أعلنت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، عن سعي الاتحاد الأوروبي لإعادة التوازن في العلاقات الاقتصادية مع الصين، مطالبة بكين بتسهيل دخول الشركات الأوروبية إلى سوقها، وتخفيفها القيود على صادرات المعادن النادرة خلال قمة ستُعقد هذا الشهر.
وقالت فون دير لاين، في كلمة أمام البرلمان الأوروبي، إن أبرز المواضيع التي ستُطرح في المباحثات مع الزعيم الصيني شي جينبينغ قلق الاتحاد الأوروبي من فائض الإنتاج في الصين، بالإضافة إلى دعم بكين لمجهود الحرب الروسية في أوكرانيا، لافتة إلى تحقيق بكين أكبر فائض تجاري “في تاريخ البشرية” حيث تصدر كميات هائلة من السلع إلى الاتحاد الأوروبي، في حين تعيق الشركات الأوروبية من ممارسة أنشطتها في السوق الصينية.
وأضافت “إذا أردنا لشراكتنا أن تتقدم، يجب أن نحقق إعادة توازن حقيقية ونقلّص مكامن الخلل في السوق ونحدّ من فائض المنتجات التي تصدرها الصين، مع ضمان وصول عادل ومتبادل للشركات الأوروبية إلى السوق”، مشددة على أنه لا يمكن للصين الاعتماد على الصادرات لحل مشاكلها الاقتصادية الداخلية، ويجب معالجة فائض الإنتاج من جذوره ولا يجوز ببساطة تصديره إلى الأسواق العالمية.
كما أكدت، المسؤولة الأوروبية التي ستزور بكين برفقة أنتونيو كوستا رئيس المجلس الأوروبي، سعي المفوضية الأوروبية إلى تخفيف قيود التصدير على المعادن النادرة بينما تواصل بروكسل جهودها لتطوير مصادر بديلة للإمدادات، منوهة إلى مساهمة الصين بشكل فعلي في دعم اقتصاد الحرب الروسي، “وهذا أمر لا يمكننا قبوله، وسيكون موقف الصين من حرب بوتين عاملا حاسما في مستقبل علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي”.
وتسعى الصين إلى تحسين علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي لتشكل ثقلا موازيا للولايات المتحدة، غير أن التوترات العميقة لا تزال قائمة في العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، علما أن التجارة بين الصين والاتحاد الأوروبي سجلت عجزا بقيمة 357 مليار دولار في عام 2024.
وتخشى بروكسل أن يؤدي فائض الإنتاج المدفوع بدعم حكومي واسع، إلى تفاقم هذا العجز مع تدفق كميات كبيرة من السلع الصينية الرخيصة التي قد تضرّ بالمصانع والشركات الأوروبية، حيث أثارت هذه القيود قلق الشركات العالمية إذ تمثل الصين نحو ثلثي إنتاج التعدين العالمي للمعادن النادرة و92% من الإنتاج العالمي المكرر.
ومن المقرر أن تُعقد قمة بين الاتحاد الأوروبي والصين يومي 24 و25 يوليو الجاري للاحتفال بالذكرى الخمسين لعلاقاتهما الدبلوماسية.