ذكرت قناة “يورونيوز” أن البنك المركزي الأوروبي من المتوقع أن يقدم اليوم على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لتصل إلى 2.25%، ما يعد سادس تخفيض متتال في سياق سياسة نقدية تهدف إلى مواجهة تباطؤ التضخم ومخاطر الرسوم الجمركية المتزايدة.
وأوضحت القناة أن هذه الخطوة، بحسب محللين اقتصاديين، بمثابة تأمين في ظل صدمات النمو والتوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التي تلقي بظلالها على المعنويات وتوقعات السياسات في منطقة اليورو.
وأضافت “يورونيوز” أن التخفيض الجديد في أسعار الفائدة متوقع على نطاق واسع خلال اجتماع البنك المركزي الأوروبي اليوم، على أن ينخفض سعر الفائدة على الودائع إلى 2.25%، وهو أدنى مستوى له منذ يناير 2023. ويأتي ذلك في إطار سعي البنك إلى تحصين اقتصاد منطقة اليورو من آثار الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة ومن حالة عدم اليقين العالمي المتزايدة.
في السياق ذاته، أظهرت البيانات النهائية الصادرة عن مكتب الإحصاء الأوروبي “يوروستات” تراجع معدل التضخم العام في منطقة اليورو – والذي يشمل كافة المكونات بما في ذلك الطاقة والمواد الغذائية – إلى 2.2% في مارس على أساس سنوي، مقارنة بـ2.6% في فبراير. كما انخفض التضخم الأساسي، الذي يستثني العناصر المتقلبة مثل الطاقة والغذاء، إلى 2.4%، وهو أدنى مستوى يسجل منذ يناير 2022.
ونقلت “يورونيوز” عن روبن سيغورا كايويلا، الخبير الاقتصادي في “بنك أوف أمريكا”، توقعه بأن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مشيرا إلى أن هذه الخطوة متوقعة بالكامل، لاسيما في ظل التقديرات الاقتصادية الضعيفة التي تفتح المجال لخفض الفائدة إلى ما دون المستوى الحيادي، أي إلى مستوى لا يحفز الاقتصاد ولا يقيده.
كما أوردت القناة تصريحات لسفين جاري ستين، الخبير الاقتصادي في “غولدمان ساكس”، الذي تبنى موقفا مشابها، متوقعا أن تظهر رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، قلقا متزايدا بشأن النمو نتيجة التوترات التجارية، دون أن تقدم وعودا أو التزامات محددة حول مستقبل السياسة النقدية، وهو ما يعكس نهجا حذرا تجاه التطورات المقبلة.
وأشار ستين أيضا إلى أن صعود اليورو بنحو 10% مقابل الدولار الأمريكي منذ بداية مارس، وهو أقوى ارتفاع خلال شهرين منذ عام 2010، بالإضافة إلى ردود الاتحاد الأوروبي المتوازنة، من شأنهما تخفيف بعض الضغوط التضخمية التي تسببت بها الرسوم الجمركية الأمريكية.