تأثر النشاط العقاري في مصر منذ مطلع العام الجاري شأنه شأن بقية الأنشطة الاقتصادية الأخرى بالمتغيرات الجيوسياسية التى يمر بها العالم جراء الحرب الروسية الأوكرانية ، خاصة أن القطاع يضم الكثير من الصناعات التى تأثرت بتراجع قيمة الجنيه أمام الدولار ولكن من المرجح أن يستعيد القطاع العقاري عافيته خلال الفترة المقبلة من العام الجاري 2023.
وهناك مؤشرات عدة تشير إلى ذلك في طليعتها استمرار الدولة في قيادة النهضة العمرانية الشاملة، بما تملكه من إمكانيات وإشراك القطاع الخاص في هذه المشروعات الكبرى، مثل بناء مدن جديدة سواء سكنية لمحدودي ومتوسطي الدخل أو فاخرة مثل العلمين والجلالة ، وذلك في ظل بحث الناس عن أوجه الاستثمار والادخار الآمن لأموالهم.
كما تعكس الأرباح التي حققتها الشركات العقارية الكبرى المدرجة في البورصة بنهاية العام الماضي 2022 وكذلك بنهاية الربع الأول الأول من العام الجاري 2023 قدرة القطاع العقاري على التعافي وأن الطلب علي العقار في مصر مازال موجودا، والأسعار المرتفعة لن تؤثر علي نمو القطاع لأنها تخاطب شريحة معينة لديها ملاءة مالية، فضلا عن أن هذه الشركات معظمها يطرح الوحدات بالتقسيط علي مدد طويلة.
وتتبع شركات التطوير العقاري في مصر نظام البيع على الخارطة والذي بموجبه يطرح المطورون مشروعاتهم العقارية للبيع قبل البدء في تشييد وبناء الوحدات المطروحة مقابل سعر محدد بالجنيه المصري يتم سداده على أقساط. وعادة ما تستغرق فترة التنفيذ والتسليم ما بين 4 إلى 5 سنوات من تاريخ البيع. أما التحصيل فيكون بالجنيه المصري على أقساط قد تمتد إلى 8-10 سنوات في المتوسط، وهو ما يتيح للمطور التمويل الذاتي للمشروعات ولو بشكل جزئي.
لذلك قد يواجه المطورون عجز تمويلي لاستكمال المشروعات مما يدفعهم إما للتمويل عبر زيادة رأس المال أو الإقتراض أو توريق شيكات العملاء، وكلها حلول تلجأ لها شركات التطوير العقاري في مواجهة الأزمات. وسبق لمجلس الوزراء المصري أن أصدر في يونيو 2022 ضوابط بيع وحدات مشروعات التطوير العقاري لضمان حقوق المشترين” والتي تلزم المطورين باتباع مجموعة من الضوابط والمعايير للحد من مخاطر تأخر أو عدم تسليم المطورين للوحدات المباعة إلى العملاء.
ومن جهتها ترجح مؤسسة “فيتش سوليوشنز” للخدمات المالية أن صناديق الاستثمار العقارية ستصبح “فرس رهان” نهوض الاستثمار العقاري مرة أخرى في مصر، حال اكتمال الأطر التنظيمية المناسبة لها خلال الفترة المقبلة .