ارتفعت أسعار الفضة في الأسواق المحلية والعالمية لتسجّل مستوى 61 دولارًا للأوقية للمرة الأولى تاريخيًا، وفق تقرير حديث صادر عن مركز “الملاذ الآمن” جاء ذلك مدفوعاً بزخم قوي في الطلب الصناعي وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، إلى جانب استمرار الضغوط على جانب المعروض، وفق التقرير.
أشار التقرير إلى استمرار تفوّق الفضة على الذهب، بعدما دفعت القفزة الأخيرة نسبة الذهب إلى الفضة إلى 69 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ يوليو 2021، يأتي هذا الارتفاع بعد عام استثنائي للمعدن الأبيض، حيث سجلت الفضة مكاسب بلغت 110% منذ بداية 2025، لتتفوق على أداء الذهب ومعظم السلع الصناعية. وأكد التقرير أن الزخم الحالي للفضة مدعوم بعوامل متعددة، أبرزها:الطلب الصناعي المتنامي في قطاعات الإلكترونيات والطاقة الشمسية والشرائح الدقيقة.
ومشكلات سلاسل التوريد العالمية التي أدت إلى نقص المعروض منذ أغسطس. تجدد اهتمام المستثمرين بالمعدن الأبيض باعتباره أصلًا للتحوط، ورغم تحسن جزئي في سلاسل الإمدادات، إلا أن حالة عدم اليقين ما تزال مسيطرة على الأسواق. وأظهر التقرير أن مخزونات بورصة لندن ارتفعت منذ بداية العام بنحو 1447 طنًا، بينما زادت مخزونات كومكس بمقدار 4311 طنًا، ولا يزال الجزء الأكبر من المخزون مركّزًا في لندن بنسبة 1.91 مقابل مخزونات كومكس، وهي أعلى نسبة منذ يناير الماضي.
كما أوضح التقرير أن نحو 78% من حيازات الفضة في خزائن جمعية سوق لندن للمعادن الثمينة مُمثلة بصناديق المؤشرات المتداولة، مقارنة بـ65% في نوفمبر 2024. وشهدت صناديق المؤشرات المدعومة بالفضة أكبر تدفقات لها منذ 2020، حيث ارتفعت مقتنياتها بنحو 487 طنًا في نوفمبر، وبأكثر من 475 طنًا منذ بدء ديسمبر، وهو ما يعكس دخولًا مؤسسيًا قويًا إلى السوق.
ورغم ارتفاع الطلب الاستثماري، تشير الزيادة في الكميات المتاحة ببورصة لندن إلى تحسن تدريجي في ظروف السوق.
يرى بنك ستاندرد تشارترد أن الفضة تمتلك مجالًا إضافيًا للارتفاع، لكنه حذّر من احتمالات تقلبات على المدى القصير، مع بدء السوق في البحث عن توازن جديد بعد الارتفاعات الحادة الأخيرة. كما رجّح خبراء المعادن أن يمر السعر بـ تصحيح محدود قبل أن يعاود تسجيل قمم جديدة، خاصة في ظل الضبابية المرتبطة بتقرير المعادن الحيوية S232، الذي قد يفاقم نقص المعروض في الأسواق الإقليمية. وتتفق بيانات رويترز ووول ستريت جورنال وفايننشال تايمز على أن الفضة تشهد مرحلة “تحول استراتيجي” بوصفها معدنًا صناعيًا رئيسيًا وأصلًا استثماريًا في آن واحد، مع توقعات بتداولها في نطاق 55–70 دولارًا على المدى القريب. ورغم الأداء الاستثنائي، يحذّر محللون من إمكانية هبوط الأسعار في حال تحسن البيانات الاقتصادية الأمريكية أو زيادة الإنتاج في المناجم الرئيسية عالميًا.


