ربما يمكن تلخيص التقدم الذي حدث في بنك القاهرة، في روح العمل الجماعي، التي تسود بين منتسبي البنك، وربما يكمن سر النجاح في إستراتيجية عمل المصرفي البارز، طارق فايد، الذي يتولى منذ يناير 2018، منصب رئيس مجلس الإدارة، والرئيس التنفيذي للبنك بنجاح واقتدار.
بنك القاهرة حصل مؤخرا على شهادة الأيزو 27001 تتويجاً لجهود البنك في مجال تعزيز أنظمة أمن المعلومات وتوافق البنك مع كافة المتطلبات التي حددها المعيار وحرص البنك المتواصل على ضمان سرية البيانات، حيث يهدف هذا المعيار إلى توفير إطار عمل منهجي لحماية المعلومات من التهديدات السيبرانية وضمان سريتها وسلامتها بما يعكس التزام البنك بأعلى معايير الأمن السيبراني وقدرته على حماية المعلومات الحساسة للعملاء والمؤسسة ذاتها، كما يعكس التزام البنك بضمان سلامة وأمن المعلومات التي يتعامل معها.
نتائج مالية متميزة
سجل صافي أرباح بنك القاهرة بنهاية النصف الأول من عام 2023 نمواً بنحو 41%، حيث بلغ صافي أرباح البنك 2.6 مليار جنيه مقابل 1.8 مليار جنيه خلال نفس الفترة من عام 2022، فيما سجلت الأرباح قبل الضرائب مبلغ 4.4 مليار جنيه مقابل 3.1 مليار جنيه خلال نفس الفترة من عام 2022 بمعدل نمو 45%، وتأتى تلك النتائج الإيجابية مدعومة بالنمو الذي حققه البنك بمختلف أنشطته المصرفية. ووفقاً للقوائم المالية، فقد ارتفع صافي الدخل من العائد ليسجل 8 مليار جنيه بالمقارنة بـ 5.9 مليار جنيه خلال نفس الفترة من عام 2022 بمعدل نمو 35%، كما ارتفع صافي الدخل من الأتعاب والعمولات ليسجل 1.8 مليار جنيه بالمقارنة بـ 1.1 مليار جنيه خلال نفس الفترة من عام 2022 بمعدل نمو 62%، لتصل الإيرادات التشغيلية إلى 10.2 مليار جنيه مقارنة بـ 7.4 مليار جنيه خلال نفس الفترة من عام 2022 بمعدل نمو 38%.
كما أظهرت نتائج الأعمال استمرار تحسن مؤشرات الكفاءة التشغيلية لدى بنك القاهرة وهو ما يظهر تراجع نسبة التكلفة إلى الدخل من 43.5% خلال النصف الأول من عام 2022 إلى 39.2% خلال النصف الأول من العام الحالي 2023.
معيار كفاية رأس المال
تتضمن المؤشرات المالية الإيجابية لبنك القاهرة الحفاظ على نسبة معيار كفاية رأس المال عند 15.40%، في ظل تحقيق البنك نمواً في إجمالي الأصول ليصل إلى 406 مليار جنيه مقارنة بـ 322 مليار جنيه بنهاية عام 2022 بنسبة نمو 26%، مدعوماً بنمو متوازن لكافة قطاعات الأعمال.
