لم تعد حدود كوكب الأرض تكفي للمنافسة المشتعلة بين مليارديرات العالم لجمع مزيد من الثروات فاتجهوا للبحث عن فرص استثمارية في الفضاء والكواكب الأخرى، وفي طليعتهم إيلون ماسك، وجيف بيزوس، وريتشارد برانسون حيث قطعوا خطوات كبيرة في هذا المجال وهناك شركات ناشئة دخلت المجال بأفكار جريئة ، وتقدر حجم الاستثمارات بقطاع الفضاء بنحو 432 مليار دولار، وفقاً لبيانات وكالة الفضاء الأوروبية، ومن المتوقع أن يرتفع إلى نحو تريليون دولار بحلول عام 2030 ، في ظل وجود العديد من الفرص الاستثمارية المتنوعة في مجالات إطلاق الأقمار الاصطناعية ورحلات رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية، واستكشاف الكواكب.
جمعت شركات استكشاف الفضاء 20.1 مليار دولار من الاستثمارات الخاصة العام الماضي، كما تم تم ضح استثمارات بقيمة 4.7 مليار دولار في 85 شركة في الربع الرابع من عام 2022، وبلغ إجمالي قيمة الاستثمارات العالمية في مجال استكشاف الفضاء منذ عام 2013 ، نحو 272.3 مليار دولار، حيث تم ضخ هذا المبلغ في 1791 شركة مختلفة.
يشمل اقتصاد الفضاء عالمياً، على عدة مجالات أهمها: التنقيب عن المعادن في الفضاء والمحطات الفضائية وشركات الفضاء والاستدامة وإعادة التدوير في الفضاء.
وشهد العالم مؤخراً، توجهاً متزايداً نحو دعم إطلاق الشركات الناشئة المتخصصة في القطاع، ففي العام الماضي تم إطلاق صندوق قيمته 1.1 مليار دولار من قبل الاتحاد الأوروبي، لدعم الشركات الناشئة في قطاع الفضاء، بهدف تعزيز القدرات التنافسية لقطاع الفضاء، وتطوير التقنيات المستخدمة.
تعد”سبيس إكس”، التي يقع مقرها في هوثورن في كاليفورنيا، والمملوكة لرئيس شركة “تسلا” إيلون ماسك من أكبر الشركات في سوق الإنطلاق التجاري إلى الفضاء. حيث ترسل الشركة حمولات إلى المدار لعملاء القطاع الخاص والإدارة الوطنية الأميركية للملاحة الجوية والفضاء، والوكالات الحكومية الأخرى. كما أنها تنقل رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية التابعة لوكالة “ناسا”، وأدارت أول مهمة سياحة فضائية خاصة للمدنيين للدوران حول الأرض.
تأسست شركة “سبيس إكس” قبل 21 عاماً، تحديداً في عام 2002، بهدف إنشاء تجمعات من الأقمار الصناعية لتوفير خدمات الإنترنت عالي السرعة على مستوى العالم، وإطلاق المهام إلى محطة الفضاء الدولية، إضافة إلى تعزيز المنظومة العامة لاستكشاف الفضاء.
تبلغ القيمة السوقية لشركة “سبيس إكس” نحو 137 مليار دولار . وتمكنت الشركة العام الماضي من جمع أكثر من ملياري دولار في عام 2022، ضمن جولات التمويل التي قامت بها، بما يعكس النمو العام للاقتصاد الفضائي حول العالم، ووجود التوجهات العالمية نحو تعزيز الاستثمارات في القطاع.
شهدت السنوات الأخيرة منافسة دولية بين الصين وروسيا والهند والولايات المتحدة نحو التسلح الفضائي بمجال إنتاج واختبار واستخدام الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية خلال السنوات الأخيرة، ورفعت الهند إجمالي إنفاقها على الفضاء 36 في المائة، والصين بنحو 23 في المائة وضخت الولايات المتحدة استثمارات بزيادة قدرها 18 في المائة، وبما يعادل 12 في المائة من الإنفاق العالمي على الفضاء. بينما أعلنت وكالة “ناسا” الأميركية أواخر يناير الماضي العمل مع وزارة الدفاع (البنتاغون) لتطوير صواريخ تعمل بالطاقة النووية استعداداً لمهمات مأهولة لاستكشاف المريخ.