قفزت ثروة الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، إلى نحو 2.9 مليار دولار مطلع مايو الجاري ، وهو يمتلك مجموعة “فيرجن” العالمية Virgin Group التي تضم حاليا أكثر من 400 شركة. وكانت قبل نحو 50 عاما مجرد متجر تسجيلات صغير .
وينصح برانسون رواد الأعمال دوما قائلا: “إذا لم تؤمن بمؤسستك فلماذا سيؤمن بها الآخرون إذاً؟”، ويؤكد برانسون إن إيمانك بأهدافك ومؤسستك يحققان الفرق بين النجاح والفشل. ويطالب برانسون مدارس وجامعات العالم الحديث بضرورة تدريب الطلاب على مهارات يحتاجونها بشكل عاجل لكي ينخرطوا بنجاح في سوق العمل سريعاً، ومن بين المهارات التي يوصي بها حل المشكلات والابتكار وإطلاق العنان للخيال لا سيما في عصر الذكاء الاصطناعي .
ولد ريتشارد برانسون في بلاكهيث بلندن في 18 يوليو 1950، وكان والده محامياً، والتحق برانسون بالمدرسة وكان يعاني من عسر القراءة، ولم يتفوق برانسون في الدراسة وكان مهتمًا أكثر بالأنشطة الأخرى مثل كرة القدم والكريكيت، وفي سن الخامسة عشرة، بدأ في تجربة أولى مشاريعه التجارية، والتي تضمنت محاولة زراعة الأشجار وتربية الطيور.
قرر برانسون ترك المدرسة .. ويومها أبلغه مديرها قائلاً: “سوف ينتهي بك الأمر إما في السجن أو ستصبح مليونيراً”. وصدقت نبوءة مدير المدرسة، فلم يزج بـ”برانسون” البالغ من العمر 73 عاماً في السجن، لكنه أصبح مليارديرا .
بدأ برانسون أول عمل تجاري ناجح وكان عمره آنذاك 16 سنة ، حيث أطلق مجلة عن ثقافة الشباب بعنوان “الطالب”، وتمكن من جذب إعلانات مهمة من الشركات التي ترغب في الاستفادة من سوق الطلاب، ما مكنه من توزيع أول 50 ألف نسخة مجانًا.
ثم أنشأ برانسون شركة لتسجيل الطلبات بالبريد تسمى “فيرجن” لدعم مجلة الطلاب. و كان لاختيار اسم “فيرجن” قصة مميزت، حيث تم اقتراح الاسم من قبل أحد عمال برانسون، الذي اقترح الفكرة لأنهم كانوا جميعًا جددًا في مجال الأعمال، وقال برانسون في وقت لاحق إنه دخل في العمل بسبب الصدفة، وليس لكسب المال، فكان مسمى “فيرجن” بمعنى “بكر”، مناسبا لهذه الشركة الجديدة الناشئة.
وتمكن برانسون من الحصول على متجر تسجيلات في شارع أكسفورد بلندن عن طريق ما حققه من أرباح من مجلته، وحققت شركة “فيرجن ريكوردز” نموًا جيدًا، ورغم ذلك تعرض برانسون في بداية تأسيس الشركة لعقبات مادية، دفعت والدته في مرحلة ما لرهن منزلها لتقديم الدعم المادي لشركته.
ومع توسع أعمال التسجيلات، أنشأ برانسون علامة التسجيل الخاصة به، “فيرجن ميوزيك” مع “نيك باول”، في عام 1972، وخلال عام، سجل فنانه الأول، مايك أولدفيلد، ألبوم “Tubular Bells” وحقق نجاحًا ساحقًا، ما ساعد برانسون على تسجيل ألبومات لأفضل الفرق الموسيقية في ذلك العصر.
تشمل المشاريع التجارية الكبيرة الأخرى لمجموعة فيرجن، “فيرجن موبايل” التي بدأت في عام 1999، بجانب التعاون مع السكك الحديدية البريطانية من خلال شركة القطارات “فيرجن” في عام 1993، وفي عام 2007، أنشأ شركة “فيرجن موني”، وشملت المشاريع الأقل نجاحًا شركة “فيرجن كولا” و”فيرجين فودكا”.
سبق وأعلن الملياردير البريطاني السير ريتشارد برانسون أنه يحلم بالوصول إلى حافة الفضاء عام 2021 وتمكن من فعل ذلك على متن مركبة تابعة لشركة “فيرجن غالاكتيك”. وحلق رجل الأعمال فوق نيومكسيكو في الولايات المتحدة في المركبة التي عملت شركته على تطويرها على مدى 17 عاما. وقال إن الرحلة كانت بمثابة “تجربة عمر” بالنسبة له. ومن بعدها ارتفع حجم استثماراته في مجال السياحة الفضائية