وفيما يتعلق بودائع العملاء، فقد شهدت نمواً كبيراً خلال العام المالي 2023، بفضل النجاح في تطبيق خطط النمو الطموحة بما يعزز من كفاءة ومرونة السياسات والإجراءات التنفيذية والتي ساعدت البنك على تطوير عملياته وتخطى الأزمات والاستفادة من الفرص المتاحة، وذلك من خلال تطوير الخدمات والمنتجات المقدمة للأفراد والشركات، بالإضافة إلى إعادة هيكلة وتبسيط إجراءات العمل بالفروع وسرعة تلبية احتياجات العملاء وتحسين مستوى الخدمة مما أدى إلى اجتذاب فئات جديدة للتعامل مع البنك، لتنمو ودائع العملاء بزيادة قدرها 55 مليار جنيه بمعدل 22% لترتفع إلي 305 مليار جنيه بنهاية يونيو 2023 مقابل 250 مليار جنيه بنهاية ديسمبر 2022 حيث استحوذت ودائع الأفراد على نحو 51% من إجمالي ودائع العملاء حيث بلغت 154 مليار جنيه بنهاية يونيو 2023 مقابل 135 مليار جنيه بنهاية عام 2022 بزيادة 19 مليار جنيه وبمعدل نمو 14% فيما استحوذت ودائع المؤسسات على نحو 49% من إجمالي ودائع العملاء حيث بلغت 151 مليار جنيه بنهاية يونيو 2023 مقابل 115 مليار جنيه بنهاية عام 2022 بزيادة 36 مليار جنيه وبمعدل نمو 31%.
كما ارتفع إجمالي رصيد قروض العملاء والبنوك بنحو 20.4 مليار جنيه لتصل إلى 160.9 مليار جنيه بنهاية يونيو 2023 مقارنة بـ 140.5 مليار جنيه بنهاية عام 2022 بمعدل نمو 14%، ويحرص بنك القاهرة على تعزيز وتنمية المحفظة في قطاعاتها المختلفة متضمنة تمويل الشركات الكبرى والقروض المشتركة والشركات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، بالإضافة إلى التجزئة المصرفية، هذا وقد بلغت نسبة إجمالي القروض إلى الودائع نحو 53% بنهاية يونيو 2023.
خبرات وتاريخ بارز
لم تكن مصادفة أن يتم اختيار طارق السيد فايد، بكل ما يملك من خبرات وتاريخ بارز في القطاع المصرفي لقيادة بنك القاهرة، في الفترة الراهنة. فالبنك المصنف ثالث أقوى البنوك الحكومية في مصر سيتم إدراجه في البورصة قريبًا، ضمن برنامج الطروحات الذي تستهدف الحكومة تنفيذه خلال الفترة المقبلة، ولذا فمهمة فايد لم تكن مجرد إدارة لبنك فحسب، وإنما تتجاوز ذلك لإحداث طفرة نوعية في منظومة عمل البنك ونتائجه المالية، والتغلب على المعوقات التي عانى منها على مدار السنوات السابقة، وذلك في أسرع وقت.
خبرات كبيرة في القطاع المصرفي
طارق فايد، خريج كلية التجارة جامعة عين شمس عام 1989، حاصل على العديد من الشهادات المعتمدة في مجال الائتمان وإدارة المخاطر. وأيضًا على العديد من الدورات التدريبية من العديد من المؤسسات الدولية مثل: بنك التسويات الدولية (BIS)، بنك الاحتياطي الفيدرالي، معهد الاستقرار المالي (FSI) والبنك المركزي الألماني وجهات أخرى متعددة.
ويحرص طارق فايد على تخصيص جانب من برنامجه اليومي لممارسة الرياضة والاستماع إلى الموسيقى بمختلف أنواعها، وكذلك تخصيص بعض الوقت للقراءة .
وتزيد خبرة طارق فايد المصرفية على 30 عامًا في القطاع المصرفي، حيث عمل بالعديد من المؤسسات العالمية والمحلية داخل مصر وخارجها، حيث ترأس مجموعة إدارة المخاطر بالمصرف العربي الدولي من 2006-2008، ومجموعة التفتيش على إدارات الائتمان بمجموعة سامبا المالية بالمملكة العربية السعودية من 2004-2006، كما شغل منصب نائب الرئيس للتمويل والاستثمار لمنطقة الإسكندرية والدلتا بستي بنك، من 2000-2004، كما أن آخر منصب يشغله قبل الانضمام لسيتي بنك هو مدير أول لقطاع التمويل والاستثمار بالبنك المصري الأمريكي.
