أوضح وزير المالية أحمد كجوك أن مصر تجري مباحثات مع عدة أطراف ومؤسسات دولية بشأن مبادلة الديون مقابل أصول واستثمارات في مجالات الطاقة النظيفة والتنمية البشرية، وذلك على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي المقام في دافوس السويسرية. وفي مقابلة تليفزيونية، أكد الوزير أن هذه المباحثات تسعى لتعزيز الاقتصاد المصري من خلال تحويل الديون إلى استثمارات مفيدة في هذه المجالات الاستراتيجية. وفي سياق متصل، أشاد الوزير باتفاقية رأس الحكمة التي أبرمتها مصر مع الإمارات، واصفاً إياها بأنها من أفضل صفقات تحويل الديون إلى استثمارات.
وأكد أن هذه الصفقة التي شملت استحواذ “القابضة” (ADQ) الإماراتية على حقوق تطوير مشروع رأس الحكمة مقابل 24 مليار دولار، تمثل نموذجاً ناجحاً للطرفين، معرباً عن أمله في تكرار هذا النموذج مستقبلاً. وأشار كجوك إلى أن مصر استخدمت حصيلة هذه الصفقة لزيادة احتياطي النقد الأجنبي وخفض دين أجهزة الموازنة إلى 89% من الناتج المحلي، كما تراجعت الديون الخارجية بنحو 3 مليارات دولار. وأكد الوزير على التزام مصر بتخفيض الدين الخارجي بشكل تدريجي عبر الانضباط المالي والتوسع في النشاط الاقتصادي. وأضاف أنه سيتم قريباً الإعلان عن استراتيجية متكاملة لإدارة الدين حتى عام 2030.
وفيما يخص قناة السويس، أشار كجوك إلى التفاؤل الحذر بشأن عودة حركة الملاحة إلى طبيعتها بعد التوترات الجيوسياسية الأخيرة، موضحاً أن تراجع إيرادات القناة في 2024 إلى 4 مليارات دولار مقارنة بــ10.2 مليار دولار في 2023 كان نتيجة لهذه التوترات. ومع ذلك، أعرب عن تفاؤله بأن حركة السفن ستعود تدريجياً بعد وقف إطلاق النار في غزة، مما سيؤدي إلى انخفاض كلفة النقل عالمياً وبالتالي تراجع أسعار السلع والمنتجات.