالم بنسبة 17.6%، واقل بنسبة 5.7% في عدد الأسطول العامل، وأقل بنسبة 40% في عدد السياح القادمين حول العالم، ويترافق ذلك مع ارتفاع تكاليف التشغيل بسبب ارتفاع أسعار وقود الطيران بنسبة 57% من ناحية، وزيادة التضخم وارتفاع سعر الدولار الأمريكي مقابل الكثير من العملات من ناحية أخرى”.
وشدد على أن صناعة الطيران هي محرك اقتصادي جوهري ومنتج كبير لفرص العمل، ولكنها تحتاج إلى التزام جميع المعنين بهذه الصناعة من حكومات ومصنعين وموردي التقنيات والخدمات والوقود بان يحققوا النقلة النوعية المطلوبة بالتحول الرقمي والالتزام بالتحول المناخي، وبذلك نضمن مستقبلاً زاهراً لصناعة الطيران، ولدورها المحوري في التنمية الاقتصادية.
وأكد أن التحول الرقمي يجب أن يصبح الأسلوب الطبيعي للتعامل مع السفر من خلال تبني الحكومات حول العالم للهوية الرقمية للمسافرين مما يعزز انسيابية الحركة ويخفف من الأعباء والتعقيدات التي يمر بها المسافرين، مشيراً إلى أن المسألة الجوهرية الثانية تتمثل في محاربة التحول المناخي.
وأشار إلى أن صناعة الطيران عبرت عن التزامها المطلب، وخاصة بعد الجمعية العامة الأخيرة لمنظمة الأيكاو، بنظام كورسيا للحد من انبعاثات الكربون على مستوي يقل 15% عن مستوي 2019، كما أكدت التزامها بالهدف الطموح البعيد الأمد بالوصول إلى صفر انبعاثات كربونية صافية في عام 2050.