اهتزت ثروات مليارديرات العالم على مدار عام 2022 بفضل تذبذب أسواق الأسهم، ناهيك عن الحرب في أوروبا والتضخم. و بلغ إجمالي ما فقده المليارديرات نحو 1.9 تريليون دولار في عام 2022، مع انخفاض ثروتهم الجماعية من 13.8 تريليون دولار في يوم رأس السنة الجديدة، إلى 11.9 تريليون دولار في 9 ديسمبر الجاري . كما انخفض عدد المليارديرات من 2671 إلى 2523، إذ خرجت أسماء بارزة من أمثلة سام بانكمان فرايد، وكاني ويست، ومؤسس ريفيان.
وتكبد مليارديرات الولايات المتحددة الخسارة الأكبر هذا العام، التي بلغت 660 مليار دولار من الثروة الجماعية. فبالإضافة إلى الخسائر الفادحة التي تكبدها ماسك وأصحاب المليارات في مجال التكنولوجيا في البلاد، كان رواد الأعمال التالي ذكر أسمائهم، أصحاب أكبر الخسائر خلال العام وهم: فيل نايت، الشريك المؤسس لشركة نايكي (خسر 18.3 مليار دولار)، والرئيس السابق لشركة Estee Lauder ليونارد لودر (خسر 9.8 مليار دولار)، ومؤسس Rocket Mortgage دان غيلبرت (خسر 8.1 دولار مليار).
أما الصين، التي واجهت تحديات الإغلاق بسبب الجائحة والاحتجاجات المحلية وتراجع الطلب العالمي، فلم تكن أفضل حالًا بكثير، إذ انخفضت ثروات المليارديرات الصينيين المجمعة بنحو 620 مليار دولار، وكانت الخسارة الكبرى من نصيب مؤسس شركة علي بابا، جاك ما، (خسر 13.1 مليار دولار) ويقال إنه يعيش في اليابان بعد حملة الصين على التكنولوجيا، إضافة إلى وريث العقارات يانغ هويان (خسر 11.6 مليار دولار)، وقطب المياه المعبأة تشونغ شانشان (خسر 11.3 مليار دولار).
في حين تستمر الحرب مع أوكرانيا في التأثير في أثرياء روسيا، الذين تعرضوا للعقوبات وتأثروا بالحالة الاقتصادية المتعثرة، ما أدى إلى انخفاض جماعي في الثروات بنحو 150 مليار دولار.
كان الخاسر الأكبر في عام 2022 هو إيلون ماسك، ، إذ يأتي معظم صافي ثروته من شركة تيسلا لصناعة السيارات الكهربائية.
دفع المستثمرون سعر سهم تيسلا إلى الانخفاض بنسبة 60% حتى 20 ديسمبر من هذا العام، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المخاوف من أن ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة صناعة الصواريخ SpaceX أيضًا، ينفق الكثير من الوقت والمال على لعبته الأحدث تويتر، (يشغل أيضًا منصب رئيسها التنفيذي حتى الوقت الحالي).
خسر ماسك أكثر من 115 مليار دولار من ثروته في عام 2022، . وبينما بدأ العام كأغنى شخص على الكوكب بفارق ضخم بنحو 70 مليار دولار عن قطب السلع الفاخرة الفرنسي برنارد أرنو، خسر ماسك المركز الأول أمام أرنو في وقت سابق من هذا الشهر، واستمر صافي ثروته في الانخفاض.
أما مارك زوكربيرغ، فقد خسر 78 مليار دولار هذا العام، إذ انخفضت أسهم منصات ميتا، الشركة الأم لفيسبوك، بنسبة 66%.
كان الضرر الأكبر على مليارديرات قطاع التكنولوجيا البالغ عددهم 300 ملياردير أو نحو ذلك، والذين فقدوا مجتمعين أكثر من تريليون دولار في عام 2022. فبعد عامين حافلين ساعد خلالهما انتشار الجائحة وحماس المستثمرين في ارتفاع أسهم التكنولوجيا وتقييمات الشركات الناشئة، تراجعت الأمور مرة أخرى، وتقوم الشركات الآن بخفض التكاليف وتسريح العمال وسحب الاكتتابات العامة
تراجعت أسهم أمازون بنسبة 50% تقريبًا، ما تسبب في خسارة أكثر من 80 مليار دولار من صافي ثروة مؤسسها جيف بيزوس. وانخفض سهم ألفابت، الشركة الأم لغوغل، بنسبة 36%، متسببًا في خسارة أكثر من 40 مليار دولار لكل من ثروات المؤسسين لاري بيج وسيرجي برين.
تراجعت أسهم مايكروسوفت بنسبة 27% حتى 9 ديسمبر ، ما أثر في ثروات المؤسس المشارك بيل غيتس والرئيس التنفيذي السابق ستيف بالمر، إلا أن التناقص في ثروة غيتس كان صنيعة يده، فقد قدم هدية لمؤسسة بيل وميليندا غيتس قدرها 20 مليار دولار.