تعد مصر سوق واعد وكبير في منطقة الشرق الأوسط بمجال تكنولوجيا الاتصالات حيث يصل عدد مستخدمي الهاتف المحمول فيه إلى 100 مليون مشترك بالإضافة إلى الانترنت الموبايل، وتقدر حجم استثمارات سوق الهواتف الذكية. فى مصر بنحو 100 مليار جنيه سنويا ويصل إجمالى قيمة المبيعات للهواتف الذكية لنحو 40 مليار جنيه سنويا.
وهو ما دفع بعدد من الشركات العالمية المتخصصة في صناعة الهواتف الذكية لتغيير رؤيتها للسوق المصري من سوق استهلاكي إلى مركز تصنيع وقاعدة تصديرية، وخلال العام الجاري تم الإعلان عن إنشاء 3 مصانع للهواتف الذكية لعلامات تجارية عالمية، فضلا عن مصنع سامسونج للحاسبات اللوحية الذي تم الإعلان عنه العام الماضي.
الخدمات الرقمية
من جهته قال المهندس إيهاب سعيد رئيس مجلس إدارة الشعبة العامة للاتصالات والمدفوعات الإلكترونية والخدمات المالية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن القيادة السياسية نجحت فى تحويل مصر إلى مركز اقليمى لإنتاج وتصنيع وتصدير الخدمات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا مثمنا جهود الدولة فى دعوة الشركات العالمية لتواجد فى مصر والتصنيع المحلى وتوطين الصناعة وهذا ما ظهر جليا فى توجيهاته المستمرة للحكومة بذلك بالإضافة إلى رعايته وتبنيه للمبادرة الرئاسية “مصر تصنع الالكترونيات “. وأضاف رئيس الشعبة، أن الحوافز الاستثمارية غير المسبوقة والإعفاءات الضريبية والجمركية على مكونات الإنتاج والمواد الخام دفعت بالشركات العالمية لتدشين مصانع لها على ارض مصر، ما يؤدى إلى توفير فرص عمل مباشرة للعمالة المدربة والتي أهلتها وزارة الاتصالات بعد خلق جيل جديد من الشباب المصرى الواعد.
مبيعات الهواتف
يذكر أن مبيعات الهواتف الذكية في مصر كانت قد سجلت أكثر من 15 مليون هاتف في 2021 بحسب مؤسسة الأبحاث GFK، وذلك مقارنة بـ 13.3 مليون هاتف في عام 2020. وتراجعت قيمة واردات مصر من واردات هواتف المحمول بنسبة 50.7%، لتصل إلى 299.1 مليون دولار خلال أول 4 أشهر من العام الحالى، مقابل 607 مليون دولار في الفترة المقارنة من العام السابق.
وخلال 3 أشهر تقريبا من العام الجاري “يوليو وأغسطس وسبتمبر”، أعلنت ثلاث علامات تجارية عالمية عن اعتزامها تصنيع منتجاتها محليا في مصر، بداية من شركة فيفو الصينية احدى شركات مجموعة بي بي كيه الصينية، والتي دشنت مصنعها على مساحة 11 ألف متر بالعاشر من رمضان باستثمارات 20 مليون دولار وتزيد لنحو 30 مليون دولار خلال عام، وبطاقة إنتاجية تقترب من 2 مليون هاتف.
وفي أغسطس أعلنت شركة اتصال للصناعات المتطورة EAI عن اتفاقها مع شركة اتش ام دي المالكة للعلامة التجارية العتيقة “نوكيا” لتصنيع نحو مليون هاتف سنويا في السوق المصري. وقالت مصادر قريبة الصلة بالمصنع الواقع بمدينة السادس من أكتوبر، إن الشركة تخطط لتصنيع أجهزة واحدة من العلامات التجارية الأخرى خلال الفترة المقبلة ولاسيما أن الطاقة الإنتاجية للمصنع تصل الى 2 مليون هاتف سنويا وتخطط الشركة لزيادتها لـ 10 مليون هاتف خلال السنوات المقبلة.
صنع في مصر
وتخطط الشركة للعمل على تغطية السوق المصري خلال العام الأول من تشغيل المصنع فيما تبدأ تصدير منتجاتها للأسواق المجاورة ولاسيما للدول الأفريقية بداية من العام الثاني للتشغيل. وبحسب المصادر فإن أول أجهزة تنُنتج من المصنع منقوشة بشعار “صنع في مصر” بنهاية الشهر الجاري أو الشهر المقبل على أقصى تقدير.
وفي سبتمبر الجاري ومنذ عدة أيام، أعلنت شركة أوبو الصينية وهي ايضا احدى الشركات التابعة لمجموعة بي بي كيه الصينية عن نيتها إنشاء مصنع للموبايل في مصر باستثمارات 30 مليون دولار وبطاقة إنتاجية 4.5 مليون هاتف سنويا، وبذلك يكون مصنع الشركة في مصر هو واحد من ضمن 10 مصانع تابعين للشركة حول العالم. وتنوي الشركة اتخاذ مصنعها بمصر محورا إقليميا للتصنيع والتصدير للأسواق العربية والأفريقية.
توفير فرص عمل
من المرجح أن تبدأ الشركة الإنتاج الفعلي من خلال المصنع العام المقبل ما يوفر نحو 900 فرصة عمل مباشرة. وبحسب مصدر بالشركة فإنه سيتم اختيار موقع المصنع الجديد خلال الشهر الجاري، وتفاضل الشركة الآن بين أكثر من موقع بالمناطق الصناعية منها مدينة العاشر من رمضان. يذكر ان شركة أنفينكس الصينية تقوم بتصنيع هواتف سلسلتي SMART و HOT على خطوط إنتاج الشركة بمصنع سيكو في أسيوط والتي تمثل حوالي 80% من مبيعات انفينكس في السوق المصري.
كما أنشئت شركة سامسونج مصنع لأجهزة الحاسبات اللوحية في مجمعها الصناعي بمدينة بني سويف باستثمارات تقدر بـ 500 مليون جنيه. كذلك تدرس عدد من الشركات الأخرى تصنيع أجهزتها الذكية بمصر وعلى رأسهم شركة ريلمي التابعة لمجموعة بي بي كيه الصينية.