بسبب حرب غزة خسرت شركة “سولاريدج” الإسرائيلية إحدى أكبر الشركات المتخصصة في منتجات الطاقة الشمسية في العالم 16 مليار دولار من قيمة أسهمها السوقية، واضطرارها إلى تسريح 900 موظف، ما يمثل حوالي 16% من القوى العاملة في الشركة التي تضم نحو 5600 موظف.
وجاء معظم الموظفين الذين أعلنت الشركة تسريحهم من المقر الرئيسي لها في إسرائيل، فيما تضم عمليات التسريح من العمل إلى إغلاق أنشطة الشركة في مجال المركبات الكهربائية والتجارية وإغلاق مصنع الشركة في المكسيك، وفق صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية.
وتأسست الشركة في عام 2006 على يد خمسة من قدامى المحاربين الإسرائيليين في سلك الاستخبارات، هم: “جاي سيلا، وليور هاندلزمان، ويوآف جالين، ومئير إدست، وأمير فيشلوف”، وفي عام 2015، حققت الشركة إيرادات في الولايات المتحدة بقيمة 704 ملايين دولار، وفي ديسمبر 2021، عندما وصلت قيمتها إلى 16 مليار دولار، تقرر إدراجها في المؤشر الرئيسي في الولايات المتحدة -S&P 500- الذي يضم أكبر 500 شركة عامة يتم تداول أسهمها في الولايات المتحدة، لكن تمت إزالة الشركة من المؤشر الرئيسي بداية ديسمبر الماضي، حيث لا توجد اليوم شركة إسرائيلية في المؤشر المرموق،
واعتبر مجلس إدارة الشركة أن هذه التخفيضات في عدد الموظفين أصبحت ضرورية، مشيرة إلى أنها في عام 2023 التزمت تجاه الموظفين بعدم إجراء تخفيضات، لكن انخفاض الطلب على منتجاتها في الأرباع الأخيرة، أدى إلى قلب الموازين.
ووفقًا لمصادر قريبة من الشركة، فإن خطة عمل الشركة كانت على أساس إيرادات تتراوح بين 700-600 مليون دولار كل ثلاثة أشهر في الربعين الأخيرين من 2023، لكن الوضع خالف التوقعات، مشيرة إلى أنه وصلت الإيرادات في المستقبل القريب إلى أقل من الافتراض الأساسي، فستضطر الشركة إلى إجراء تخفيضات إضافية.
ومنذ بداية عام 2024، انخفض سهم الشركة بنسبة 24%، لتصل قيمته إلى 3.9 مليار دولار فقط بالمقارنة بما وصلت إليه الشركة في أغسطس 2022، عندما كانت قيمتها السوقية 20 مليار دولار، مما جعلها الشركة الأولى وأكبر شركة إسرائيلية في العالم من حيث القيمة السوقية.
وفي بداية ديسمبر الماضي، أعلن محرر المؤشر S&P Global أن سولاريدج ستترك مؤشر S&P 500، بعد عامين من انضمامها إليه بينما تصنع التاريخ بكونها أول إسرائيلية تنضم إليه، نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة والتنظيم والتراكم الكامل مع العملاء، وفق “يديعوت أحرنوت”.
ومنذ منتصف عام 2022 وحتى الآن، قفز سعر الفائدة في الولايات المتحدة بشكل كبير، من صفر إلى 5.5%، فيما تُشير التقارير إلى أنه من الممكن أن يكون هناك ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة خلال عام 2024، وبما أن نصف النشاط الشمسي لشركة Solaredge موجود في الولايات المتحدة، ما يؤثر عليها بشكل كبير، مع انخفاض الطلب على أنظمة الطاقة الشمسية ومعه الطلب على حلول التحسين وإدارة النظام.
وخلال العام الماضي شهدت الشركة انخفاضًا في الأداء المالي، إذ بلغ صافي الربح في الربع الأول 139 مليون دولار، وفي الربع الثاني 119.5 مليون دولار، وفي الربع الثالث 62 مليون دولار.