أسهم قطاع السفر والسياحة بمنطقة الشرق الأوسط في عام 2022 بأكثر من 327 مليار دولار، أي أقل بنسبة 25.3% من ذروة عام 2019. ,من المرجح أن تصل مساهمة قطاع السفر والسياحة في الشرق الأوسط إلى 413.2 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي بحلول نهاية العام الجاري 2023، وفقا للبيانات الصادرة عن المجلس العالمي للسفر والسياحة , و وظّف القطاع أكثر من 6.8 مليون شخص في جميع أنحاء المنطقة العام الماضي، بزيادة قدرها 865 ألفاً على العام السابق، ولكن لا يزال هذا القطاع متأخراً بنسبة 8.7 % عن ذروة 2019.
يتأثر قطاع السفر اليوم بمجموعة كبيرة من التوجهات القوية التي ستقود مستقبل القطاع، ابتداءً من التقنيات الناشئة وصولاً إلى التوجهات الاجتماعية والاقتصادية. ولمواكبة هذا التطور المتسارع، يجب على شركات الطيران والمطارات الاستعداد منذ الآن. ولتسليط الضوء على ذلك، وهناك 6 مجالات أو عوامل يمكن من خلالها مواكبة هذه التوجهات الكبرى ، وهي :
دمج الأنظمة اللوجستية والتشغيلية
يُعدّ النقل متعدد الوسائط هو مستقبل السفر، والذي يشمل التعاون بين قطاعات السفر المختلفة مثل الطيران والقطارات والنقل البحري. فمن خلال دمج الأنظمة اللوجستية والتشغيلية، يمكن توفير تجربة سفر سلسة مع توفير معلومات آنية حول الرحلة. ويعتبر السفر الرقمي متعدد الوسائط حاجة ضرورية لحجز الرحلات وتتبعها عبر وسائط النقل المختلفة، مما يوفر على المسافرين عناء إدارة الأمتعة والتحقق من بياناتهم مرات عدة عند مختلف النقاط.
أتمتة عمليات المطار
أدى التغير في ثقافة العمل وارتفاع أعداد المستقيلين من وظائفهم إلى انخفاض القوى العاملة في قطاع السفر، وخاصة خلال فترة تفشي جائحة كوفيد 19. وبدأت تظهر آثار هذا الانخفاض بشكل واضح مع بدء تعافي بشكل أسرع من المتوقع، كما أن زيادة معدل دوران الموظفين أدى إلى حدوث انخفاض في مستويات الكفاءة. ولمعالجة هذا النقص في اليد العاملة، يجب على المطارات أن تستثمر في أدوات تحسين المهارات، مثل تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز والواقع الافتراضي للتدريب ومنصات إدارة العمليات المتطورة لمعالجة نقص الموظفين.
الحلول الرقمية
أصبح مفهوم السفر الرقمي من أبرز التوجهات التي تشهد اهتماماً من قبل جيل الألفية والأجيال الشابة، الذين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأدوات والحلول الرقمية التي تجعل من تجربة سفرهم أكثر راحة وكفاءة. وتُعدّ تقنيات المقاييس الحيوية (البيومترية) والهوية الرقمية من العناصر الرئيسة في مفهوم السفر الرقمي، و التي تمكن المسافرين من استخدام وجوههم كجواز سفر وبطاقة الصعود إلى الطائرة، إضافة إلى إمكانية استخدام هواتفهم المحمولة كأجهزة تحكم عن بعد في تجربة سفرهم. وتُعدّ سياسات وممارسات مراقبة الحدود من بين مجالات التركيز الرئيسة. لذا تعمل الحكومات على وضع معايير قبول الهوية الرقمية والبيانات البيومترية، ولكن يجب تطوير وتطبيق هذه المعايير بالتنسيق مع بقية أنظمة معالجة البيانات لدى شركات الطيران والمطارات. وهذا يشمل تطوير مرافق الخدمة الذاتية للمسافرين،
تقنيات المطارات الذكية
أصبح مفهوم الهيكل التنظيمي المسطح (Flattened Organizational Structure) في المطارات شائعاً أكثر بفضل اعتماد تقنيات المطارات الذكية، إذ تستخدم هذه التقنيات أنظمة إدارة الموارد والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحسين جدولة العمليات وتوفير منظومة رقمية تُحسن من الاتصال عبر جميع العلميات الأرضية. ومن خلال اعتماد هذا المفهوم، يتم رفع مستوى المسؤوليات للموظفين، وتحسين التواصل والتنسيق فيما بينهم والحد من العمليات التي تتطلب اتباع نظام إداري متعدد المستويات وبالتالي توفير المزيد من الوقت والجهد، وتحسين كفاءة عمليات اتخاذ القرار والحد من التكاليف. وللاستفادة من مزايا هذا النهج بالكامل
تقنية البلوكشين
توفر تقنية البلوكشين وسيلة آمنة وشفافة لتخزين ومشاركة المعلومات حول البضائع وحركتها، مما يوفر طريقة آمنة لتتبع التخليص الجمركي ومعالجة الرمز الخاص بالنظام الموحد HS. ويعتمد قطاع النقل الجوي حالياً على أنظمة التتبع اليدوية والورقية لقطع الغيار التي تحمل أرقام تسلسلية.. ووفقاً لتقديرات شركة “برايس ووتر هاوس كوبرز”، إن استخدام تقنيات البلوكشين من شأنه أن يحد من التكاليف العالمية في مجال صيانة وإصلاح وعمرة الطائرات بنسبة 5% أو 3.5 مليار دولار.
تسريع عمليات نقل الركاب
يعد النقل الجوي في المناطق الحضرية من الحلول التي تهدف إلى تسريع عمليات نقل الركاب للمطارات وشركات الطيران. ويعمل هذا النوع من الرحلات ضمن المجال الجوي الخاص به، والذي يعتبر حلاً مُكملاً للرحلات الجوية الطويلة، كما يوفر تجربة سفر سلسة تنسجم مع جداول رحلات المطارات. ويتطلب التطبيق الناجح لخدمات النقل الجوي في المناطق الحضرية إنشاء منظومة متكاملة للطيران على الأرض وفي الجو، إذ يعتبر وجود تعاون بين أصحاب المصلحة في إدارة الحركة الجوية والبنية التحتية والعمليات حاجة ضرورية لتطوير مثل هذه المنظومة. ويمكن للرحلات الجوية في المناطق الحضرية الاستفادة من البيانات الآنية لرحلات المطار لتحسين جدول الرحلات وتقليل أوقات الانتظار.