إستراتيجية عمل
جاء فايد إلى بنك القاهرة، متسلحًا بخبرات سنوات كبيرة في القطاع المصرفي، أبرزها العشر سنوات الأخيرة من 2008، التي أمضاها في البنك المركزي المصري، حيث أشرف خلالها على العديد من إدارات الرقابة المكتبية، والشئون المصرفية، وتجميع مخاطر الائتمان والمخاطر الكلية، وبخبرات مصرفي مخضرم يمتلك رؤية، وضع طارق فايد إستراتيجية عمل استهدفت تعظيم أعمال بنك القاهرة في كل القطاعات، وتمكين العملاء من الوصول إلى الخدمة التي يحتاجونها بسهولة عبر التكنولوجيا المالية (FINTECH) التي تتيح توفير الخدمات الرقمية عن طريق الهاتف الذكي والإنترنت، وكذلك إدخال تقنية (Block Chain) إلى المنظومة البنكية. ونجح فايد بمعاونة أعضاء مجلس الإدارة في إحداث نقلة نوعية في منظومة عمل بنك القاهرة، وتحقيق طفرة في نتائجه المالية خلال السنوات الماضية.
ونجح طارق فايد في قيادة بنك القاهرة لتدشين خدمة التوقيع الإلكتروني لعملائه من الشركات والمؤسسات المالية i-Sign كأول بنك يستخدم التوقيع الإلكتروني في النماذج والمستندات البنكية المتعلقة بخدمات ومنتجات إدارة التدفقات النقدية وعمليات التجارة الخارجية ومنتجات الأوراق المالية، بالإضافة إلى نماذج الإشتراك في خدمة الإنترنت البنكي للشركات.
الموارد البشرية والبنية التحتية
أهداف البنك
حرص طارق فايد منذ توليه مسئولية بنك القاهرة، على أن يضع إستراتيجية واضحة للغاية، وخريطة نمو قوية للبنك، كي يحقق أهداف البنك. وذلك من منطلق إيمانه أن الركيزتين اللتين كان البنك بحاجة إلى وضعهما؛ هما الموارد البشرية والبنية التحتية، بما في ذلك إعادة الهيكلة الداخلية لمختلف إدارات البنك. كما حرص فايد على توظيف أشخاص ذوي كفاءات كبيرة لشغل الوظائف الشاغرة، وكان تركيزه على بقية الموظفين يتمثل في وضع أهداف واضحة لهم، والتركيز على تدريبهم وبناء قدراتهم. وقد شهد بنك القاهرة في ظل إدارة طارق فايد، تطويرا شاملا في إدارة الخدمات المصرفية للشركات، حيث أضاف قطاعات جديدة منها قطاع المعاملات المصرفية الدولية، وهو القطاع المسئول عن الخدمات المقدمة للشركات والمؤسسات المالية وأيضا المؤسسات المالية غير المصرفية، التي تشمل حلول إدارة السيولة والتدفقات النقدية وتمويل التجارة الخارجية والحلول المخصصة للأعمال. وقام فايد أيضا بإعادة هيكلة قسم تمويل الشركات وبنوك الاستثمار لدى البنك، من خلال استقطاب فريق من ذوي الكفاءات العالية. وأجرى أيضا تطويرا شاملا على جانب المنتجات المصرفية المقدمة للأفراد، مع التركيز على الأعمال التجارية المساعدة وفرص البيع العابر، مثل الخدمات المصرفية عبر الإنترنت وعبر الهاتف المحمول وبطاقات الائتمان.
المشروعات المتوسطة والصغيرة
يولي بنك القاهرة، في ظل إدارة طارق فايد، اهتماما كبيرا بتمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر. ويهدف البنك إلى التوسع في عملية الوساطة المالية لتوجيه الزيادة في حجم الميزانية في تمويل قطاعات مختلفة. ويحرص طارق فايد في إدارته للبنك على التنوع في عمليات الإقراض، سواء للشركات الكبرى أو المتوسطة أو الصغيرة أو تمويلات الأفراد.
