أعلنت حكومتا جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات الاحتفال بمرور 50 عامًا على تأسيس العلاقات المصرية الإماراتية عبر تنظيم احتفالية كبرى تحت شعار “مصر والإمارات قلب واحد”، تتضمن أجندة متنوعة من الفعاليات خلال الفترة ما بين 26 – 28 أكتوبر الجاري، تستضيفها القاهرة، بحضور وزراء من حكومتي البلدين، وأكثر من 1800 شخصية من كبار المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين والمثقفين والمبدعين والإعلاميين.
وأكدت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية أن إقامة الاحتفالية يعكس عمق العلاقات بين البلدين وحرص القيادة على تعميق هذه العلاقات القوية المتينة على مستوى الحكومتين والشعبين، مشيرة إلى توجيهات القيادة السياسية المصرية بتعميق التعاون مع دولة الإمارات في جميع المجالات، وعلى رأسها المجال الاقتصادي لاستغلال الفرص الواعدة للتعاون بين البلدين وتحقيق مصالح الشعبين وبناء نموذج يحتذى به على مستوى العلاقات العربية.
كما أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية حرص الدولة المصرية على استمرار الشراكة الاستراتيجية مع دولة الامارات، مشيرة إلى التعاون في مجال إنشاء مراكز الخدمات الحكومية المتميزة ومنها مركز خدمات مصر في أسوان ، وملف بناء القدرات الحكومية في مجالات تعزيز ثقافة الابتكار في العمل والتوجيهات الاستراتيجية لاستشراف المستقبل وكذلك استراتيجية الاتصال الحكومي ، والتعاون في جائزة مصر للتميز الحكومي على مدار السنوات الماضية .
وحول مجالات التعاون بين البلدين، أكدت السعيد الرغبة في فتح آفاق جديدة، مشيرة إلى التعاون الاستثماري بين البلدين في إطار صندوق مصر السيادي، حيث تأتي المنصة الاستراتيجية المشتركة بين صندوق مصر السيادي وشركة أبو ظبي القابضة ضمن أهم الفرص الواعدة للاستثمار المشترك، والتي تمت تحت مظلة البروتوكول الموقع في 2019 لضخ استثمارات مشتركة تصل إلى 20 مليار دولار لتنفيذ مشروعات اقتصادية وتنموية.
وقالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية إن هناك أكثر من عشرات الفرص استثمارية بين البلدين في قطاعات مختلفة تشمل قطاع الصحة والتصنيع الدوائي، التطوير العقاري، وقطاع الخدمات المالية والتحول الرقمي، وقطاع البنية الأساسية، والاتصالات، والزراعة والتصنيع الغذائي وغيرها، كما أن هناك فرص واعدة للتعاون المشترك بين البلدين في مجالات الاقتصاد الرقمي، ودمج البُعد البيئي والتحول إلى التعافي الأخضر، خاصة في ظل ما تفرضه جائحة كورونا من تغيّر في أولويات جميع الدول لإزالة المسافة، نتيجة التداعيات السلبية للجائحة على الممارسات الاقتصادية التقليدية بما يستدعي التحول إلى الاقتصاد الرقمي وتعزيز جهود التعافي الأخضر.
من جانبه أكد معالي محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء أن العلاقات المصرية الإماراتية تمثل نموذجاً متميزاً للعلاقات الثنائية بين الدول وهي علاقات قامت على التكامل وتعزيز المصالح المشتركة، ونسجت روابط الأخوة الراسخة بين البلدين قيادة وشعباً لتصبح بمثابة نموذج في العلاقات وانعكس صداها وأثرها في مختلف المجالات وعلى كافة مستويات التعاون.
وقال معاليه ” روابط الأخوة والصداقة الراسخة أرسى دعائمها الوالد المؤسس زايد مع مصر . . وتشهد اليوم تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد والرئيس عبدالفتاح السيسي مزيداً من الزخم والازدهار “.
كما أكد معاليه: ” مصر والإمارات قلب واحد . . شعار يترجم 5 عقود من الاعتزاز والشراكة الشاملة بين البلدين الشقيقين”.
وأضاف القرقاوي:” التعاون الاقتصادي يقود قاطرة العلاقات الراسخة بين البلدين . . فالإمارات أكبر مستثمر في مصر على مستوى العالم”.
كما وأكد معاليه ” هناك آفاقاً واعدة تنتظر العلاقات المصرية الإماراتية، تعود آثارها بالخير والازدهار على شعبي البلدين، وتنظيم هذه الاحتفالية المتميزة، هو بمثابة رسالة محبة وتقدير واعتزاز، واختيار شعار مصر والإمارات قلب واحد يترجم 5 عقود من المحبة والاعتزاز بروابط الأخوة وعلاقات التعاون والشراكة الشاملة بين البلدين الشقيقين”.
المنتدى الاقتصادي… وتعزيز آفاق التعاون بين البلدين
تضم أجندة الاحتفال العديد من الفعاليات التي سيتم تنظيمها خلال الفترة من 26-28 أكتوبر الجاري في القاهرة، وذلك من خلال إقامة منتدى اقتصادي خلال اليوم الأول، بحضور وزراء في حكومة البلدين، إلى جانب كبار المسؤولين في المجال الاقتصادي ورجال الأعمال والمهتمين بالشأن الاقتصادي في البلدين، حيث تقام فعاليات اليوم الأول واليوم الثاني من الأجندة بحضور أكثر من 1800 شخصية.
كما سيتم تنظيم حفل مميز “أم كلثوم في أبوظبي” والذي أحيته الفنانة في عام 1971 في إمارة أبوظبي، وإعادة إحيائه بطابع جديد واستثنائي ضمن أجندة الفعاليات.
