أصدر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا دراسة تُظهر أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة، بالفعل، على استبدال 11.7% من سوق العمل في أميركا، أي ما يعادل 1.2 تريليون دولار من الأجور في قطاعات التمويل والرعاية الصحية والخدمات المهنية. وأُجريَت الدراسة باستخدام أداة محاكاة للعمالة تُعرف باسم «مؤشر آيسبيرغ»، طوّرها المعهد بالتعاون مع المختبر الوطني أوك ريدج. وتُحاكي الأداة كيفية تفاعل 151 مليون عامل أميركي مع الذكاء الاصطناعي وتأثير السياسات المرتبطة به.
وقد يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً جذرياً في التوظيف عبر قطاعات عديدة في مختلف دول العالم خلال السنوات القليلة المقبلة لكن بعض المهارات البسيطة كفيلة بحماية مستقبل معظم الناس مهنياً، وهنا تكمن الفرص للساعين إلى إيجاد موطئ قدم في عالم التكنولوجيا الجديدة.
الرئيس التنفيذي لشركة جيه بي مورغان تشيس جيمي ديمون، له رؤية في هذا السياق، حيث يقول “سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى إلغاء بعض الوظائف، لكن هذا لا يعني أن الناس لن يجدوا وظائف أخرى”.
ولتحقيق ذلك يوجه ديمون “نصيحتي للناس هي التفكير النقدي… تعلموا الذكاء العاطفي، وكيفية إدارة الاجتماعات بفعالية، وكيفية التواصل والكتابة. ستجدون الكثير من الوظائف”، وفق تقرير لقناة CNBC Make IT.
يأتي توقع ديمون في ظلّ نقاشٍ حادّ حول الذكاء الاصطناعي في سوق العمل الأميركي، في وقت يرى بعض الخبراء أن الذكاء الاصطناعي عاملٌ وراء ارتفاع معدل البطالة بين الشباب، حيث حذّر داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك، في مايو من أن هذه التقنية قد تقضي على ما يصل إلى نصف وظائف ذوي الياقات البيضاء خلال السنوات الخمس المقبلة.
لكن بعض الرؤساء التنفيذيين يرون أن تغييرات تلوح في الأفق أيضاً. يصرّح دوغ ماكميلون، الرئيس التنفيذي لشركة وول مارت، لصحيفة وول ستريت جورنال : “من الواضح تماماً أن الذكاء الاصطناعي سيُغيّر كل وظيفة حرفيًا”، مضيفاً: “ربما توجد وظيفة في العالم لن يُغيّرها الذكاء الاصطناعي، لكنني لم أفكر فيها بعد”.
ولمواجهة ذلك، يشدد جيمي ديمون على أهمية وجود القادة ذوي المهارات الشخصية. ويوضح في سلسلة فيديوهات سابقة بعنوان “هذا يُجدي نفعاً” على لينكدإن، أن القادة الفعالين لديهم القدرة على طرح أسئلة جيدة والتعلم من المنافسين والعملاء وأخطائهم.


