ارتفعت أسعار النفط أربعة بالمئة اليوم، لتعوض بعض الخسائر الكبيرة التي تكبدتها الأسبوع الماضي، وسط مخاوف من أن تؤدي تطورات الأحداث في الشرق الأوسط إلى الإضرار بإمدادات النفط من الشرق الأوسط. وارتفع خام برنت 3.57 دولار، أي 4.2 بالمئة، ليصل إلى 88.15 دولار للبرميل عند التسوية. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 3.59 دولار، أي 4.3 بالمئة، ليبلغ 86.38 دولار للبرميل عند التسوية. وعند أعلى مستويات الجلسة، ارتفع كلا الخامين القياسيين أكثر من أربعة دولارات، أو أكثر من خمسة بالمئة. وفي الأسبوع الماضي، انخفض خام برنت نحو 11 بالمئة، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط أكثر من ثمانية بالمئة في أكبر انخفاض أسبوعي منذ مارس الماضي بعد أن أدت توقعات الاقتصاد الكلي القاتمة إلى تفاقم المخاوف بشأن الطلب العالمي.
وفي سياق متصل رفعت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) توقعاتها للطلب العالمي على النفط في الأجلين المتوسط والطويل في توقعات سنوية، متوقعة أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 116 مليون برميل يوميا بحلول عام 2045، أي أعلى بنحو ستة ملايين برميل يوميا مما كان متوقعا في تقرير العام الماضي. وأوضحت أوبك، في تقريرها السنوي للعام 2023 الصادر اليوم، أن النفط يجب أن يكون جزءا من التحول في مجال الطاقة، مشيرة إلى القرارات التي اتخذتها بعض الحكومات والشركات لإبطاء الاستغناء عن الوقود الأحفوري. ورفعت أوبك في التقرير أيضا توقعاتها للطلب على المدى المتوسط حتى عام 2028؛ إذ سيصل إلى 110.2 مليون برميل يوميا، ارتفاعا من 102 مليون برميل يوميا في 2023، وأرجعت هذا إلى الطلب القوي هذا العام رغم الظروف الاقتصادية المعاكسة مثل ارتفاع أسعار الفائدة.
كما توقعت أن يصل استخدام النفط في عام 2027 إلى 109 ملايين برميل يوميا، ارتفاعا من 106.9 مليون برميل يوميا في 2022. الفعلية لأهداف الانبعاثات الصفرية”.
وتبنت أوبك تحولا في عام 2020 عندما أضرت جائحة كوفيد – 19 بالطلب على النفط؛ إذ قالت: إن الاستهلاك سيتباطأ في نهاية المطاف بعد توقعات على مدى سنوات بأن الاستخدام سيظل في زيادة، وبدأت بعد ذلك رفع التوقعات مرة أخرى مع تعافي استخدام النفط.
وفي حين توقعت أوبك في تقرير عام 2022 أن يصل الطلب العالمي إلى مستوى مستقر بعد عام 2035، ترى المنظمة في أحدث تقرير أن استخدام النفط سيرتفع 1.6 مليون برميل يوميا أخرى في آخر عشر سنوات من فترة التوقعات، وتتوقع أوبك الآن أن يكون الطلب أعلى مما توقعته في عام 2019 قبل الجائحة.