ويركز المنتدى الاقتصادي ضمن اليوم الأول للأجندة على آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، وتعميق الالتزام بالعلاقة التاريخية المتميزة التي تربط بينهما، واستعراض أبرز المشاريع والفرص الاستثمارية في القطاعات الاستراتيجية التي تركز عليها جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات، كما يستعرض المنتدى قصص النجاح المتميزة للشركات المصرية والإماراتية، والنماذج الناجحة من الأعمال والمؤسسات المصرية والإماراتية المتميزة، في مجالات مختلفة، كما تتضمن فعاليات اليوم الأول كذلك تكريم عدد من الشخصيات التي أسهمت في ترسيخ العلاقات المصرية الإماراتية، وعكست تميزها في مختلف المجالات.
منتدى ثقافي وجلسات حوارية ونقاشية
تشهد أجندة الفعاليات في يومها الثاني إقامة المنتدى الثقافي ، والذي يعقد بمشاركة نخبة من المثقفين والإعلاميين والشخصيات البارزة في الدولتين، ويستعرض المنتدى أهم المحطات الرئيسة في العلاقة المصرية الإماراتية في مجال الإعلام والثقافة والفنون والتاريخ المشترك بين البلدين، كما يتخلل المنتدى سلسلة من الجلسات التي تتناول موضوعات مشتركة في التعاون الرياضي والإعلامي والثقافي، كما ويضم المنتدى كذلك سلسلة من الجلسات الحوارية والنقاشات مع عدد من الدبلوماسيين المصريين والإماراتيين، ونخبة من الإعلاميين من القطاع الحكومي والخاص في الدولتين.
التعاون الاقتصادي يقود قاطرة العلاقات المتميزة
ي
قود التعاون الاقتصادي الذي يستوعب العديد من القطاعات والمجالات الحيوية بين البلدين، قاطرة العلاقات المتميزة والراسخة بينهما، وهو تعاون يصل إلى مستوى الشراكة الاقتصادية التي تنعكس بدورها على العديد من المجالات الأخرى، وتعزز بشكل جوهري مختلف مسارات التنمية الشاملة في البلدين، وأصبحت تشهد تطوراً كبيراً ونوعياً في الشأن الاقتصادي، وكذلك نمواً ملحوظاً في التبادل التجاري، وزيادة كبيرة في حجم الاستثمارات المتبادلة.
فقد بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين مصر والإمارات خلال الفترة من يناير وحتى مايو 2022 أكثر من 11.8 مليار درهم، (ما يزيد عن 3.2 مليار دولار)، بنمو وصلت نسبته الى 11% مقارنة مع ذات الفترة من العام الماضي، فيما بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2021 ما قيمته 10.6 مليار درهم (ما يعادل نحو 2.9 مليار دولار).
ووصلت التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين خلال العام 2021 إلى قرابة 27.7 مليار درهم، (ما يزيد عن 7.5 مليار دولار)، بنسبة نمو تصل إلى 7.4% بالمقارنة مع العام 2020.، كما تقدر قيمة الاستثمارات الصادرة من دولة الإمارات إلى مصر خلال الفترة من العام 2003 وحتى العام 2019، بحوالي 30 مليار دولار أمريكي (110 مليارات درهم).
وتعد دولة الإمارات أكبر مستثمر عربي في مصر والثالثة عالمياً على الصعيد العالمي، برصيد استثمارات تراكمي يزيد عن 28 مليار دولار أمريكي (102 مليار درهم)، منها استثمارات مباشرة بقيمة 9 مليار دولار ، وبعدد أكثر من 1300 شركة إماراتية في مصر ضمن مشاريع واستثمارات تشمل مختلف قطاعات الجملة والتجزئة، والنقل والتخزين والخدمات اللوجستية، والقطاع المالي وأنشطة التأمين، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعقارات والبناء، والسياحة، والزراعة والأمن الغذائي، فيما تستثمر الشركات المصرية أكثر من 4 مليارات درهم في الإمارات (ما يعادل نحو 1.1 مليار دولار)، وتشمل مشاريعها كذلك القطاع العقاري والمالي والإنشاءات وتجارة الجملة والتجزئة.
الثقافة والإعلام يعكسان متانة الروابط التاريخية
يُعد التعاون الثقافي والإعلامي أحد أكثر المجالات قوة وتأثيراً في تطوير العلاقات بين البلدين، حيث مثَّل انعكاساً مباشراً للقيم المشتركة والروابط التاريخية وأواصر الأخوة والصداقة الراسخة بين البلدين.
ويقوم الإعلام في البلدين بدور أساسي في ترسيخ وتقوية العلاقات ودعم مسيرة تطورها وإبراز المنجز التنموي والثقافي بجمهورية مصر العربية ودولة الإمارات، حيث ترتبط الدولتان ببروتوكول تعاون إعلامي منذ عام 1988 لتعميق وتطوير ودفع التعاون الإعلامي بينهما.
وتتبادل الدولتان العلاقات الثقافية والإبداعية على كافة الأصعدة، بما يشمل الفرق الفنية أو المشاركة في معارض الكتب، وتبادل الزيارات رفيعة المستوى بينهما في المجال الثقافي، كما تحرص دولة الإمارات على دعم العديد من المشاريع والمبادرات الثقافية بمصر، ومنها مشروع تطوير مكتبة الإسكندرية عبر تقديم 21 مليون دولار، لتصبح على ما هي عليه اليوم، فيما شهدت العلاقات المصرية الإماراتية، توقيع 18 اتفاقية ثقافية بين مكتبة الإسكندرية في مصر ومؤسسات إماراتية.