في أسرع وتيرة تراجع لها منذ ما يزيد عن 20 سنة، مُنيت الحواسيب الشخصية، بانخفاض كبير في صادراتها ناهز 19.5%، بصرف النظر عن العروض الترويجية الخاصة بالعودة للمدارس، التي لم تنجح في الدفع بعجلة المبيعات.
وتراجع الطلب، على هذه الأجهزة، بعد انتعاش المبيعات في فترة انتشار وباء كوفيد19، التي أعقبها بطء إنفاق المستهلك في قطاع الالكترونيات. وتراجعت صادرات الحواسيب الشخصية خلال الربع الثالث، بنسبة قدرها 19.5%، بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، في إشارة لأكثر عمليات التراجع حدة على مدى ما يزيد عن عقدين. وبلغت صادرات شركات صناعة هذه الأجهزة على الصعيد العالمي، 68 مليون وحدة خلال أخر ربع من العام الجاري، بتراجع عن 84.5 مليون تم تصديرها في ذات الفترة من العام 2021، بحسب وول ستريت جورنال.
ووفقاً للمحلل الاستراتيجي ميكاكو كيتاجاوا، من مؤسسة جارتنر البحثية، تمر سوق الحواسيب الشخصية، بمرحلة تاريخية من التراجع في صادراتها خلال هذا الربع من السنة. وبينما هدأت الاضطرابات التي كانت تعاني منها سلاسل التوريد العالمية، تحول تراكم الإنتاج، لمشكلة كبيرة في ظل ضعف الطلب على الأجهزة، على صعيد سوقي القطاعين العام والخاص.
ونتج عن تراكم ناقلات الحاويات، من نيويورك إلى هيوستن، امتداد الصعوبات إلى سلاسل التوريد الأميركية، التي تعاني هي الأخرى بالفعل. كما أن المبيعات التي تصادف موسم العودة للمدارس، لم تكن بمستوى التطلعات، بصرف النظر عن حملات الترويج وخفض الأسعار، التي تهدف لإنعاش المبيعات. ونجم عن بطء نمو الاقتصاد العالمي أيضاً، توخي قطاع الأعمال، للمزيد من الحذر فيما يتعلق بقرارات الإنفاق.
وعانت سوق الحواسيب الشخصية في أميركا، من تراجع قدره 17.3%، خلال الربع الثالث من العام الجاري، مدفوعاً بانخفاض في مبيعات الكمبيوتر المحمول، بحسب مؤسسة جارتنر البحثية.
وعلى صعيد آخر، قالت مؤسسة إنترناشونال داتا، العاملة في مجال جمع البيانات، إن الصادرات العالمية من أجهزة الحواسيب الشخصية، تراجعت بنسبة قدرها 15% خلال الربع الثالث، إلى 74.3 مليون وحدة، رغم أنها ظلت فوق مستويات ما قبل اندلاع وباء كوفيد19.
وتمكن القطاع، من تحقيق أرباح كبيرة، مستفيداً من انتعاش مبيعات الأجهزة الإلكترونية، بفضل إقبال الأسر والأعمال، على شراء الحواسيب الشخصية، لحاجة العمل عن بُعد وتلقي الطلاب لدروسهم من المنازل. لكن ليس من السهل على المستهلك، العودة لمثل هذه المستويات قريباً، لإحجامه عن الإنفاق، في ظل ارتفاع معدلات التضخم وبروز ظروف أخرى تتعلق بالاقتصاد ككل.
حذرت شركات كبيرة تعمل في صناعة الحواسيب الشخصية مثل، أتش بي وديل تكنولوجيز، من تراجع طلب المستهلك خلال الأشهر القليلة الماضية، ومن التأثير الذي طال سلاسل التوريد.
وفي غضون ذلك، قلصت أدفانس للأجهزة الدقيقة، الشركة المتخصصة في صناعة الرقاقات الالكترونية، من توقعاتها للربع الثالث، بوضعها في الاعتبار، تدني طلب الحواسيب الشخصية، التي تستخدم هذه الرقاقات، أكثر مما كان متوقعاً. وتتوقع الشركة، مبيعات بنحو 5.6 مليار دولار لذلك الربع، وذلك بأقل من توقعاتها السابقة، بنحو 1.1 مليار دولار.