هنأ الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، المرشح المصري الدكتور خالد العناني، بفوزه بمنصب المدير العام الجديد لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بعد تصويت المجلس التنفيذي للمنظمة مساء اليوم بمقرها في العاصمة الفرنسية باريس.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن هذا الفوز التاريخي يُمثل نصراً جديداً لمصر في مُعترك المُنظمات الأممية الدولية، وبرهانا جديدا على الثقة الكبيرة في قدرة الخبرات الوطنية وسط الدوائر العربية والإقليمية والدولية، واليقين في قدرتها على إحراز الإنجازات وتحقيق الفارق.
وأعرب رئيس الوزراء عن خالص أمنياته القلبية لزميله الدكتور خالد العناني بالتوفيق في مهام منصبه الأممي الرفيع، مؤكداً أنه يكلل مسيرته الوطنية المُشرفة في مختلف الأدوار والمسئوليات التي تولاها واضطلع بها بضمير وطني، وقلبٍ مخلص، وعقل واعٍ مستنير، لعل آخرها مهمته وزيراً سابقاً للسياحة والآثار في مصر، البلد الذي يمثل أيقونة خالدة لا يخفت بريقها في مسيرة الحضارة والتراث الإنساني، حيث حقق خلال هذه المهمة إنجازات واضحة، وترك بصمات ملموسة.
وعبر الدكتور مصطفى مدبولي عن ثقته البالغة في أن تولي الدكتور خالد العناني مسئولية هذه المُنظمة الأممية الرفيعة، سيمثل نقطة مضيئة وعلامة فارقة في مسيرتها ودورها الإنساني، سعياً لتحقيق أهدافها في حماية التراث الإنساني وصونه، وتعزيز محاور التنمية المستدامة انطلاقاً من رعاية الإنسان ودعم حقوقه في الحياة والتعلم والمعرفة، إلى جانب تكريس الحق في المعرفة وحماية حقوق الوعي والإبداع في العالم أجمع.
وقال مدبولى: زاملت الدكتور خالد العنانى على مدى سنوات طويلة، كان فيها نموذجا للمسئول، الذى يؤدي عمله بحرفية وإتقان، وراهنّا عليه فى اقتناص هذا المنصب الرفيع، ومصر كسبت الرهان، والمنظمة الدولية كسبت مديرا يليق بمكانتها.
ووجه رئيس الوزراء الشكر لجميع فرق العمل وأعضاء الحملة الانتخابية التى ساندت مرشحنا المصري، وخصّ بالذكر رجال الدبلوماسية المصرية، الذين بذلوا جهدا غير مسبوق فى سبيل تحقيق هذا الهدف.
يعتبر الدكتور خالد العنانى أول مصري وعربي وثاني إفريقي يتولى منصب مدير عام منظمة اليونسكو في انجاز تاريخي يعكس الرصيد والثقل الدولي للسياسة الخارجية المصرية في هذا التوقيت الدقيق من تاريخ المنطقة والعالم تحت قيادة وبدعم كامل من السيد رئيس الجمهورية.
وقد قامت ٥٥ دولة من إجمالي ٥٧ دولة عضو في المجلس التنفيذي بانتخاب الدكتور خالد العنانى، وهو أكبر عدد اصوات يحصل عليه مرشح لمنصب مدير عام المنظمة في انتخابات تنافسية منذ تأسيسها عام ١٩٤٥، مما يؤكد الثقة الكبيرة التي توليها الدول الأعضاء للدبلوماسية المصرية وللمرشح المصري وكفاءته وجدارته لهذا المنصب واسهاماته الثقافية ورؤيته الشاملة لعمل المنظمة.
جاءت نتيجة التصويت اليوم تتويجاً لجهود حملة انتخابية موسعة قادتها وزارة الخارجية على مدار ٣٠ شهراً بتوجيه من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان نصب اعينها فيها تحقيق هذا الإنجاز التاريخي للشعب المصري العظيم الذي صنع حضارة فريدة منذ فجر التاريخ ويستحق ان يتولي احد أبنائه المتفردين رئاسة اكبر منظمة دولية معنية بالتراث الإنسانى. ويضاف هذا الإنجاز العظيم الي سلسلة من الإنجازات حيث سبق ذلك تولي دبلوماسيين ومتخصصين مصريين مناصب قيادية في المنظمات الدولية والوكالات المتخصصة وعلي رأسها منصب سكرتير عام الامم المتحدة، ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA، ومدير عام برنامج البيئة العالمي UNEP، والمديرة التنفيذية لمكتب الامم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة UNODC، ومدير عام منظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO, وغيرها.
وقد شملت التحركات المصرية التي ادارتها حملة الترشيح المصري بوزارة الخارجية بالتنسيق مع وفدنا الدائم لدي اليونسكو في باريس وشاركت فيها جميع قطاعات وزارة الخارجية وسفاراتنا في الخارج تحت اشراف ومتابعة يومية من السيد وزير الخارجية، جهودا متواصلة تم من خلالها اعداد الرؤية والملف الانتخابي بعد التشاور مع جميع الدول أعضاء المجلس التنفيذي، وحشد الدعم من تلك الدول، وترتيب الجولات الانتخابية واللقاءات الإعلامية، فضلا عن تأمين تأييد جامعة الدول العربية والإتحاد الأفريقي، حيث نظمت الحملة جولات انتخابية للمرشح الى ٦٥ دولة خلال الفترة من يونيو ٢٠٢٣ إلى سبتمبر ٢٠٢٥، تخللتها لقاءات مع مسئولين حكوميين وممثلين عن المجتمع المدني.