تحقيق التحول الرقمي
النتائج الإيجابية خلال الفترة الماضية ، تعكس مدى نجاح رؤية وإستراتيجية طارق فايد، في الإدارة للوصول إلى مرحلة جديدة من مراحل التطوير والابتكار في مسيرة البنك، وسيره قدمًا نحو تحقيق إيرادات مستدامة من أعماله المصرفية مرتكزًا على العديد من مواطن القوة التي يتمتع بها بنك القاهرة، وفي طليعتها تقديم أفضل المنتجات المالية والخدمات المصرفية المتنوعة، التي شهدت مزيدًا من التحول الرقمي منذ قدوم طارق فايد، الذي يحرص على تقديم تجربة مصرفية أكثر سهولة وقربًا من العملاء، من خلال طرح باقة متنوعة من المنتجات والخدمات المصرفية المبتكرة، التي تتواكب مع منظومة التحول إلى الاقتصاد الرقمي لتعزيز الشمول المالي من خلال إطلاق باقة من المنتجات والخدمات، مثل الإنترنت والموبايل البنكي. كما يحرص طارق فايد في مجال تطوير منتجات البنك الرقمية، على القيام بعملية تطوير شامل لخدمات الدفع عبر محفظة الهاتف المحمول “قاهرة كاش”، وذلك من خلال إضافة خدمات جديدة سعيًا لتلبية احتياجات العملاء والوصول إلى شريحة أكبر.
ويعمل فايد حاليا على التوسع في إضافة منافذ جديدة للسحب والإيداع من المحفظة المتاحة الآن لبنك القاهرة، وأيضا زيادة عدد نقاط السحب والإيداع من خلال إتاحتها عن طريق منافذ مقدمي الخدمة، وذلك لتوفير الوقت والجهد علي العملاء في الحصول علي أموالهم من أي مكان، دون الحاجة إلى زيارة فروع البنك.
رؤية شاملة
يتمتع طارق فايد، برؤية شاملة لآفاق المشهد الاقتصادي في مصر والمنطقة العربية، إذ يرى أن التصميم والإرادة الكاملة في تنفيذ برامج الإصلاح الاقتصادي في مصر حتى النهاية، ووجود رؤية متكاملة بشأن الإصلاحات الهيكلية للسياسات المالية والنقدية ومؤشرات الاقتصاد الكلي، هي عناصر لنجاح تلك البرامج، كما يري أن برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر، يعد أهم وأبرز التجارب في الأسواق الناشئة خلال السنوات الأخيرة، لافتا النظر أن نجاح البنك المركزي المصري في إدارة السياسة النقدية بكفاءة، منذ تحرير سعر الصرف، أسهم في جذب تدفقات عملة صعبة للاقتصاد المصري ، في الفترة الماضية من عمر برنامج الإصلاح الاقتصادي، وذلك من مصادر متنوعة.
زيادة حجم القروض والخطط المستقبلية
تمكن منهجية عمل طارق فايد من زيادة حجم القروض لدى بنك القاهرة، بنحو 50% من خلال استهداف شركات من قطاعات مثل العقارات والغاز والبترول والإنشاءات، والأنشطة الموجهة للتصدير. مما أسهم في زيادة محفظة الخدمات المصرفية للشركات ، كما أصبح البنك يلعب دور القيادة في ترتيب القروض المشتركة. ومن أجل تقديم أنشطة متكاملة، قرر طارق فايد، إنشاء ذراع للخدمات المالية غير المصرفية، ونشاطها الأساسي هو التأجير التمويلي. وهو منتج جيد مضاف لعملاء بنك القاهرة، وقد نجحت شركة التأجير التمويلي للبنك في تحقيق نتائج مالية متميزة في السنوات الماضية. ويطمح طارق فايد أيضا لقيادة بنك القاهرة نحو مضاعفة حصته في سوق تحويلات المصريين بالخارج لأكثر من 10%. خلال السنوات المقبلة. وكذلك تنمية أنشطة تمويل التجارة الخارجية، وأن تصبح المكاتب الخارجية للبنك بمثابة قناة للاستثمارات القادمة إلى مصر.