أكد رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، أنه بناءً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، سيتم بدء التشغيل التجريبي الجزئي للمتحف المصري الكبير اعتبارًا من يوم الأربعاء القادم 16 أكتوبر 2024. وسيبدأ أول تشغيل تجريبي للقاعة الرئيسية بالمتحف، والتشغيل التدريجي لبعض أجزاء المتحف، تمهيدًا للافتتاح الرسمي الكبير لهذا المشروع الذي اكتمل بالفعل، وسيكون هدية مصر للعالم، كأكبر متحف على مستوى العالم. جاء ذلك خلال تصريحات مصطفى مدبولي، في ختام جولته التفقدية بمحافظة الأقصر، اليوم الخميس، والتي تشمل عدة مشروعات في قطاعات تعليمية وصحية وخدمية وسياحية.
ورافقه خلالها خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، وأيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وشريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ومحمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، وعبد المطلب ممدوح عمارة، محافظ الأقصر، وسيد إسماعيل، نائب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية لشؤون البنية الأساسية، ومحمد إسماعيل خالد، أمين عام المجلس الأعلى للآثار.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن زيارته لمحافظة الأقصر اليوم تُعد أول زيارة للحكومة بعد إعادة تشكيلها لمحافظة من محافظات الوجه القبلي، لافتًا إلى حرصه على التركيز في بداية الزيارة على ما يخص قطاعي الصحة والتعليم.
وتم زيارة الجامعة التكنولوجية بمدينة طيبة الجديدة في مستهل الجولة، والتأكيد على دور الجامعة الحيوي والمهم في تخريج العديد من النماذج الناجحة من الشباب المصري، وذلك وفقًا لأحدث النظم التكنولوجية، وكذلك الارتباط بشكل كبير بمتطلبات سوق العمل الحالية.
وأضاف رئيس الوزراء أن الجولة شملت أيضًا زيارة مدرستين، الأولى ثانوية عامة للبنات، والثانية مدرسة ابتدائية، مؤكدًا أن الهدف من هذه الزيارة هو متابعة سير وانتظام العملية التعليمية، والحرص على الاستماع إلى آراء الطلاب والطالبات، وكذلك المعلمين فيما يتعلق بالمنظومة التعليمية الجديدة، التي بدأ تطبيقها منذ بداية العام الدراسي الحالي، موضحًا أن الانطباع العام لهذه المنظومة إيجابي بشكل كبير.
ولفت مصطفى مدبولي إلى أن تطبيق المنظومة الجديدة، من خلال تنفيذ أفكار خارج الصندوق، ساهم في تقليل الكثافات الطلابية بالفصول، مشيرًا إلى التحركات الخاصة بالتعامل مع مشكلة عجز أعداد المعلمين، وصولًا إلى حلول جذرية لهذه المشكلة.
وأكد أن مختلف هذه الإجراءات والتحركات تأتي في إطار الرؤية الشاملة لتطوير منظومة التعليم.
ونوه رئيس الوزراء إلى زيارته للمجمع الطبي الدولي بالأقصر، هذا الصرح الطبي الكبير، لافتًا إلى حجم التنمية الكبيرة التي يتم تنفيذها في قطاع الصحة، وذلك في ظل دخول محافظة الأقصر في إطار تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، وبالتالي تقديم مختلف الخدمات الطبية للمواطنين في إطار هذه المنظومة. قائلاً: “نشاهد لأول مرة إجراء العمليات الخاصة بزرع النخاع، وكذلك معالجة أمراض السرطان، وإجراء عمليات متقدمة جدًا في محافظة الأقصر، كان أبناؤنا وأهالينا من المحافظة يضطرون للانتقال إلى محافظات أخرى للحصول على مثل هذه الخدمات”.
وفيما يتعلق بالأقصر كمحافظة سياحية، أشار رئيس الوزراء إلى حرصه الشديد على زيارة البر الغربي وتفقد ما تم من أعمال لتطوير الكورنيش، حيث كان البر الشرقي قد تم تطويره. مضيفًا: “ولكن بالنسبة للبر الغربي، فإن محافظ الأقصر يقوم بجهود كبيرة في هذا الشأن، وهناك أعمال تطوير ملموسة تتم بالفعل، كما كانت هناك فرصة لتفقد أعمال ترميم معبد “هابو”، حيث وجهت المسؤولين في المجلس الأعلى للآثار، خلال زيارتي الأخيرة لهذا المعبد منذ عامين، ببدء ترميمه وإظهار ملامح الجمال به. وبالفعل لمسنا اليوم أثناء الزيارة حجم الأعمال الكبيرة التي يتم تنفيذها، والتي يقوم بها شباب مصريون من الجنسين، يقومون أيضًا بترميم معبد إسنا”.
وفي هذا السياق، لفت رئيس الوزراء إلى أن رغم أن المكلف بأعمال الترميم هي بعثة مصرية ألمانية مشتركة، إلا أن الأمر الذي يبعث على السعادة أن أبناء وبنات مصر هم من يقومون بالترميم، وهم متخصصون وخريجو كليات الآثار في الجامعات المصرية. حيث يقومون بجهد عظيم في سبيل إتمام الأعمال المكلفين بها، لأن الترميم يتم بطريقة يدوية دون تدخل الآلات، ويحتاج إلى صبر وجلد هائلين. إذ تراهم يقفون على “سقالات” على ارتفاعات كبيرة لساعات طويلة؛ لترميم المباني الأثرية.
وأضاف مصطفى مدبولي: “ما نتحدث عنه هنا في إسنا هو إحداث نوع من التطوير الشامل للمدينة، وعدم الاقتصار على المعبد؛ فإسنا تستحق – بما تضمه من تراث تاريخي وأثري – أن يتم وضعها على خريطة السياحة العالمية. ولذا فنحن هنا اليوم من أجل متابعة هذا الجهد الكبير لتطوير المدينة، وأن تكون خلفيتنا المعبد ونحن في هذا المؤتمر لكي نوضح حجم الأعمال التي يتم تنفيذها في هذا الشأن”.
وتطرق رئيس مجلس الوزراء إلى المشروعات التي تنفذها الدولة من خلال المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” لتطوير قرى الريف المصري، مشيرًا إلى أنه تفقد المركز التكنولوجي، بالإضافة إلى المشروع الضخم لمحطة مياه الشرب، التي تخدم أكثر من 150 ألف نسمة؛ وذلك للقضاء على مشكلة نقص المياه، وخاصة في فصول الصيف، مع المرحلة الأولى من مشروع المحطة التي اكتملت بالفعل بطاقة 17 ألفًا و500 م3/ يوم.
وأكد مدبولي أن الدولة لا تركز على منطقة واحدة، بل يتم تنفيذ المشروعات التنموية في كل ربوع وقرى ومراكز الجمهورية، لأن الدولة تحتاج إلى أكثر من ذلك، وكان من المفترض أن يتم تنفيذ تلك المشروعات في عقود ماضية.